رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبدعون حائرون بين إنجاز الأفلام وبين التنظير للسينما.. خالد عزت بداية واعدة وطريق شائك

لفت الأنظار بمشروع تخرجه " أبيقور الجسد والروح" 1993 وتوقع النقاد له أن يسلك طريق الحق كمتصوف في السينما، اكتفى بعمله وبكتابات على نفس الدرجة من الإبداع يحلل فيها بعمق أعمال غيره منهم تاركوفسكي الذي شبه نفسه به في مقال لافت لحجم الموهبة ولثقته في نفسه، لم أشاهد له عملا آخر حتى قابلته صدفة وعرفت عن عمله التسجيلي " راحة الغرباء" عن الضمة وفنانيها الذين يشبهونه، يغنون في ضمتهم للمتعة وليس للاسترزاق، أنتج الفيلم عام 2010 ودفن مع غيره من إنتاجات تعرض بالكاد في مناسبة أو مناسبتين ثم ينسى ويوضع على الرفوف، ولأن صاحبه غير منسجم مع أجواء صناعة السينما فانسحب إلى دراساته النقدية التي تنشر في مطبوعات غير منتشرة فلا تقع في يد من كانوا ينتظرون أعماله التي تعبر عن موهبة تبدت في مشروع تخرجه وفي الضمة الأقرب ليوميات مخرج يرصد كواليس تحضيره لفيلمه التسجيلي. كنت قابلته صدفة في نقابة المهن السينمائية كلانا ينتظر طبيب النقابة ليؤشر على الدواء ويسمح بصرفه لنا. 


كتب عنه الفنان التشكيلي والسينمائي فخري حجاج في مجلة الفن السابع العدد التاسع والعشرون ابريل 2000 تحت عنوان " أبيقوري الجسد والروح " كتب فيه : اختار خالد عزت أن يقتحم آفاقا تمثل بالنسبة لنا – نحن الشعوب الناطقة بالعربية- مغاليق لا يمكن فتحها أو ارتيادها، ويصبح ابحارنا مع المخرج في عبابها أشبه بمحاولة اقتحام قدامى البحارة بمراكبهم القديمة لبحر الظلمات. اختار المخرج لعمله منحى صعبا من إبداع خارق في الشكل غلى إبداع لا يبارى في الموسيقى إلى كلمات تحمل معاني مركبة وجرنا خلفه إلى الكثير. فاز الفيلم بجائزة سعد نديم للعمل الأول 1995 بالمهرجان القومي للسينما المصرية. بعد خمس سنوات سيظهر عمله الثاني كمخرج" أصوات ضائعة" يستعرض فيه نافورات في مدينة روما، وجاء العمل كالتوأم للفيلم السابق يدور فيه بالكاميرا على أشكال نحتية بالغة الروعة مع صوت نسائي أوبرالي وموسيقى باخ. كل شيء يدل على أن العملين لمخرج متقوقع على أفكار وثقافات جمالية وتساؤلات فلسفية، فهل يحطم صدفته ويخرج إلى الناس ويقدم عملا مثيرا بجدل عضوي وليس عملا ذهنيا يمس المشاهدين. أطالب المخرج الموهوب بالنزول إلى الأرض، وأن يكف عن التحليق في الضوء الساطع ويجوس خلال الأزقة والحارات، وليتلفح بحرارة أنفاس البسطاء، فمنهم تخرج الأعمال النابضة بالحياة والمرح، المبهجة والمؤلمة.


ويبدو أن ما طلبه الناقد لعملي خالد عزت الأوليين قد حققه في عمله التسجيلي "راحة الغرباءالضمة" في بناء دائري منذ تليفون  يدعوه إلى حضور حفل للضمة في ليلة شم النسيم ثم لقائه مع شهود عاصروا الضمة وهم صغار وانتهاء بحفل للضمة في 19 ابريل 2009 ليلة شم النسيم بشارع دمنهور بحي العرب في بورسعيد. يختم المخرج خالد عزت فيلمه بتعليق صوتي: كان عندي شك إن الفقراء لسه قادرين ينتجوا الفرح ذاته، مع كل التحولات التي حصلت في المدينة وحولت كل شيء إلى سلعة معروضة للبيع. بداية من الملابس حتى الغنا والموسيقى، في هذه اللحظة قررت أن أصنع فيلما عما تبقى من الفرح جوه الناس، نكون عند وحدة مشهدية لنهاية الفيلم مع اناس مختلفين متجمعين أمام الكاميرا، وتدور بينهم حوارات مختلطة، كانت أيام... الكراسي لن تكفي حضور حفل الليلة، ونسمع نغمات سمسية على لقطات لبيوت حي العرب المميزة بشرفاتها الخشبية، ويحكي الوطني كيف أن بورسعيد كانت تحتفل بزفة اللمبي، وناس ترقص بريش كأنهم هنود حمر، أولاد الحارة يحرقون تمثال رمز اللورد اللمبي حاكم المنطقة بداية من انتهاء العدوان الثلاثي. وبعد الحريق يستحموا ويحتفلون بشم النسيم. تصفيق وعزف ورقص من رجال وسيدة واحدة، رجال كبار وناس مرصوصين على الكراسي، فرقة بطبلة ورق وسمسية، ورقص الرجال بعيد عن اهتزازات الرجال كهز البطن الذي يمارس خطأ في بعض الأماكن. رقص الصحبجية بالعصا رقص ايقاعي يعكس بهجة مجانية وينزل تتر( راحة الغرباء ، ليلة الضمة ) سيناريو وإخراج خالد عزت، أسأل صانع الفيلم لماذا الاسم، ومن هم الغرباء، أجابني الاسم مستوحى من بول شرايدر صاحب كتاب راحة الغرباء وكاتب سيناريو سائق التاكسي، وكل الأفلام المهمة في السبعينيات، لمارتن اسكورسيزي، وحرب فيتنام، لأني وجدت أن الشيء الوحيد لهؤلاء الغرباء هو المزيكة التي تسبب لهم الراحة. هم غرباء عن بورسعيد وأتوا من دمياط أو كان جدودهم نازحين للعمل في حفر قناة السويس. وهكذا لا يتخلى خالد عزت عن ثقافته التي تظهر في كل أعماله ويحب أن يبرزها احتراما لصناعها.   


الضمة راحة الغرباء


بدعم مباشر من وزارة الثقافة المصرية لأفلام الديجيتال يصدر خالد عزت فيلمه بمقولة الصوفي جلال الدين الرومي " عدة طرق تؤدي إلى الله وقداخترت طريق الرقص والموسيقى" يقدم ما أسماها مسودات فيلمية بعنوان "راحة الغرباء الجزء الأول الضمة"، تتقاطع العناوين مع لقطات الاستعداد لحفل غنائي ونسمع صوت عبر المحمول للمخرج يدعوه إلى حفلة بدمنهور، ياريت تيجي، أنا جاي كل سنة وانت طيب. العناوين تتخللها التترات ويدخل صوت سمسية وينزل عنوان المسودة الأولى نداء الضمة، ونسمع صوت يقول أن الضمة كانت بالنسبة لي الماية اللي بنشربها، صعب أوصفها، بتشوف فيها صاحبك اللي من بعيد نشاهد الآن المتكلم يوجه حديثه للمخرج خارج الكادر ويواصل، أول مرة حضرت فيها الضمة كانت سنة 57 في فرح بعزبة فاروق المنطقة حاليا اسمها أرض العزب، تسللت بينهم وسمعت، كل واحد بيعرف غنوة يقولها، يتدخل المخرج صييته؟ نعم، محمود الشهاوي وأحمد محمد ثلاث أخوات يتزعموا الضمة، يعدد أسماء منها عوض ربيع، أبو عزيزة وعم راشد، تعود الصورة إلى الشوارع في الخارج حيث مظاهر لحفل ما وغناء بالسمسية وناس تتابع( مركب حبيبي يا جدع من الغرب جاية) المشهد مكون من لقطات للناس في أنشطة متنوعة والغناء فقط في الخلفية. 

ونسمع محمدالشناوي الذي يشرح كشاهد عاصر الضمة منذ كان طفلا، زمان الضمة كانت أيام أبويا الله يرحمه وعم عوض ربيع والريس كوثر من الصييته وكان الناس تحب سماعهم. في الضمة كانوا يجتمعون في شبه دائرة يجلسون على كراسي خشب، كرسي مطبخ، ويغنون الأدوار القديمة زي نوح الحمام ، يكمل الأول، يجلس الصحبجية ومعهم اربع طبل  يدقون دقة بايقاع معين يسمى، لم التايه، لجذب السميعة برق صغير ومثلث قبل وجود السمسية، الصورة تعود بنا لمشهد غناء ونشاهد لقطة سريعة لسمسية المكان حارات تباع فيها الملابس المعروفة في بورسعيد، لقطات هادئة للمكان وصوت المخرج معلقا، بعد مضي أول أسبوع لحضور الضمة رحت أدور على عزبة فاروق التي حكى لي عنها الصحبجي محمد الشناوي كات في البداية مرتع الصحبجية ولكني لم أجد شيئا باقيا على حاله، تتبع الكاميرا شيخ بمظهر سلفي في عدة لقطات يقودنا إلى مقهى ويجري حوارا مع ملتحي آخر. تحولات الناس سنلمسه قبل أن نسمع السلفي الذي كان أحد الصحبجية ويعرف عنها الكثير في مشهد لاحق سيحاول منظم حفل أن يقنعه بالمشاركة ولكنه يتحدث عن تغير الأجواء التي وصلت لمهزلة على حد قوله، وينجح الرجل في جذبه لينشد أدوارا تسجلها الكاميرا دون أن يبدو أنه شاعر بالكاميرا. العفوية التي تبدو عليها أغلب المشاهد تصل لذروتها مع مشهد نشاهد فيه رجل تائه ويندهش من عدم تذكره لبيته الذي كان في طريقه مع المخرج ليشهده عليه، يتعرف عليه شاب ويحييه شاعرنا الفنان، حارمنا من أنسك ليه ياريس، يندهش الشاعر كمال عيد، انت واعي على الحي، فيرد سمعتك وسمعت أغاني السميسة بتاعتك، أيوة ما حدش عاوز يسجلها لنا الناس انشغلت بالأفراح، انما حد يقول نلحق نسجل هذه الأغنيات الوطنية التي أرخت للبلد، ما حدش عاوز!!، الشاب يكمل حضرتها بعد عودتنا من الهجرة في السبعينيات، وحضرت مسرحية عرضتها في دار الثقافة، كان فيها حكاية التهجير والعودة، تأليفي وتلحيني يقول الشاعر، غنيتها مع حمام ، والناس الحلوة دي، يتدخل مسن ثالث ويستعيدون معلومات عن الضمة فيكمل حديث الشاعر، معاك الموظة والأمريكاني وسعد أبو شحات وأحمد كفته، الصحبة بتاعت زمان دي، هديه ظهرت عفويا للمخرج والكاميرا دائرة توثق هذه الذكريات الحية دون ترتيب مسبق منه. ويعاد وصف جلسة الصحبجية بشكل بيضاوي على كراسي الحمام، صورة باقية في ذاكرة الجميع. مشهد آخر استوقفني مشهد لرجال على مقهي يلعبون الكوتشينة والكاسيت به شريط لأغنية سمسية شهيرة يلعبون ثم يندمجون في الغناء بسلطنة مبهجة. 


يتراوح الفيلم بين هذه الهدايا التي تظهر أثناء التصوير وبين تعليقات المخرج، كقوله، تساءلت عن المكان الذي كان يلتقي فيه الناس على نشوة الروح في الغُنا، ونشوة الجسد في المجون، ويربط الفيلم  اللقاء مع الشناوي الذي يمتلك ذاكرة خصبة عن الضمة، وتمثل حوارات كوثر هذه الحقيقة المرعبة عن تحولات بورسعيد منذ الخمسينيات وحتى العام 2009 وقت تصوير العمل. وينضم الفيلم إلى عمليه الروائيين القصيرين عاكسا ثقافته التي تتأثر بجمال فنون راقية عالمية وفنون شعبية مصرية بنفس القدر من النشوى. 


وكما كان فيلميه الأول والثاني يعكسان رؤية وفهما للفن التشكيلي وروعة التعبير عنه بلغة السينما، فإن كتاباته النقدية تميزت بالغوص في العمل وكشف ملامح الجمال خلف السرد والحكاية كتبها عام 2000 بالفن السابع، في قراءته لجنة الشياطين،كتب عزت، لكل فيلم سره الذي لابد من الحفاظ عليه، كما يحتفظ الميت بأسرار موته في رحلته البرزخية، فلا أحد منا يعرف ما الذي يمكن أن يدور في خلد رجل ميت حين توافيه المنية. وأي صور تتخايل له وهو مفتوح/مغمض العينين يحدق أمامه في اللا شيء أو كل شيء.. من الممكن وأنا بصدد الكتابة عن فيلم أسامة فوزي " جنة الشياطين" أن أستعير مفتتحا لنص الكاتب الأرجنتيني خورخي بورخيس ( لا تدوم حياة كائن إلا ما تدومه فكرة)، ويمكن أن أتلاعب قليلا بنصه ليصبح، لاتدوم فكرة إلا بموت الكائن، فبموت الكائن طبل/منير أمكن أن يمنح في التو حياة لفكرة ما. يمضي في تحليله للفيلم مستعينا بعناصر من ثقافته الواسعة ويصل إلى شاطيء الواقع فيكتب بعض المعلومات ليسهل تتبعه في دراسته االمركبة المعنونة، ما لم يقله طبل عن مولانا جلال الدين الرومي، وقوله " عدة طرق تقود إلى الله..وقد اخترت طريق الرقص والموسيقى" عبارة تسكنه يعود إليها دوما وسيضعها مفتتحا لفيلمه عن الضمة والصحبجية الذي سينجزه لاحقا 2010. سنعود إلى دراسته عن فيلم أسامة فوزي وننقل عنه، يأتي "جنة الشياطين" بعد فيلم واحد ووحيد مشترك بين نفس الكاتب ونفس المخرج تحت عنوان "عفاريت الأسفلت" العنوان يشير إلى طائفة سائقي الميكروباس، وينتمي الفيلم إلى ما يطلق عليه دراما الأحياء التي بلغت ذروتها التعبيرية بفيلم داود عبد السيد " الكيت كات" التي تدور أحداثها داخل حي أو ضاحية ما، حيث تنعقد بين الشخصيات صلات قربى وجوار، تتشابك فيها ذكريات المنشأ والأحلام وأيضا الظرف الاجتماعي المعاش. ....في "عفاريت الأسفلت" يستخدم ذكري عنصري الخفة والرسوخ اللتين سيعيد التلاعب بهما لاحقا وبمقدرة عالية في " جنة الشياطين" وهو يجيد تطويع التقنية داخل نسيج المشهد الواحد من أجل استبيان ردود الأفعال المضحكة والهزلية والمشحونة بأقصى درجة من التوتر والتهديد المروع. وهي تقنية شائعة سنجدها في كل أعمال الكاتبادجار آلان بو وكل الأفلام البوليسية ذات الصبغة الكوميدية. ..أذكر أنني عقب مشاهدتي للفيلموبعد مناقشات سوفسطائيةالطابع لا تنتهي أبدا بيني وبين مصطفى ذكري دونت بعض الأفكار على هامش مشاهدتي  للعمل،كان يجب على النص أن يفرد مساحة أكبر لذاكرة الحواس في لعبة الخيانة التي بني عليها  فيلم "عفاريت الأسفلت". وقد وقع على ما كتبه بتوقيع مخرج سينمائي فهو ليس الناقد الذي يقدم مراجعة عن عمل مبدع بل صانع أفلام يشتبك مع صناع الفيلم الذي يكتب عنه ويطلب أن يتحقق قدر أكبر مما يسميه التوتر الجمالي الذي سيتحقق بلا ريب في" جنة الشيطين" كتابة في أساسها استيعاب لأسلوب المخرج وشريكه الكاتب في الإبداع الفيلمي. 


وتحت عنوان القليوبي وألعابه السحرية يكتب عن الفيلم الطويل الأول له " ثلاثة على الطريق" والثاني  "البحر بضحك ليه"  بدأ بتلمس مواضع الدهشة والحيرة الإنسانية لدى شخصيات أفلامه التي يختارها بعناية بالغة والتي تستند إلى تراث مجيد من النفي والتهميش البازغين، إن شخصياته الأثيرة عبر فيلميه الأولين، لا تخرج عن صورة الهامشيين والشطار وأهل الدعارة والنهب والعيارين من باعة الأسواق الفقراء وأرباب الملاعيب والأوباش والعياق، وأيضا جماعة الخيالين من مبتدعي الملاهي الشعبية المرتجلة التي تحتل مكانة متميزة في مشهديته السينمائية. والتي تبرز عشقه وهوسه الشخصي بفنون الفرجة والأداء. من الممكن أن نقف قليلا  لتأمل تلك الاستعارة المدهشة والماكرة أيضا التي أوجدها القليوبي كتيمة رئيسية وعمود فقري ينظم عليه جسد الفيلم وهي تيمة الرحلة / الطريق، الحياة/ الوطن، مشيدا فيلمه مثل لوحة الموزاييك تتطاول مناحي متعددة من العرض الإنساني وتتضافر فيها كل الخيوط من الحكي إلى السرد إلى التضمين، مشاهد السيرك، خيال الظل، مقاطع تسجيلية ونشرات أخبار والموزعة بدقة مونتاجية عبر زمن الفيلم. .. وعبر الفيلم تظهر تأثير بابات المسرح الشعبي المعروف بخيال الظل، ويجري عليها القليوبي نصه المعاصر مضمنا إياها مقاطع من تعليقات الواقعاليومي فيتسعينيات هذا القرن. ... الوجود الإنساني عند القليوبي وعبر فيلميه هو سيرك وساحة يتعارك فيها البشر بكرامة وتتصارع فيها الأفكار والحواس. 


لبعض الوقتتوقفت كتابات خالد عزت كما توقفت المطبوعة المتخصصة " الفن السابع " في مناخ لا تستمر فيه أي جهود تتسم بالأصالة والعمق، تمضي السنوات ويعود لنشاطه ولم يكن بعيدا عنه انجذابه لسينما ناصر خمير الذي قدم عنه دراسة شديدة العمق يستحقها فن هذا المخرج وأعماله الصوفية في دراسة نشرت في مجلة نزوى . تباعدت كتاباته كما تباعدت أعماله للسينما ويشغلني السؤال عن دور الأنظمة والوزارات المتعاقبة في طرد المبدعين الحقيقيين من السوق وفرض من يقدمون أعمالا لإرضاء الجماهير قليلة التعليم وغير المستعدة لقدح الذهن لتلقي عمل يحتاج قليلا من المشاركة الفكرية، وما مسئولية الشخص عن عدم تكيفه مع السائد مثلما يفعل غيره تكيفوا ونسوا ما يرغبون في تقديمه وبتوازن قدموا ما يمكن لجموع المشاهدين تقبله. سمعت من كاتبة واعدة أن مخرجا عملت معه قال لها انسي الإلياذة والأوديسا الآن واكتبي عما يفكر فيه الناس ويتجاوبون معه. لم ينسى خالد عزت أبيقوره ولا أفكاره الصوفية واختار أن يكتب عنها بدلا من تجريب الكتابة للناس، الناس العادية. لا يمتلك الكل هذه الملكة، ملكة مخاطبة الناس بما يحبونه ويمكنهم فهمه. وإن أدرك أنه تعلم الدرس فركز في كتابة أفلام تتناول واقعا لم يتغير كثيرا عن أفلام من سبقوه. وأتمنى أن تجد طريقها للإنتاج وتضاف لمنجز السينما المصرية المتنوع والمستمر عبر السنين.