رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مشروع جديد».. ما بعد قرار الرئيس تطوير بحيرة البردويل: تعزيز الثروة السمكية.. وتوفير فرص عمل

جريدة الدستور

إشادات كبيرة تلقاها توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى ببدء تنفيذ عملية تطوير بحيرة البردويل، بهدف زيادة حجم إنتاجها السمكى، وتوسيع الممرات المائية للبواغيز التى تصلها بالبحر المتوسط، وغيرها من أوجه التطوير.

ووجه الرئيس بتطوير البحيرة، فى إطار مبادرة «سيناء البردويل»، التى تسهم فى تنفيذها هيئة قناة السويس، فى إطار جهود تنمية سيناء، بالتعاون مع شركة «ديمى» البلجيكية.

تهدف المبادرة إلى زيادة إنتاج بحيرة البردويل من الأسماك الفاخرة التى تشتهر بها، من ٤٠٠٠ طن إلى ١١ ألف طن سنويًا على المدى القصير، وصولًا إلى ٥٠ ألف طن على المدى المتوسط، فضلًا عن تعميق وتوسيع الممرات المائية للبواغيز التى تصلها بالبحر المتوسط.

كما تستهدف المساهمة فى استصلاح الأراضى الزراعية، وتعزيز الغطاء النباتى والتشجير بالمنطقة، بمساحة تصل إلى ١٥ ألف كم، عن طريق إعادة استخدام رواسب البحيرة، من خلال معالجتها وتطهيرها وضخها فى التربة، الأمر الذى يحقق مردودًا تنمويًا وبيئيًا كبيرًا على شمال سيناء.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من الخبراء والمعنيين بشئون الصيد السمكى، لـ«الدستور»، حول الآثار الإيجابية لتطوير البحيرة، ومردود ذلك على عملية تنمية سيناء بشكل عام.

بكرى أبوالحسن: خطوة مهمة تُنظم عمليات الصيد وتحافظ على استمرار الإنتاجية

قال بكرى أبوالحسن، شيخ ونقيب الصيادين، إن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن تطوير بحيرة البردويل يستهدف تحسين القدرة الإنتاجية للأسماك فى مصر، وتوفير فرص عمل آمنة للصيادين، مع الحفاظ أيضًا على استمرار إنتاج أفضل أنواع الأسماك فى البلاد.

وأضاف «أبوالحسن» أن مشروعات التطوير تطال بحيرات أخرى، مثل البرلس ومريوط والمنزلة وغيرها، لكن بحيرة البردويل لها وضع مختلف، لأنها تُعد أنقى البحيرات الموجودة فى مصر حاليًا، كما أنها تنتج أسماكًا فاخرة يتم تصديرها إلى دول العالم. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الخطة الرئاسية للتطوير تتضمن زيادة إنتاج الأسماك من ٤٠٠٠ طن لـ١١ ألف طن سنويًا، أما المرحلة الثانية فتشمل زيادة الإنتاج لـ٥٠ ألف طن سنويًا على المدى المتوسط.

وتابع أن مشروع تطوير البحيرات المصرية يساعد فى توفير فرص عمل عدة للصيادين، وتحقيق المنافع البيئية المطلوبة فى وقتنا الحالى، إضافة إلى توفير الأمن الغذائى من خلال ضمان استمرار الإنتاجية، ويأتى ذلك اتساقًا مع توجيهات الرئيس السيسى بالحفاظ على الزريعة السمكية وتطويرها فى مصر.

عباس شراقى:  «البحيرة» ستتحول إلى مقصد سياحى بسبب موقعها الجغرافى الفريد وعدم تعرضها للتلوث

قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن بحيرة البردويل تعتبر أنقى البحيرات الموجودة حاليًا فى مصر، وتمتاز بمساحة كبيرة تصل إلى ١٥٠ ألف فدان.

وذكر أن توجيه الرئيس السيسى بتطوير البحيرات المصرية، جاء فى توقيت مناسب للغاية، بعدما فقدت مصر جزءًا كبيرًا من ثروتها السمكية بسبب أزمة المناخ، والمشكلات البيئية الأخرى التى واجهت البلاد فى السنوات الطويلة الماضية، مضيفًا أنه من الضرورى إعادة البحيرات المصرية إلى مكانتها ووضعها الطبيعى. وأكد أن مشروع تطوير بحيرة البردويل يساعد بشكل كبير فى إتاحة مقصد سياحى جديد، حيث تمتاز البحيرة بأنها معبر للطيور المهاجرة من شرق أوروبا إلى شرق وجنوب إفريقيا، ويمكن أن يقصدها الزوار الأجانب، وهو ما تعمل عليه الدولة المصرية ضمن خطة تطويرها فى الفترة المقبلة، لتحقيق أكبر قدر من المنافع الاقتصادية الممكنة.

وأشار إلى أن بحيرة البردويل تمتاز أيضًا بموقعها الجغرافى الفريد فى سيناء، وعدم تعرضها لأى تلوث ناتج عن المصارف الزراعية، أو الأخطاء البشرية مثل الصيد غير القانونى، فى ظل عدد السكان القليل الموجود حولها، الأمر الذى يجعلها تنتج أسماكًا بحرية فاخرة لا مثيل لها فى مصر.

وبيّن «شراقى» أن بحيرة البردويل تحقق إنتاجًا سمكيًا له صدى عالمى كبير، إذ تُصدر الأسماك النادرة التى تنتجها إلى كل دول أوروبا.

وذكر أنه مع التطوير الذى وجه به الرئيس السيسى، مؤخرًا، ستزداد الإنتاجية بشكل مضاعف، وسيعود ذلك بالنفع على الصيادين الذين يعملون بها، بل ستوفر فرص عمل هائلة للشباب، الذين سيجدون من مهنة الصيد فى البحيرة استثمارًا حقيقيًا، خاصة أن إنتاج الأسماك يتم تصدير كميات كبيرة منه إلى الخارج.