رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميسرة صلاح الدين: من حق المترجم أن يجرب كما يحلو له

ميسرة صلاح الدين
ميسرة صلاح الدين

ما أن أعلن عن إصدار ترجمة للعامية المصرية، لرائعة إرنست هيمنجواي، «العجوز والبحر»، حتي ثار الجدل والخلاف في الوسط الثقافي المصري، بين مؤيد ومعارض لظاهرة ترجمات الأدب العالمي للعامية المصرية.

وفي هذا الصدد قال المترجم والشاعر ميسرة صلاح الدين لـ«الدستور»: لا أفضل الدخول بشكل قاطع في الصراعات الخاصة بالوسط الثقافي وخصوصًا لو كانت متعلقة باستراتيجيات التسويق والترويج وزيادة المبيعات.

ولكن ذلك لا يمنع أن قضية العامية والفصحى من القضايا الأساسية التي تشغلنى طوال الوقت ولا يمكن بأي حال من الأحوال ألا أكون عنها رأيًا مع كل تطور اختلاف في شكلها ومضمونها.

وتابع صاحب ترجمة «كوكورو.. لغة القلب»: أتذكر جيدًا عندما ناقش الشاعر والناقد الكبير دكتور يسري العزب ديواني الأول "أنا قلبي مش فارس" أخبرني بوضوح أن الديوان يحتوي على العديد من الأخطاء اللغوية ولم أفهم مقصده جيدًا فشرح لي عندها أنه يجب اتباع قواعد معينة للكتابة بالعامية حتى تسهل قراءتها وانتي في مواضع كثيرة كنت أكتب بالشكل الذي أنطق به وهو ما يضر العامية كما يزعج القارئ الذي قد ينطق بالضرورة بطرق مختلفة.

التأصيل لقواعد العامية المصرية

وأوضح «صلاح الدين»: ومن هذا المنطلق أدركت أن العامية كلغة صالحة للتعبير عن كل الأشكال الأدبية كما أنها صالحة للاستخدام اليومي والمواقف الحياتية المصيرية منها والهيئة، ولكن مع تأصيل قواعد خاصة بعملية الكتابة التي تسهل تداولها وقراءتها كنص مطبوع بدون محاولة استحضار لسان الكاتب أو خياله الإدراكي واللفظي والمعرفي.

كما أدركت بمرور الوقت ومروري بتجارب عديدة في الترجمة ما بين الشعر والرواية والنصوص الأدبية بأشكال مختلفة أنه من الأفضل بالنسبة التجارب الجديدة حتي تعامل بالجدية الكافية أن يتم اختيارها وفق رؤية واضحة تجعل اختيار العامية كوسيط للترجمة ونقل الثقافة هو الاختيار الأكثر دقة والأقرب لروح وطبيعة النص الأصلي وذلك بهدف تأسيس تيار في الأدب قائم على الاختيار الواعي وأشد التصاقًا بمنطق الفن كنقطة ارتكاز رئيسية للتجربة ثم تليها في الأهمية معابير التسويق وعوامل الجذب والدعاية.

أكد «ميسرة»: «ولكن كل ذلك لا يمنع بالطبع أن من حق الكاتب والشاعر والمترجم كحق أصيل أن يجرب كما يحلو له دون محددات وضوابط سوى ما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية وما شابها من قوانين وإن كان إخلاصه لتجربته ورؤيته المستقبلية لما يراه قضية يكافح من أجلها يحتم عليه أن يلزم نفسه بالمزيد من المحددات والضوابط التي تدعمها وتدفعها بإخلاص للأمام».