رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوحنا العاشر في كلمة بمناسبة عيد الميلاد: صلاتنا من أجل سلام العالم

يوحنا العاشر
يوحنا العاشر

وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، كلمة لمناسبة عيد الميلاد المجيد،  قال فيها إلى إخوتي رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة وأبنائي وبناتي حيثما حلوا في أرجاء هذا الكرسي الرسولي، "عظمي يا نفسي الملك المولود في مغارة"، بهذا يخاطب كاتب التسابيح نفسه ونفس كل منا في هذا الموسم البهي موسم ميلاد المسيح. 

 وتابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، هي دعوة لكل نفسٍ أن تتأمل عظمة ملكٍ سماوي آثر برد المغارة على أرائك الملوك، هو ملكٌ من نوعٍ آخر، ملكٌ لم يرد أبداً ممالك أرضيةً بل آثر مملكة النفس البشرية التي عشقها وأحبها ودعاها إلى خدر مجده عروساً مجيدةً ترنو إلى عريس النفوس مشرق المشارق، وتابع من مزود المحبة يطل المسيح على عالمه الذي أحب،من عتم المغارة يطل باعثاً وميض الأمل لقلوبٍ ترتجي سلام رب الخليقة، من بيت لحم يوافي رب السلام وإله المراحم ليضع عزائه في قلب هذه الإنسانية المتخبطة. وعلى نغم السبح الملائكي، يوافي رب السلام مقتبلاً في هدايا المجوس هدايا الإنسانيةِ ذهباً خالصاً لأنه ملك ولباناً لأنه إلهٌ ومراً كمُقَاسٍ موتاً، يوافي ذاك الطفل بخفر وداعته طارقاً باب مغارة القلب، وهو الذي سبق فطرق باب مغارة قلب مريم أمه بلسان ملاكه جبرائيل وقت البشارة يوم لبّت تلك الطاهرة دعوة سيدها وقالت: ها أنا أمةٌ للرب.

 وأضاف يوحنا العاشر، نحن أمام ملكٍ يطرق باب مغارة نفسنا لا يقتحمها إلا بقوة محبته هو يطرق ونحن نسمع، وعندما يطرق فهو يحترم إرادتنا أن نقبل أو أن نرفض، هو يطرق بخفر ويطلب منا أن نبادله المحبة بملء الحرية التي من دونها لا تستقيم تلك بل تنحو إلى عبوديةٍ تشوه الصورة الإلهية، نحن أمام ملكٍ أراد مملكته في النفس، أرادها ملكوتاً داخلياً نحن أمام ملكٍ أراد مملكته معجونةً من قلوبٍ هامت به، نحن أمام ملكٍ آثر هيكل البشر على هيكل الحجر".

واستكمل، صلاتنا من أجل سلام العالم أجمع. صلاتنا من أجل هذا الشرق. صلاتنا من أجل سوريا ومن أجل لبنان ومن أجل فلسطين. صلاتنا من أجل أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذين تدخل قضيتهما عقدها الأول وسط صمتٍ دولي مستنكر ومستهجن. صلاتنا من أجل المضنيين في ضيقات هذه الحياة ومن أجل إخوتنا الراقدين".

 واختتم "أعادها الله عليكم جميعاً أبناءنا في الوطن وفي بلاد الانتشار، أعادها الله عليكم وعلى العالم أجمع أياماً ملؤها البركة والأنوار من لدن أبي الأنوار له المجد والرفعة أبد الدهور آمين".