رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. إميل زولا من الفشل دراسيا لأحد أشهر روائيي فرنسا

إميل زولا
إميل زولا

 تحل اليوم ذكرى رحيل إميل زولا،  أحد أشهر الروائيين في فرنسا، في مثل هذا اليوم من العام 1902، وهو كاتب روائي ومصلح اجتماعي، اتبع المدرسة الطبيعية في الأدب.

والكاتب الروائي الفرنسي إميل زول، صدر له العديد من الأعمال الروائية، والتي تعد من أبرز الأعمال الأدبية العالمية، ومن بينها روايات الأرض، جرمينال، شهوة الحياة، السكير، تريز راكان.. الوحش في الإنسان، تيريزا، "نانا" مأساة امرأة مستهترة، الحانة، بطن باريس، العار ،غيرها. بالإضافة إلى كتاب "الفيضان" ومنتخبات قصصية أخرى، كتاب في الرواية ومسائل أخرى" .

ــ محطات في مسيرة الروائي الفرنسي إميل زولا

ولد إميل زولا في باريس سنة 1840 لأب مهندس إيطالي الأصل، بارع الفن، عاثر الحظ، قليل المال، وقد  ولد بأنف أفطس وملامح بعيدة عن الجمال، ولسان ناقص لا يحسن نطق "الزاي"، فكان الصبيان في المدرسة يتندرون عليه بسؤاله عن اسمه فيقول "ثولا"، وعندئذ يضجون بالضحك والسخرية منه، ويجري هو خلفهم ليضربهم، فيضربونه ضربا مبرحا.

توفي والد إميل زولا وهو طفل، فاضطرت أمه الشجاعة أن تحترف غسل الثياب، لتعوله وتيسر له الدراسة، إلا أنه كان متعثرا في الدراسة، شغف بكتابة الشعر، ومع تدهور حالته الدراسية، ترك “زولا” المدرسة، وعمل كاتب حسابات في أحد المحلات. 

وبعد فترة وجيزة استطاع أن يجد عملا أفضل كبائع كتب في إحدى المكتبات، مما يسر له القراءة والإطلاع، فكان يمضي وقته كله بين دفاتها، بل ويضع هوامش وتعليقات ونقد في دفتر مذكراته، حتى ضبطه صاحب المكتبة، وكاد أن يفصله لولا أنه وجد في تعليقاته موهبة أدبية، فأسند إليه تحرير الإعلانات، وفي هذه الوظيفة وجد “ إميل زولا” طريقه إلي القلم.

ــ الكتابة والأكل لذتين لم يعرف إميل زولا غيرهما 

ومن المعروف عن إميل زولا، أنه لم يعرف في الحياة غير لذتين الكتابة، والأكل، فكان يخرج مع زوجته كل يوم إلى السوق، لينتقي الطيور واللحوم بنفسه، ولا يشتريها إلا بعد أن يتأكد من أنها سمينة، ثم يهتم بالأصناف التي يجب أن تقدم إليه، ويأكل منها بإفراط.

ـ مات محترقا و تحول إلى رماد 

وفي مشهد النهاية الأخير في حياة إميل زولا، كان قد أشعل المدفأة، وجلس إلي مكتبه، وتناول قلمه ليسهر الليل في كتابة المقالات والقصص، فوجدوه في الصباح مختنقا بغاز المدفأة، وقد احترقت جثته، ورمادها موجود الآن في "مقبرة العظماء" بالحي اللاتيني في العاصمة الفرنسية باريس.

 ـ الإنتاج الذهني له

يذهب المترجم "رحاب عكاوي"، في تقديمه للنسخة العربية من رواية "تريز راكان" الوحش في الإنسان، إلي أن إميل زولا، وقت انعقاد "مؤتمر فرنسا العلمي" بمدينة أكس في ديسمبر 1866، لمناقشة موضوع الرواية وتاريخها، وجد إميل زولا خير فرصة لعرض أفكاره وآرائه، فأرسل مذكرة إلي المؤتمر أعلن فيها أن الإنتاج الذهني يترجم وسيلة الحياة لمختلف المجتمعات البشرية.

وبعد أن استعرض تاريخ الرواية منذ العصور القديمة ــ وكان أبطالها من الآلهة والدواب ــ وصل إلي القرن التاسع عشر حيث أصبح أبطال الرواية بشرا، والروائي الذي استهوته الأساليب العلمية يدرس هؤلاء الأبطال في الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه ويشهد تطورهم وتصرفاتهم، وهنا يصرح “زولا” قائلا: “لو أني طلبت من ”بلزاك" في حال حياته أن يحدد لي معنى الرواية لرد علي دون دون شك قائلا الرواية هي رسالة في تشريح الطبائع والأخلاق، وتجميع لأحداث البشرية، وفلسفة تجريبية للأهواء، هدفها وصف حقيقة الناس والطبيعة".

ويلفت “عكاوي” إلى أن إميل زولا، رغب في تطبيق مذهب الحتمية في دراسة الواقع الاجتماعي، فنشر في سنة 1868، روايتين جديدتين هما "تريز راكان"، و"مادلين فيرا"، تخالفان تماما أعماله السابقة، ويمكن ربطهما بإنتاجه الضخم "أسرة روجون ماكار"، فالأبطال في هاتين الروايتين أناس مثقلون بالرواسب الوراثية ويتطورون تحت تأثير البيئة”.

وقد أثارت هاتان الروايتان سخط وغضب الأوساط البرجوازية، ووصفتهما بعض الصحف بــ “الأدب المتعفن، وأخيرا وضعت  “تريز راكان” علي القائمة السوداء، وسحبت ”مادلين فيرا" قدمي "زولا" إلي النيابة والجهات القضائية، فغضب لذلك واستنكر تدخل القضاء في الشؤون الأدبية.