رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا بد من جائزة مثل البوكر».. ضحى عاصي توضح مشكلات الثقافة المصرية

ضحى عاصي
ضحى عاصي

تعد من الكاتبات المتميزات على الساحة الثقافية، لها عدة روايات أثرت في القارئ العربي، منها: كتاب: «محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفيسة»، «١٠٤ القاهرة»، و«غيوم فرنسية»، و«سعادة السوبر ماركت»، و«صباح ١٩ أغسطس»، وتمت ترجمة العديد من أعمالها إلى اللغات الأجنبية.

الكاتبة ضحى عاصى، عندما سئلت عن المشهد الثقافي الآن، قالت:" إن التربة خصبة ولكن نحتاج إلى اهتمام، فعندنا مبدعون حقيقيون وفنانون وإنتاج جيد، لكن ريادة مصر تنسحب منها، وهذا ليس لأن هناك من ينتج أفضل ولكن لأنه استثمار، لو استثمرنا فى الثقافة سنرجع لمستوانا، وإذا لم نعتبر الثقافة فى أولوياتنا ستنسحب منا الريادة، ومبدعونا سيذهبون إلى أماكن أخرى وهذا حقهم.

وتساءلت لكن المشهد كله عندما أنظر إليه كشخص يفكر ويطرح على نفسه أسئلة، كيف تظل مصر على وضع الريادة؟ وكيفية الاستثمار فى الثقافة والمنتج الثقافى؟ هناك حاجات عديدة من السهل والبساطة أن تنفذ لكنها غائبة.

وأكملت:"مثلًا أن تعلن مصر عن جائزة كبيرة فى الأدب باسم مصر النيل، تكون جائزة عربية مثل جائزة البوكر، وهذا سيفرق فى وضع مصر الثقافى، فالمبالغ التى تخصص للجوائز ليست كبيرة، فى حين لدينا الريادة والإمكانات، ويجب أن تكون الجوائز فى المسرح والشعر والأدب وكل أنواع الفنون".

وأضافت خلال ندوة لها بـ"الدستور" أن هناك أمر آخر اشتغلت عليه وأتمنى أن يؤتى بنتائج جيدة، وهو أنه ليس عندنا منهج لتسويق الأدب المصرى، وحين كنت طفلة، كان أبى يأتى لى بروائع المسرح العالمى، وروائع الأدب الروسى، فكنت أعشق دوستويفسكى، وكثير من المصريين تربوا على الأدب الروسى ومنحازون لروسيا، وهذا يخلق قربًا وليس معرفة فقط.

وأشارت إلى أن المصريون الذين تخرجوا فى مدارس فرنسية يحبون فرنسا، والعرب الذين تعلموا فى مصر وتولوا مناصب فى بلادهم كانوا يفعلون لها أشياء كثيرة لأنهم يحبونها ودرسوا فيها، ومن المهم الإنفاق على الثقافة والتعليم لأنهما القوى الناعمة.

وأكملت: "عندما كنت نائب رئيس لجنة التحكيم فى مهرجان تشيخوف الدولى، وبالمصادفة كان يوجد واحد من قيادات مركز الترجمة المصرى، فعرفته على مركز الترجمة الروسى، فقال الروس سندفع مقابل ترجمة ١٠٠ كتاب، فقال أعضاء المركز القومى للترجمة، سندفع للروس مقابل ترجمة ١٠٠ كتاب روسى، قلت لهم هذا جميل للغاية، واقترح الروس الصرف على ترجمة كتبهم فقط، بينما طالب الجانب المصرى بالصرف على الأدب المترجم، حتى يعرف المصريون الأدب المترجم، فتتبعت الموضوع وفكرت فى أن كل دولة تصرف على أدبها حتى ترسله للدول الأخرى. وقد بدأ تنفيذ أشياء جيدة، منها «سينما الشعب والثقافة الجماهيرية ومسرح التجوال»، عندنا مشكلة فى العمل الثقافى، فالثقافة ليست وزارة الثقافة، بل هى «القماشة اللى يتعمل منها أمور كثيرة»، عندنا مناهج التعليم والسينما والإعلام، والثقافة هى «اللغة واللبس وسلوكياتك بشكل عام»، ومنظومة الثقافة تعانى من أمور كثيرة منذ ٣٠ سنة كلها إحباطات ورجعية".