رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواطنون عن تطوير السكك الحديدية: صححت مسار المنظومة بعد سنوات من الإهمال

السكك الحديدية
السكك الحديدية

 كان تطوير منظومة السكك الحديدية حلمًا صعب المنال بعد سنوات طويلة من الإهمال والتردى اللذين أصابا المرفق بالكامل، وطالا المنظومة كلها من المحطات والأرصفة ومكاتب قطع التذاكر إلى القطارات والعربات والإشارات، لكن أحلام التطوير تحولت فى سنوات قليلة إلى واقع وحقيقة يراها الجميع بأعينهم، بعد جهود كبيرة للتطوير، بدأت وما زالت مستمرة، بدعم من إرادة سياسية تستهدف توفير حياة كريمة للمواطنين.

وخلال حديثهم إلى «الدستور»، أشاد عدد من المواطنين من مستخدمى القطارات بما شهدته منظومة السكك الحديدية، فى الآونة الأخيرة، من تطور كبير وتحديث شامل، تمثل فى تجديد العربات وتحديث منظومة الإشارات وآلية قطع التذاكر، مع فرض الرقابة داخل القطارات وانتظام مواعيدها، الأمر الذى حوّلها إلى وسيلة انتقال مثالية ورخيصة التكلفة، خاصة للمسافرين مسافات بعيدة.

 

يوسف محمد:  العربات الحديثة جعلت القطار وسيلة السفر المثالية

اعتاد الطالب الجامعى يوسف محمد أن يستقل القطار بشكل شبه يومى من القاهرة للذهاب إلى جامعته بمحافظة بنى سويف، حيث يدرس، مفضلًا السفر عبر القطار بدلًا من سيارات الأجرة، ما جعله شاهدًا على التطور الذى حدث بمنظومة القطارات خلال السنوات الماضية.

قال «يوسف» إنه يفضل السفر بالقطار إلى جامعته كل صباح ومساء، لكونه الأسرع والأفضل، خاصة فى آخر أيام الأسبوع التى تشهد زحامًا على الطرق، مؤكدًا أن القطار يظل بدون شك هو البديل الأفضل للسفر، خاصة بعد التطور الكبير الذى شهدته المنظومة مؤخرًا.

وأضاف: «فى البداية كان هناك بعض المشكلات، التى تم تداركها مع الوقت، مثل التأخيرات بسبب الأعطال، والتى توقفت تقريبًا، وكذلك إرهاق السفر فى العربات القديمة المتهالكة، التى حلت محلها، حاليًا، عربات أحدث وأفضل، سهلت السفر وقللت من الأعطال التى كنا نشاهدها بشكل شبه يومى».

وتابع: «أصبحت القطارات، حاليًا، وسيلة السفر المثالية، كما أن تكلفة الانتقال باستخدامها تعد رمزية، خاصة بعد استخراجى اشتراك الطلاب، الذى ساعدنى على توفير الكثير من النفقات، وتقليل كلفة المواصلات، التى كانت تحتاج إلى ميزانية مستقلة بجانب مصاريف الكلية».

كريم محمد:  اختصرت زمن الذهاب لعملى من ساعة إلى 10 دقائق

 

رغم أن عمله لا يبعد عن مكان إقامته، فى إحدى المدن الواقعة على حدود القاهرة، يستخدم كريم محمد القطار بشكل يومى كوسيلة أساسية فى ذهابه وعودته، من بين وسائل المواصلات المختلفة.

أرجع «كريم» ذلك إلى أن ظروف عمله تتطلب منه الخروج من منزله فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وفى بعض الأحيان قبل شروق الشمس، وهو ما يصعب عليه إيجاد سيارات متوافرة لنقله إلى مقر عمله.

وأضاف: «حتى فى حال توافر السيارات، أواجه زحامًا شديدًا على الطرق، حتى إن السيارة تمتلئ بالركاب وتتحرك قبل دخولها الموقف من الأساس، وبالتالى تقل فرصة وصولى إلى عملى فى الوقت المطلوب».

وواصل: «تغلبت على هذه الأزمة من خلال معرفة موعد القطار الذى يمر من أقرب محطة بالقرب من منزلى، وقررت الاعتماد عليه بشكل يومى، خاصة أنه يقطع مسافة ٣٠ كم تقريبًا فى ١٠ دقائق فقط، بينما كنت أستغرق ٤٥ دقيقة وأحيانًا ساعة كاملة فى المواصلات الأخرى، بسبب التوقف المتكرر والزحام فى الصباح، حيث موعد ذهاب الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم».

كما أشار إلى ميزة أخرى فى القطارات مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى، تتمثل فى أسعار التذاكر المنخفضة.

وفاء سامى: الأمان والنظام أسهما فى إنجاح السياحة الداخلية

 

أشادت وفاء سامى، التى تعمل فى مجال الإرشاد السياحى، بما شهدته منظومة السكك الحديدية من تطوير ونظام، مؤكدة أنها شهدت ذلك بنفسها من خلال عملها فى الرحلات الداخلية مع الأفواج السياحية المختلفة.

وقالت: «أُشرف على العديد من الرحلات الداخلية، التى تتم خلالها الاستعانة بالقطار فى نقل الأفواج السياحية، خاصة فى المحافظات البعيدة، مثل الأقصر وأسوان، وذلك للمميزات الكثيرة التى أصبحت متوافرة بالمنظومة، وعلى رأسها الأمان والسرعة والتكلفة المنخفضة، بالإضافة إلى القدرة على استيعاب أكبر عدد ممكن من الأفراد».

وأضافت: «فى عملى نتفق أحيانًا مع السكة الحديد على حجز عربة أو عربتين من القطارات المتجهة نحو الوجهة السياحية التى نقصدها، ليتواجد جميع أفراد الفوج فى مكان واحد؛ ما يسهل التعامل معهم، بدلًا من الاستعانة بأكثر من حافلة وتقسيم الفوج إلى مجموعات، وإهدار الوقت والمجهود، بالإضافة إلى رفع التكلفة».

واستطردت: «هناك فارق كبير بالتأكيد شهدته منظومة السكك الحديدية فى المحطات والقطارات، فأصبحنا نرى نظامًا واضحًا فى الدخول إلى محطة مصر المركزية برمسيس، خاصة بعد تركيب ماكينات مرور بالتذاكر واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى الكشف عن التذاكر بدلًا من الطرق التقليدية التى كانت تضيع الكثير من الوقت، وتتسبب فى حدوث طوابير أمام مداخل الأرصفة». وتابعت: «أسهم التطوير أيضًا فى منع ظاهرة التهرب من دفع التذكرة فى مختلف درجات القطار، مع القضاء على المشاجرات التى كانت تحدث داخل العربات فى بعض الأحيان».

أما من ناحية التنظيم داخل العربات وأثناء الرحلات، فأوضحت «وفاء» أن الدرجات المكيفة أصبحت تتميز بحسن الضيافة والإشراف الأمنى المتميز، والعمل على إزالة جميع المعوقات والصعوبات التى تواجه الركاب، وهو ما يصب فى مصلحة المسافرين فى المقام الأول، خاصة السائحين من المصريين الذين يهدفون إلى التنقل داخل بلادهم للاستمتاع بأوقاتهم وعطلاتهم.

كما أشادت وفاء بأعمال الترميم والتطوير بالمحطات، وإدخال بعض الخدمات التكنولوجية الحديثة، مثل خدمة الـ«واى فاى» واللوحات الإلكترونية الإرشادية، فضلًا عن الاهتمام بالمظهر الداخلى والخارجى للمحطات المختلفة، وعلى رأسها محطة مصر، التى تتسم بالطابع المصرى القديم وتعكس هوية الحضارة المصرية، وكذلك محطتا الإسكندرية والأقصر، اللتان تحولتا إلى قطع معمارية فنية تليق بعظمة وحضارة مصر.

محمد حسنى: الرقابة نجحت فى السيطرة على المخالفين واللصوص والباعة الجائلين

عن تجربته المستمرة فى الانتقال من محافظة الشرقية إلى محافظة الإسكندرية لزيارة أقاربه وأصدقائه وقضاء أيام العطلة، أكد محمد حسنى أنه كان فى البداية يفضل سيارات الأجرة فى السفر عن القطارات، تجنبًا للزحام الذى تشهده عربات القطارات والتدافع المتكرر بين الركاب، لكن ذلك تغير مؤخرًا.

وقال: «بعد تشغيل القطار الروسى أصبحت أُفضل استخدام القطارات أكثر، لكونه قطارًا اقتصاديًا، وفى الوقت ذاته نظيف ولا يوجد به أى زحام، بل أصبح يشبه القطار المكيف بدرجة كبيرة، فى النظام والنظافة والأمان، فضلًا عن سعر تذكرته المنخفضة».

وأوضح أن منظومة التطوير نجحت فى السيطرة على الزحام والتكدس وفرض الرقابة داخل القطارات؛ ما قلل كثيرًا من قدرة الباعة الجائلين واللصوص على التجول داخل عربات القطارات.

وأشاد بقدرة المنظومة على فرض غرامات على الركاب الذين يتعاملون مع الكراسى والعربة بإهمال، أو يضعون أقدامهم فوق المقاعد، أو يشعلون السجائر ويدخنون داخل العربات، وغير ذلك من العادات السيئة التى كان يقوم بها البعض، خاصة فى القطارات المميزة. كما أشاد بقدرة المنظومة على ضبط المواعيد بين القطارات، ما جعلها تسير بانتظام شديد، بعيدًا عن العشوائية التى كانت موجودة من قبل، مضيفًا: «فى الماضى كانت التأخيرات تصل إلى ساعة وساعتين، الأمر تغير الآن بعد مجهودات كبيرة فى التطوير، وسنوات من العمل بدأت، حاليًا، تؤتى ثمارها وتظهر آثارها يومًا بعد يوم». وتابع: «فى كل يوم يظهر فارق عن اليوم الذى يسبقه، وأتمنى أن يستمر العمل على تطوير هذه الوسيلة التى تعد الأكثر استخدامًا فى التنقل وعصب المواصلات بين المحافظات المصرية».