رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القاهرة الإخبارية» آخر عنقود منظومة الإعلام المصرى

كل خطوة يخطوها الإعلام للأمام هى صفعة على وجه أعداء الوطن، كل مذيع ينجح فى الوصول لقلوب مشاهديه هو خنجر فى قلب أعداء مصر، كل إعلامى ينجح فى إقناع الناس بمهنيته هو رصاصة فى رأس أبواق الإرهاب والفوضى.. وأظن أن ما راهنت عليه الشركة المتحدة منذ تأسيسها كان هو المهنية واللغة الموضوعية المحترمة.. لقد كانت هذه ملاحظتى منذ تابعت أولى قنوات المتحدة «دى إم سى» مثلًا وشاركت ببعض الجهد فى إطلاقها.. فلغة المذيعين منضبطة، والأخبار يتم تدقيقها قبل إذاعتها، والضيوف لا يسمح لهم بالتجاوز فى حق بعضهم البعض كما كان يحدث فى بعض قنواتنا لسنوات.. والأهم أن البرامج لا تلتفت لشائعات وترهات أبواق الإرهاب وتتعامل معها وكأنها لم تكن.. كانت هناك روح أخلاقية تظلل الأداء الإعلامى مستمدة من منهج الدولة ورئيسها فى الرد بالعمل وعدم الالتفات للصغائر.. وأظن أن هذه الروح امتدت للقنوات التى أدارتها المتحدة لتنهى سنوات من استخدام الإعلام ومحاولات اختراقه سياسيًا من هنا ومن هناك.. ورغم أن هذا الجهد أزعج الكثيرين من أصحاب المصالح وتعرض لتشويه عبر أدوات مختلفة إلا أن ما بقى هو العمل والجهد والرؤية المتميزة.. وكان أكثر ما يلفت نظرى فى إدارة منظومة الإعلام الجديدة أن ثمة بحثًا عن الأصوات الإعلامية الجديدة لدمجها مع الخبرات القديمة، وأن هناك تمكينًا للشباب ونظرة تنفذ إلى جوهر الأمور لا إلى مظهرها، وتوسعًا من معنى الإعلامى الوطنى ليشمل كل من يحرص على استقرار الدولة المصرية الوطنية وتفوقها واستمرارها بغض النظر عن الشعار السياسى الذى يرفعه أو بغض النظر عما إذا كان يرفع شعارًا من الأساس أم لا.. كان هناك نوع من الفكر التوحيدى الذى يهدف للاستفادة من جهد كل من ليس إرهابيًا أو فاسدًا أو فوضويًا لخدمة مصر.. وهى البذرة التى تحولت لثمرة تستعد أن تطرح ثمارها من خلال حالة الحوار الوطنى فى كل المجالات.. هذه البذور التى أسعدنى الحظ بمتابعة بعضها وهى تُغرس كانت آخر ثمارها قناة القاهرة الإخبارية التى تأتى تحقيقًا لحلم تحدث عنه المصريون لعقود طويلة ولم يتحقق إلا الآن.. هذا الحلم هو إطلاق قناة مصرية تخاطب الوطن العربى كله والمشاهدين العرب فى كل مكان، وتنقل وجهة النظر المصرية فى أحداث العالم والإقليم مع خدمة إخبارية عالمية مهنية، تنقل الواقع المصرى بالخبر الدقيق، والصورة الموثقة، لا بالشائعات، ولا بالأقاويل، ولا شك أن مثل هذه القناة ستتوجه فى جزء من إنتاجها للنخب العربية المتعلمة ولصنّاع القرار فى العالم العربى، لتؤثر فيهم أولًا وتؤثر فى شعوبهم من خلالهم ثانيًا.. إن كل المؤشرات تدل على وجود جهد مهنى صادق يقف وراء هذه القناة، فضلًا عن عقل خلاق كان سببًا فى نجاح العديد من التجارب بالاعتماد على الشباب بعد تدريبهم وإطلاق طاقاتهم.. وإن كان لى أن أتمنى شيئًا كمشاهد لهذه القناة المنتظرة فهو التأكيد على الطابع العربى لها من خلال الاستعانة بوجوه إعلامية عربية محبة لمصر تسهم فى نقل صوت الدولة المصرية للشعوب العربية المختلفة، وأخمن بحكم سوابق الأمور أن هذه قد تكون مرحلة تالية فى خطة بناء القاهرة الإخبارية التى أثق فى أنها ستكون إضافة كبيرة للقنوات العربية الشقيقة مثل «العربية» و«سكاى نيوز» و«الشرق» وغيرها.. 

ولا شك أن الفترة المقبلة تستدعى وجود هذه القناة التى تم الإعداد لها بسرعة تدل على تمكن واحتراف، وعلى أن الإعلام المصرى أصبح لديه خلال السنوات الخمس الماضية من الكوادر المهنية والوطنية ما يؤهله لإنجاز مثل هذا المشروع المهم فى وقت قياسى، حيث ينتظر الكثيرون أن تنطلق القاهرة الإخبارية مع بدء أعمال قمة المناخ العالمية فى مصر، محتذية حذو القنوات العالمية الكبرى التى كانت تنتظر وقوع حادث عالمى كبير لتبدأ بثها بنقله للجمهور، مع فارق جديد، وهو أن القاهرة الإخبارية تنقل للعالم أحداث مؤتمر للتعاون يهدف لخير البشرية لا لحرب تنذر بالدمار والخراب لا قدر الله. 

كل التمنيات بالتوفيق لهذه الأخت الشقيقة فى منظومة الإعلام المصرى وللعقل المنظم الذى يقف خلفها.. فبالعمل والعمل وحده نحقق أهدافنا ونقهر أعداءنا وننال ما نستحق من مكانة بين الأمم بإذن الله.