رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رؤى التنمية المستدامة».. مقترحات لدعم الميزات التنافسية للمحافظات المصرية

جريدة الدستور

 

«إن التنمية المستدامة عملية شمولية متعـددة الأهداف ومتشعبة المجالات ومترابطة ومتأثرة فيما بينها، علاوة على أنها فى الوقت ذاته تختلف فى طبيعتها وآليات تحقيقها من إقليم إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، كما تتباين بين محافظات نفس الدولة ومن قطاع اقتصادى إلى قطاع آخر؛ وذلك بسبب كونها تتأثر بمختلف العوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية» هذا ما أوضحه كتاب «رؤى التنمية المستدامة والتنافسية للمحافظات المصرية» لمؤلفيه الدكتور أحمد خالد عبدالحميد والكاتب محمد عزت عبدالغفار، الصادر عن دار لوتس للنشر.

 

يهدف الكتاب الذى يقع فى ١٩٥ صفحة من القطع المتوسط، إلى تسليط الضوء على جهود التنمية المستدامة وتعزيز الميزة التنافسية بالمحافظات وتوطين أهدافها على المستوى القومى، من خلال إعادة البناء بشكل أفضل مع إدماج كل أطياف المجتمع. 

ويعول الكتاب بشكل رئيسى على التطبيق على المحليات، فهو يركز على الوحدات المحلية الكبرى «المحافظة» وهذه بالتأكيد نظرة معتبرة للمحليات لأنها تعتبرها البداية الحقيقية لأى حراك تنموى، فالمحليات هى الدرجة الأولى فى سلم الارتقاء الديمقراطى، والتجنيد السياسى لأى مجتمع تُراد له التنمية المستدامة الحقيقية فى مختلف المجالات.

وقد قدم الكتاب دراسة وإحصائيات لكل محافظة مختتمًا بتوصيات ومقترحات بتنمية الميزة التنافسية لكل محافظة، وقد وقع الاختيار على ٨ محافظات كنموذج والتى جاءت كالتالى: 

بعد أن تطرق الكتاب إلى التعريف بمحافظة القاهرة والأماكن الأثرية بها وتعداد سكانها وكافة ما يتعلق بها، فقد تحدث عن مشروع تطوير القاهرة التاريخية الذى صنّف على أنه مشروع ممتد نظًرا لكبر حجم المخططات الخاصة به، حيث قسمت الخطة التطويرية إلى ثلاث مراحل مختلفة يتم العمل عليها، بالإضافة إلى بعض المشاريع المتفرقة التى ضمت لهذا المشروع ومنها مشروع إعادة هيكلة منطقة الفسطاط ومشروع تطوير منطقة مجرى العيون. وبناء على ما سبق، فإنه يجب أن تشمل توصيات الميزة التنافسية لمشروع القاهرة التاريخية كلًا من الآتى:

شمول المشروع على التأهيل المجتمعى للمناطق السكنية المجاورة بجانب التأهيل السياحى والعمرانى للمعالم التراثية والتاريخية، اعتماد استراتيجية تطوير القاهرة التاريخية على الترميم والتأهيل وإعادة الاستخدام للمبانى والأحياء العمرانية ذات القيمة.

وأما محافظة الجيزة فأهداف التنمية المستهدفة فيها مدينة الإنتاج الإعلامى، حيث يمكن استغلالها فى زيادة الدخل للبلاد، وذلك من خلال توفير وسائل إنتاجية يمكن تأجيرها للغير لأغراض التليفزيون والسينما وذلك بالإضافة إلى توفير مشغولات خشبية ومعدنية، وذلك من خلال مجمع للخدمات بما يزيد عن حاجة مجمع الاستديوهات ومناطق التصوير المفتوحة لتأجيرها للغير، علاوة على اتخاذ المدينة كمزار سياحى للراغبين من المواطنين والسائحين محليًا ودوليًا من فائض الطاقة الاستيعابية لمركز التدريب وتحقيق العائد المادى منه.

وتطرق الكتاب إلى محافظة القليوبية وما تشتهر به، وكيف يمكن أن تنافس بين المحافظات، حيث تشتهر بإنتاجها الزراعى من المحاصيل والفواكه والخضروات ومن أهم هذه المحاصيل الذرة الشامية والقطن والقمح والموالح والموز والمشمش وكافة أنواع الخضروات.

وتعد المشروعات الصناعية المقترحة القائمة على الموارد الاقتصادية بالمحافظة كلًا من: تصنيع منتجات ألبان، تصنيع عصائر وكمبوت ومربات فواكه مختلفة وتجميد خضروات ودواجن إنتاج وتعبئة عسل النحل، تصنيع ملابس قطنية، إنتاج صناديق كرتونية من مخلفات الورق، إنتاج سجاد وكليم يدوى وتصنيع بوف شرقى، إنتاج كراسى بلاستيك من مخلفات مصانع البلاستيك، وغيرها من المقترحات.

تضم مدينة الإسكندرية بين طياتها العديد من المعالم السياحية، كما يوجد بها ميناء الإسكندرية الذى يعد أكبر ميناء بحرى، وتضم مكتبة الإسكندرية الجديدة إضافة إلى الكثير من المواقع الأثرية والمتاحف، وقدم المؤلفان مقترحات من أجل تنشيط محافظة الإسكندرية للسياحة والتى منها: تزويد المتاحف والمناطق الأثرية بالمطبوعات المختلفة عن المحافظة لعرضها على السياح وكذلك الفنادق وشركات السياحة.

إضافة إلى المشاركة بجناح باسم محافظة الإسكندرية من خلال الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة والغرفة التجارية وغرفة المنشآت الفندقية فى البورصات الدولية السياحية التى تدعم موقف الإسكندرية فى مجال تنشيط الحركة السياحية الخارجية.

تعتبر محافظة الإسماعيلية من المحافظات الواعدة بالنسبة للمستقبل الاستثمارى فى مصر، خاصة بعد أن شهدت مشروعات قومية عملاقة مثل كوبرى مبارك السلام وكوبرى الفردان للسكة الحديد ووادى التكنولوجيا ومشروعات قرى الشباب على أراضى الاستصلاح بالضفة الشرقية. 

وقد اختار الكتاب منطقة البحيرات المرة التى تقع بين الصحراء الشمالية الشرقية وصحراء سيناء، فيمكن فيها إجراء الكثير من المشروعات التى تهدف للتنمية المستدامة وهى: اختيار موقع سياحى جنوب الدفرسوار شرق البحيرات المرة، واستصلاح أراضى شرق الدفرسوار.

كما تكمن فى الضفة الشرقية للبحيرات المرة العديد من الإمكانات الاقتصادية التى من شأنها إذا تمت تنميتها من خلال خطط استراتيجية واضحة الأهداف أن تجعل من الضفة الشرقية للبحيرات الحركة على المحور الرئيسى القنطرة نفق أحمد حمدى، ستزيد الأهمية النسبية لشواطئ البحيرات الشرقية ويمكن أن تؤدى دورًا رئيسيًا فى جذب المزيد من السياحة الداخلية.

نقصد بتنشيط السياحة العمل على زيادة الطلب على زيارة مدينة الأقصر التى تترتب عليها زيادة الأفواج السياحية التى يترتب عليها تدفق النقد الأجنبى الذى يساعدنا على عملية التنمية المتكاملة.

ولكى نصل لزيادة الطلب السياحى على مدينة الأقصر يتطلب منا عمل أشياء تساعد على ذلك ومنها على سبيل المثال لا الحصر: إقامة منتجعات سياحية تليق بمكانة هذه المدينة العريقة، إقامة مدينة ألعاب مائية عالمية جاذبة للسياح، إقامة مدينة ملاهى عالمية تضاهى مدن الملاهى العالمية.

كما يمكن استغلال مناخ الأقصر الفريد وإقامة حدائق تحتوى على الأشجار النادرة، إقامة المولات الكبيرة غير التقليدية حيث تقدم الصناعات اليدوية التى يمتاز بها المجتمع الأقصرى والأسوانى والمناطق المحيطة «الصناعات الخشبية والجلدية ومنتجات البردى ونماذج من الألبستر لملوك الفراعنة والفخار المميز».        

ومن عوامل تنشيط السياحة سياحة الدراجات، تعتبر سياحة الدراجات من الأنشطة التى تجذب اهتمام المستهلكين المتزايد باللياقة البدنية والسفر التجريبى.

خلال الفترة الماضية شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتاح عدد من المشروعات القومية والكبرى فى محافظة دمياط، ومنها مدينة دمياط للأثاث كإحدى أهم مدن الأثاث بالشرق الأوسط، والتى تعتبر إحدى الأولويات التى وضعتها الدولة المصرية على عاتقها فى السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من جهود التنمية التى شهدتها دمياط خلال السنوات الماضية من تطوير العشوائيات ورفع كفاءة شبكات الصرف الصحى، إلا أن هناك بعض الملفات التى ما زالت تحتاج إلى حلول وأهمها: تطهير وتنمية بحيرة المنزلة حيث يعتبر أحد أهم المشروعات التنموية التى توليها الدولة اهتمامًا خاصًا ليكون مدخلًا لتطوير باقى بحيرات مصر.

وقد تم البدء بتطوير بحيرة المنزلة بما يشمله من أعمال إزالة التعديات الموجودة بالبحيرة، وذلك بهدف تحسين جودة المياه وإعادة الصيد الحر للبحيرة وتحويل بحيرة المنزلة إلى منطقة سياحية وخاصة أنها غنية بالتلال الأثرية. كما يعد مشروع ميناء الصيد البحرى بعزبة البرج واحدًا من المشروعات القومية والاستثمارية التى تسعى المحافظة لتنفيذها فى مدينة عزبة البرج التى تضم ما يقرب من ٦٥٪ من الأسطول البحرى المصرى.

وبحسب ما جاء فى الكتاب تتركز خطط التنمية الصناعية لمحافظة الشرقية فى مراكز بلبيس ومشتول السوق والعاشر من رمضان والصالحية، بينما تتركز خطط التنمية الزراعية فى مراكز الحسينية وفاقوس والصالحية وأبوحماد والزقازيق، علاوة على تركز خطط التنمية السياحية فى مراكز صان الحجر والحسينية وفاقوس والزقازيق وبلبيس. وتشمل مقترحات التنمية الزراعية والحيوانية كلًا من: مشروع إنشاء مزارع سمكية ببرك فاقوس والحسينية وأبوحماد بإجمالى مساحة حوالى ٥ آلاف فدان برك صيد، مشروعات استصلاح أراض وإنتاج موالح بفاقوس والحسينية وأبوحماد، تطوير زراعة وإنتاج أوراق البردى بطوخ والقراموص بمركز أبوكبير. كما تشمل مقترحات التنمية السياحية كلًا من: إقامة مشروعات سياحية لمراقبة الطيور المهاجرة وصيد الطيور وفقًا لقواعد البيئة، إقامة مشروعات خدمية فى المناطق السياحية، مثال مشروع تل بسطة السياحى ومركز خدمى بصان الحجر، بالإضافة إلى إنشاء الفنادق والمنتجعات السياحية، إقامة مشروعات للسياحة الرياضية والصحراوية وسباقات الهجن والصيد، مثال إنشاء قرية أوليمبية ونادٍ للفروسية بمدينة بلبيس.