رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لويس أراجوان شاعر فرنسا الذى ندد بالعدوان الثلاثى وسجن بسبب قصيدة

لويس أراجوان
لويس أراجوان

يعد الشاعر الفرنسي لويس أراجوان، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1897، رائدا من رواد النقد الفني والأدبي الواقعي، شاعرا وناقدا وقصصيا، وعمل أيضا بالصحافة، وكان عضوا بأمانة جائزة الـ “جونكور” لفترة طويلة.

في مجال الشعر صدر له أعمال: عيون إلزا، قلب كسير، نار الفرح، متحف جريفان، ديانا الفرنسية وغيرها. 

أما في مجال الرواية فقد نشر لويس أراجوان روايات: أجراس مدينة بال، حكم بالإعدام، فلاح باريس، البانوراما، الأحياء الجميلة، أورليان وغيرها.

وفي النقد الأدبي صدر له مؤلفات: أحاديث الغناء الجميلة، بحث في الإسلوب، الثقافة والإنسان، من أجل واقعية إشتراكية، وستندال. 

عرف عن  لويس أراجوان مواقفه المنحازة للشعوب الواقعة تحت الاستعمار ومن بينها الجزائر وفيتنام، كما كان له موقف مناهض من العدوان الثلاثي علي مصر إثر قرار تأميم قناة السويس.

اشترك في تأسيس مجلة "الآداب الفرنسية"، ومؤسس “اللجنة الوطنية للكتاب” وهي الجبهة الثقافية في فرنسا، وتزعم المدرسة السريالية في الشعر والأدب بين عامي 1920 ــ 1930. وكان منذ العام 1932 من أقوى المناضلين ضد الفاشية والحرب.  

سجن لويس أراجوان خمس سنوات على خلفية كتابته لقصيدة بعنوان “الخطوط الأمامية الملتهبة”، ويعتبر كتابه “أحاديث الغناء الجميلة”، من أهم ما وضع في نظرية الشعر المعاصر. أجمع النقاد علي اعتباره من كبار كتاب القصة الواقعية لأعماله “أجراس مدينة بال”، ثم “الأحياء الجميلة”، و"المسافرون علي عربة أمبريال" و" أورليان".

ــ الفاشست والثقافة

يذهب الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي، في ترجمته لكتاب “أراجوان شاعر المقاومة”، إلى أن: "لويس أراجوان، أحق الناس بأن يوصف بشاعر الحرب الكونية الثانية، بما فيها من هزيمة ونصر في أوروبا الغربية، ولكنه ليس شاعر الحرب الأوحد بأية حال من الأحوال، ففي وطنه فرنسا الذي أصاب انتعاشا في سني هزيمته نجد أيضا: بول إيلوار، وبيير جان، وجان كاسو، وهنري ميشو، ولويس ماسو، وبيير عمانويل، وبياتريس دي لاتور، إذا أقتصرنا علي ذكر القليل من الأسماء التي عرفت أكثر من غيرها.

 أما في انجلترا وأمريكا فمن الصعوبة بمكان إحصاء الشعراء المجندين في القوات المسلحة، ولكن معظمهم كتبوا عن الصراع بالنسبة إلي أنفسهم، فقد ظلوا في الحرب كما كانوا في السلم يحملون نبضاتهم الروحية. علي أن لويس أراجوان نسي نفسه في الصراع فتكلم عن وطنه المغلوب علي أمره وهو الشاعر الوحيد الذي ترك سجلا حافلا بالانفعالات السائدة في زمن الحرب، تلك الانفعالات التي كانت تستشعر علي نمط جمعي منذ أول صدمة للتعبئة حتي فرحة باريس المحررة. 

ولحسن حظه، كشاعر، كونه فرنسيا أي مواطنا في بلد احتله النازيون وأملوا أن يحكموه بالدهاء قدر ما يحكمونه بالقوة، فهم لم يحاولوا هدم الثقافة الفرنسية ولم يسجنوا أو يعدموا معظم الكتاب كما حدث في تشيكوسلوفاكيا وبولندا، ولذا رأينا أن الشعراء الفرنسيين استمروا في نشر أعمالهم وقد أجازت رقابة “فيشي” بعض هذه الأعمال واستمر الشعراء في إعلان ثورتهم علي الألمان وعلي حكومة “فيشي” الخائنة. وهكذا نجد أنهم تفوقوا ــ كشعراء ــ علي شعراء بريطانيا وأمريكا الذين كانوا يخوضون المعركة في زيهم الرسمي، حيث أن الرجل في زيه الرسمي يشعر بأن المسئولية قد أزيحت عن كتفيه. فالحرب ليست حربه ولا أهمية لمدي إيمانه بها ومدي ما يقوم به من تضحيات في سبيل النصر، فهي لا تزال كما كانت في الماضي، حرب القادة والجنرالات وقتال الجنود، أما في فرنسا فالحال يختلف كل الاختلاف، فقد كان كل رجل يقاتل تحت إمرة نفسه حتي يذعن أخيرا وبإرادته إلي تعليمات رفاقه.

وقد قال لويس أراجوان في معرض الحديث عن الحرب الأخري: “يفوق الخارج علي القانون الجندي في شجاعته، لأنه يعمل لنفسه” وفي فرنسا كان رجال المقاومة خارجين علي القانون. وكانت جميع الأشياء تتآمر علي وقف القتال مثل الصحف والراديو والبوليس إلي جانب مصالحهم الشخصية. وقد امتحن الرجال ضمائرهم في كل بقعة من بقاع فرنسا فمنهم من آثروا القبوع في منازلهم سالمين ومنهم من عادو إلي الكفاح، لا كجنود مبتدئين بل كرجال..