رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس نقابة الغزل والنسيج: خطة حكومية بـ23 مليار جنيه لتطوير الصناعة.. وشعارنا «نريد أن نلبس ما ننتج» (حوار)

رئيس نقابة الغزل
رئيس نقابة الغزل والنسيج مع محررة الدستور
  • 11 مليار جنيه لتوريد ماكينات من الخارج.. و12 مليارًا لتأهيل البنية التحتية
  • دمج 31 شركة أقطان وغزل ونسيج وصباغة وتجهيز فى 9 شركات كبرى
  • مضاعفة الطاقة الإنتاجية للمحالج والمصانع من 1.5 لـ4 ملايين قنطار سنويًا
  • إنجاز 85% من البنية التحتية لأكبر مصنع فى العالم بمدينة المحلة الكبرى
  • جارٍ إنشاء مجمعات متكاملة فى كفر الدوار وحلوان ودمياط والدقهلية
  • 700 مليون جنيه للتدريب التقنى والفنى للعمال.. ولا مساس بالعمالة القديمة
  • بدء الإنتاج فى يونيو 2023.. والتصدير بعدها بشهور بعوائد متوقعة 100 مليار جنيه

كشف عبدالفتاح إبراهيم، رئيس النقابة العامة للعاملين فى الغزل والنسيج، عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للغزل والنسيج، عن تنفيذ خطة حكومية لتطوير صناعة الغزل والنسيج، بتكلفة تصل إلى 23 مليار جنيه، لافتًا إلى صرف 6 مليارات جنيه منها حتى الآن.

وأوضح «إبراهيم»، فى حواره التالى مع «الدستور»، أن الخطة تتضمن توريد ماكينات وآلات على أحدث طراز من الخارج بـ11 مليار جنيه، إلى جانب تخصيص 12 مليار جنيه لإعادة تأهيل البنية التحتية، علاوة على دمج 31 شركة أقطان وغزل ونسيج وصباغة وتجهيز فى 9 شركات كبرى، ومضاعفة الطاقة الإنتاجية للمحالج والمصانع من 1.5 إلى 4 ملايين قنطار سنويًا.

> متى ستعود صناعة الغزل والنسيج إلى سابق عهدها فى مصر؟

- صناعة النسيج تدهورت فى التسعينيات والألفينيات، وكان لا بد من وجود إرادة سياسية تعيدها مرة أخرى إلى سابق عهدها، خاصة أنها من أهم الصناعات الاستراتيجية فى مصر.

هذه الإرادة السياسية تحققت فى توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة، فى خطابه ضمن احتفالية عيد العمال فى الإسكندرية عام 2019، والتى حملت بارقة أمل لإنقاذ هذه الصناعة من عثرتها، فى ظل أن مساهمتها من إجمالى الناتج الصناعى تبلغ 2.4%، ويعمل بها حوالى 25% من إجمالى العمالة المحلية، وتبلغ صادراتها حوالى 7 مليارات جنيه.

وطبقًا لتوجيهات الرئيس السيسى، أعلنت الحكومة ممثلة فى الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج ووزارة قطاع الأعمال العام، عن أن الهدف الرئيسى هو إعادة العصر الذهبى لصناعة الغزل والنسيج، فى إطار خطة شاملة لتطوير بعض الشركات العاملة فى هذا القطاع، رافعين شعار: «كما نريد أن نأكل ما نزرع.. نريد أن نلبس ما ننتج».

> إلى أين وصلت خطة التطوير تلك؟ ومتى ستنتهى؟

- تكلفة خطة تطوير شركات الغزل والنسيج تبلغ 23 مليار جنيه، منها حوالى 11 مليار جنيه للماكينات والآلات القادمة من الخارج، والباقى لإعادة تأهيل البنية التحتية، والهدف الأساسى منها هو النهوض بالصناعة، وزيادة معدلات وجودة الإنتاج من خلال إحلال وتجديد الشركات.

IMG-20221010-WA0064

كما تهدف الخطة إلى دمج 9 شركات حلج وتجارة أقطان فى شركة واحدة، ودمج 22 شركة غزل ونسيج وصباغة وتجهيز فى 8 شركات كبرى، إلى جانب مضاعفة الطاقة الإنتاجية للمحالج والمصانع من 1.5 إلى 4 ملايين قنطار سنويًا.

وهناك تطوير جارٍ فى أكثر من مجمع، فمدينة المحلة الكبرى يُقام بها حاليًا أكبر مصنع فى العالم على مساحة 65 ألف متر، وتم الانتهاء من بنيته التحتية بنسبة تصل إلى 85%، بجانب شراء الماكينات والآلات والمعدات اللازمة له.

ولدينا كذلك مُجمع كفر الدوار، الذى وصلت نسبة تنفيذ بنيته التحتية إلى 36%، إلى جانب حلوان بنسبة تنفيذ للبنية التحتية الخاصة به بلغت نحو 30%، وهى نفس النسبة فى مجمعى دمياط والدقهلية.

وأؤكد أن القطار انطلق والسفينة أبحرت ولا عودة إلى الوراء، خاصة أننا صرفنا ما يتراوح بين 5 و6 مليارات جنيه على البنية التحتية للصناعة حتى الآن، ومن غير المعقول العودة إلى الوراء مرة أخرى.

> هل انتهيتم من استيراد كل المعدات اللازمة؟

- ما زال هناك جزء من المعدات لم يصل بعد، وهى تأتى تباعًا منذ استلام أول دفعة من ألمانيا وسويسرا وإيطاليا. وأشير هنا إلى أن التطوير لا يقتصر على البنية التحتية والمعدات فقط. لكن كان لزامًا علينا بناء العامل وتطوير مهاراته. وكما وضعت ميزانية لتطوير البنية التحتية، تم رصد 700 مليون جنيه للتدريب التقنى والفنى.

فالآلات الواردة من أحدث النظم العلمية والعالمية فى صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، لذا كان لا بد من تدريب العاملين عليها. وبصفة عامة الأمر أصبح مسألة وقت، ولدينا أمل فى بدء باكورة وبشائر إنتاجنا فى يونيو 2023.

> متى سيتم تدريب العمالة على الآلات الجديدة؟

- بدأنا فى تدريب العاملين بالفعل منذ حوالى 6 أشهر، وأجريت مقابلات شخصية مع عدد من العاملين قبل تلقى دورات تدريبية نظرية وعملية، بهدف تجهيزهم للعمل على الماكينات الجديدة.

> وماذا عن العمالة القديمة فى المصانع التى تم تطويرها فى المحلة وغيرها؟

- لا مساس بحقوق أى عامل. نحن لدينا 50 ألف عامل فى قطاع الأعمال العام، ستتم الاستعانة بالكثير منهم فى خطة التطوير الجديدة. كما أن النقابة العامة تتابع باستمرار أى مشكلات تواجه العمال، وذلك عبر نقاباتها الفرعية فى مختلف محافظات الجمهورية.

> كم يبلغ عدد العاملين فى صناعة الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية؟

- عدد العاملين فى قطاع الغزل والنسيج يبلغ حوالى مليون و200 ألف عامل، منهم 50 ألفًا فى القطاع العام، ما بين رجال ونساء، أما الباقى فموزع على 4000 مصنع فى القطاع الخاص.

> هل هناك تنسيق مع الوزارات المعنية للحفاظ على زراعة القطن كمصدر أساسى للصناعة؟

- أقول دائمًا إن تلك الصناعة تحتاج إلى تضافر جهود عدد من الوزارات المعنية، مثل القوى العاملة والتخطيط وقطاع الأعمال العام والزراعة والمالية. وهناك تنسيق بالفعل بين وزارتى قطاع الأعمال والزراعة لتوفير المادة الخام، لأنه لا يمكن أن تكون هناك صناعة بدون مادة خام.

رئيس نقابة الغزل

ووزارة الزراعة تزرع قطنًا قصيرًا فى الواحات والصحراء لتدبير المادة الخام بشكل مستمر، لأن الأساس فى العملية الإنتاجية هو المادة الخام. ولو لم يتم تطوير الصناعة، والاعتماد على الاستيراد من الخارج بدلًا من ذلك، سيكون مصيرها إلى زوال.

> متى سنبدأ بالتصدير؟

- أتصور أن ذلك سيتم فى النصف الثانى من 2023، لأن- كما قلت سابقًا- باكورة الإنتاج ستظهر فى يونيو 2023، وبعدها بشهرين أو 3 أشهر سنبدأ فى التصدير. وحاليًا يجرى وضع نظام تسويقى للتصدير من خلال منتجات تُصنع فى شركات أخرى مثيلة ستكون بنفس الجودة. وأتوقع أن نصل إلى 100 مليار جنيه عوائد من التصدير.

> لماذا لا نفتح أسواقًا لنا فى الخارج مثل كل الشركات العالمية فى مصر؟

- الشركة القابضة أسست شركة اسمها «نيت» هدفها التسويق فى الخارج، وهى قائمة بالفعل منذ عام مضى، ومسئوليتها التجهيز للمعارض الداخلية أو الخارجية. لكن المسألة ليست إنتاجًا وحسب، لكنها تسويق بحت قبل الإنتاج.

لذا خطة التطوير يجب أن تشمل إدارة متخصصة محترفة تعمل طبقًا للأصول المتعارف عليها عالميًا فى التسويق، سواء الداخلى أو الخارجى، وهو ما نعمل عليه فى الوقت الحالى.

> هل ستكون هناك منافذ داخلية للبيع والتسويق؟

- القائمون على التسويق فعلوا ذلك فى «المولات» وأماكن أخرى كثيرة فى القاهرة والمحافظات، لزيادة حركة البيع والعوائد.

> وماذا عن دور النقابة فى متابعة تنفيذ خطة التطوير؟

- دورنا هو الحفاظ على حقوق العمال ومصالحهم، وأنا دائمًا أقول إن الدفاع عن مصالح العمال يبدأ من الدفاع عن الصناعة والكيانات، لأنه لا توجد صناعة دون كيانات ومنشآت، ووقتها لن تكون هناك عمالة.

ونحن نشارك فى الخطة حفاظًا على العمال، فى ظل أن الغزل والنسيج صناعة كثيفة العمالة، ودولة مثل الهند عندما توجهت إلى صناعة الغزل والنسيج، عمل بها أكثر من 90 مليون مواطن، ما حل جزءًا من أزمة البطالة فى البلاد.

وأشير إلى أن تنفيذ الخطة يتطلب عمالة كثيرة، من أول زرع البذرة فى الأرض وحتى ارتداء الملابس. ودائمًا ما كنا نقول: «نريد أن نلحق بالقطاع الخاص»، لكن اليوم نقول: «دع القطاع الخاص هو من يلحق بالحكومة»، لأن الحكومة استقدمت إمكانيات وآلات حديثة أعلى من الموجودة فى القطاع الخاص، وأعتقد أن التطوير فى الغزل والنسيج سيكون مردوده إيجابيًا على القطاع الخاص.

ونحن كنقابة عقدنا مؤتمرًا بنهاية 2014، دعونا إليه كل المهتمين بصناعة الغزل والنسيج، سواء وزارات معنية أو أصحاب أعمال أو قطاعًا عامًا أو قطاعًا خاصًا أو استثماريًا، ووضعنا «روشتة» تم تسليمها إلى جميع الجهات المعنية التى عملت عليها بالفعل، وبهذا تعد النقابة أول من عقدت مؤتمرًا لإنقاذ الصناعة.

> هل ستعانى العمالة مجددًا من تدنى رواتبها بعد التطوير؟

- مع التطوير والتحديث لن يكون هناك مبرر لأى خسائر، ولدينا أمل فى أن الرواتب ستتحسن وتتضاعف، خاصة أن التطوير يستهدف تحسين بيئة العمل لمن يشتغل بالصناعة.

> أخيرًا.. ما رسالتك لعمال القطاع؟

- رسالتى لعمال الغزل والنسيج هى: «عانيتم كثيرًا وظُلمت صناعتكم.. والآن ستجنون ثمار التطوير بما يتناسب مع ما تستحقون».