رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شكر واجب لوزارتى الصحة والثقافة

كما أن المطالبة بحق المواطن واجبة، فإن شكر المسئولين على سرعة الاستجابة ورهافة الحس واجبة أيضًا.. وفى عدد الأمس، كتبت عن مشكلة صحية يعانى منها المؤرخ العصامى أحمد كمالى مؤسس مجلة «أيام مصرية»، والحقيقة أننى تعرفت على المشكلة من خلال عرض كريم منه لأن يمد جريدة «الدستور» بأرشيفه الغنى مقابل خدمات التأمين الصحى.. وهو ما دفعنى لأسأله عن طبيعة المشكلات الصحية التى يعانى منها.. فأخبرنى بأنه أصيب بمرض التصلب المتعدد وبعدة آثار جانبية أخرى ناتجة عن عدم الحركة، ضاعف منها أنه مثل كثيرين من مثقفينا وهب حياته لما يفعل.. وكانت النتيجة أنه يعيش بمفرده.. وفكرت أن حقه فى العلاج محفوظ سواء انضم لمؤسسة تقدم خدمات التأمين الصحى أم لا.. فهو مواطن مصرى فى عهد يؤمن بحق المواطن فى العلاج.. وكان أن فكرت أن أول خطوة هى الإحاطة بطبيعة المشكلة الصحية وتكاليف العلاج.. حتى أتحرك على هدى من معلومات سليمة، فكان أن اتصلت بالدكتور خالد منتصر الملجأ الطبى لكل صحفيى مصر وكُتابها لأسأله عن تفاصيل هذا المرض الغادر وما يلزم للعلاج منه، وكان أن فوجئت بأنه ملم بالمشكلة منذ عدة أيام وأنه لم يتمكن من التواصل مع المختصين بخصوصها.. كان رأيى أن الكتابة فى مثل هذه القضية واجب عام لا يحتاج المرء فيه لاستئذان صاحبه.. والحقيقة أننى أحب أن أشيد بالاستجابة فائقة السرعة من وزارة الصحة التى حددت موعدًا فوريًا للزميل أحمد كمالى للعرض على اللجنة المختصة قبل مرور أقل من ٢٤ ساعة على إثارة القضية.. وما أن نُشر المقال حتى اتصلت بى الصديقة العزيزة د. نهلة إمام تبلغنى باهتمام وزيرة الثقافة وتطلب رقم الزميل أحمد كمالى للتواصل معه..ثم اتصلت النائبة الصديقة ضحى عاصى لتروى لى تجاربها مع كثير من الزملاء فى العلاج وتقول لى.. لم يعد المواطن الآن يحتاج لاستثناء كى يحصل على حقه فى العلاج، وروت لى عدة تجارب حصل أصحابها على قرارات علاج على نفقة الدولة بمجرد التقدم للجنة المختصة ودون استثناء أو توصية من أى مسئول.. كما روت تجارب أخرى لمواطنين أجريت لهم عمليات جراحية كبيرة خلال ساعات قليلة من عرض حالتهم على المختصين.. قُلت لضحى عاصى إننى أتابع التطورات فى ملف الرعاية الصحية بكل اهتمام.. ولكننى مثل كل المصريين أختزن فى اللا وعى تلك السنوات الغابرة التى كان حصول المواطن على حقه فى العلاج فيها يحتاج لمناشدات ومكاتبات ووسائط..وربما لأن سرعة تغير الأمور فى مصر أكبر من قدرتنا جميعًا على الاستيعاب.. وهو تغير وراءه فلسفة، والفلسفة تقول إن المواطن المصرى أصبح هو البطل وليس البطل المساعد، وإن حق المواطن فى علاج كريم وسكن كريم أصبح أمرًا مفروغًا منه وليس فى حاجة لاستثناءات.. شكر واجب لوزارة الصحة ولوزارة الثقافة ولكل من اهتم وبادر وتدخل بسؤال أو اتصال.. فهذه كلها دلائل على أن مصر بخير وستبقى بخير بإذن الله.