رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائى فكرى داود: يجب تفعيل فكرة التبادل الثقافى بين المحافظات

الروائي فكري داود
الروائي فكري داود

قال الروائي فكري داود إن الرئيس السيسي وجه بعدم الاكتفاء بإقامة الأنشطة التجارية والخدمية في عملية التطوير الجارية لمرافق وطرق و"كباري"، وإضافة البعد الثقافي والمعرفي لتلك الأنشطة، خاصة إنشاء المكتبات.

وأضاف أنه على الرغم من اهتمام السيد الرئيس خاصة، والدولة عامة، ببناء كل ما تحتاجه البلاد من بنية تحتية، سواء بالمدن أو القرى، فأنا أرى رأي سيادته سديدًا، في حتمية بناء عقول البشر، إلى جانب بناء الحجر، لعل الزيادة السكانية تتحول من نقمة وعبء ثقيل، إلى نعمة، تدفع عجلة النمو والتقدم إلى الأمام، فالفرد المثقف المستنير المنتمي، منوط بقيادة عشرات أو مئات ممن حُرموا من الثقافة جبرًا أو اختيارًا.

وتابع: ولا يخفى على أحدٍ كَم الإنشاءات العملاقة، من أبنية وكباري وأنفاق وطرق، التي يجب أن تعكس هيئتها ثقافتنا القديمة والحديثة، سواء باللوحات ونماذج الفن التشكيلي المعبر عن مراحل حضارتنا المتعاقبة، وأصالة شعبنا على مر التاريخ، وتسجيل أيامنا الخالدة التي طردنا وقاومنا فيها المعتدين، مسجلين بطولات تبدو خرافية، مليئة بالأبطال الذين سطروا تاريخا لا يمحوه الزمن...

ولفت "داود" إلى أن هناك خطوات عديدة يمكن بها تنفيذ رؤية الرئيس، بالاستفادة من هذا التراث البطولي وآثاره، بنشر المكتبات في كل مكان متاح، ومدها بالكتب التاريخية والعلمية والأدبية والفكرية، وجعلها متاحة للإعارة، أو البيع بأسعار رمزية، وثمة خطوة مهمة جدًا في هذا الصدد، وهي توفير الكوادر الإدارية المثقفة المتدربة على التعامل مع الرواد، وتسهيل مهمتهم في الحصول على ما يحتاجونه من كتب.

وأكمل: وأنا حتى اليوم لا أنسى أمناء مكتبة كلية التربية جامعة المنيا في الثمانينيات، في مد طلاب الكلية بالكتب، أعني أخذ قائمة الكتب التي يطلبها الطلاب، وتحضيرها لهم بل وإحضارها حتى مناضد المكتبة، حيث كنت طالبًا هناك بالفرقة الأولى، قبل التحويل إلى تربية طنطا في العام التالي، مما ساهم في تنمية ملكة الاطلاع والبحث لدي ولدى غيري من الباحثين عن الثقافة أو الراغبين فيها، هكذا يبدو دور الكوادر المعدة جيدًا والمؤهلة في الثقافة.

ودعا "داود" إلى وضع استراتيجية ممتدة لا تتوقف بتغيير الوزير أو الموظف أيًا كان موقعة، هذه الاستراتيجية يتم تطبيقها في كل منبر أو هيئة ثقافية كل حسب تخصصه وإمكاناته، كهيئة الكتاب، ودار الكتب، والمجلس الأعلى للثقافة، وهيئة قصور الثقافة، الاهتمام بمشاريع النشر وحتمية جودة المنشور، ووضع خطة حقيقية للتوزيع، مع إخراج كل المطبوعات ومشاريع التخرج في مجالات الفنون، المكدسة بالمخازن، وضخها بمنافذ بيع مناسبة وبأسعار في متناول أصحاب الدخول المتوسطة. .

وأضاف أنه يجب أن تكون الأنشطة الثقافية عملية وحقيقية، والاستعانة بطلاب كليات الفنون الجميلة والآثار في تزيين الميادين بنماذج من أعمالهم الفنية، كما يمكن استخدام بعض الأماكن المفتوحة كمسارح مفتوحة للفرق الشعبية والفنية بقصور الثقافة، وتشجيعهم ومد يد العون للموهوبين منهم، ومتابعة ذلك بكل جدية.

وأشار إلى امتداد يد التطوير إلى الأبنية الثقافية القديمة، مع إنشاء المزيد منها، وتوفير من يقوم على إدارتها، والتعاون مع الوزارات الأخرى، كالشباب والرياضة والتربية والتعليم والسياحة، للاستفادة من المكتبات بمراكز الشباب والمدارس، ومدها بكتب الوزارة، والبرامج ثقافية تناسب ظروفهم.

وفي هذا الصدد دعا "داود" أيضًا إلى عمل مسابقات جادة بجوائز مالية وعينية محترمة لكل من الشباب وكبار الكتاب، وتفعيل فكرة التبادل الثقافي بين المحافظات، وتكريم كبار الكتاب بما يليق، وتفعيل دورهم في عمل ندوات وبرامج تفيد الأجيال الجديدة لمد جسور المعرفة وانتقال الخبرة بسلاسة.

كا طالب بالنزول إلى القرى بقوافل ثقافية تشمل عرض الكتب ومنحها لمن يريد بأسعار رمزية، وتضم عروضًا مسرحية قصيرة، أو عروض للأفلام سواء بالفيديو أو بشاشات العرض، بالإضافة إلى عمل خطة لاكتشاف المواهب في كل المجالات من كتابة أو فنون ورعايتها، والأخذ بأسباب العلم في كل مجالات الثقافة.