رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطرس غالي قصة أول مصري وعربي يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة

بطرس بطرس غالي
بطرس بطرس غالي

افتتح أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل ظروف دولية وأزمات عالمية واجهته منذ توليه هذا المنصب الذي شغله دبلوماسيون بارزون منذ تأسيس هذه المنظمة، وكان الدبلوماسي المصري بطرس بطرس غالي أشهر من شغلوا هذا المنصب.

ونظرا للدور المهم الذي يقوم به الأمين العام للأمم المتحدة، في حشد الرأي الدولي والعالمية لمواجهة الأخطار التي تهدد العالم برمته، نتذكر الدبلوماسي المصري البارز “بطرس بطرس غالي” أول مصري وعربي يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة والذي جاء في فترة عصيبة أيضا من تاريخ العالم خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبداية نظام عالمي جديد بجانب اندلاع العديد من الحروب في مناطق متفرقة بالعالم خلال وجوده في هذا المنصب الدولي.

رجلة بطرس غالي من القاهرة لأروقة الأمم المتحدة

 قبيل تولي بطرس غالي مهامه كأمينا عاما سادسا للأمم المتحدة في أول يناير 1992، تولى عددا من المناصب داخل مصر، حيث أثبتت رحلته المهنية داخل مصر بأنه كفاءة سياسية كبيرة ودبلوماسيا وخبيرا في القانون، وكان غالي حين عينته الجمعية العامة لهذا المنصب يشغل منصب ائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ مايو 1991، وكان وزيرا للدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر 1977 وحتى 1991.

بطرس بطرس غالي في الأمم المتحدة 

المسيرة التعليمية لغالي 

ولد الدكتور بطرس غالى في القاهرة في 14 يناير 1922 وتوفي في 16 فبراير 2016 عن عمر 93 عاما.

 حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس في عام 1949، عن دراسة المنظمات الإقليمية. 

حاصل على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1946.

حصل على دبلوم في  العلوم السياسية والاقتصاد والقانون العام من جامعة باريس.

عمل أستاذا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة من عام 1949 إلى عام 1977.

وكان عضوا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي العربي من عام 1974 إلى عام 1977 .

كما كان عالما بمنحة من فولبرايت بجامعة كولومبيا (1954-1955) ومديرا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي (1963-1964)؛ وأستاذا زائرا بكلية الحقوق في جامعة باريس (1967-1968).

وكان الدكتور بطرس بطرس غالي رئيسا للجمعية المصرية للقانون الدولي منذ عام 1965، وعضو مجلس الأمناء الإداري لأكاديمية لاهاي للقانون الدولي منذ عام 1978.

كما كان  عضو في اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام (مونتون، فرنسا) منذ عام 1978، وعضوا مشاركا في معهد الشؤون الدولية (روما) منذ عام 1979، وكان عضوا في اللجنة المعنية بتطبيق اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية من عام 1971 حتى عام 1979.

مفاوضات كامب ديفيد

 كان للدكتور غالي، دورا مهما في مؤتمر القمة في كامب ديفيد والمفاوضات المتعلقة باتفاقات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل التي وقعت في عام 1979.

كما ترأس وفود مصر في اجتماعات منظمة الوحدة الإفريقية وحركة بلدان عدم الانحياز وكذلك مؤتمر القمة لرؤساء الدول الإفريقية وبالطبع ترأس لوفد المصري إلى دورات الجمعية العامة في عام 1979 و1982 و1990.

بطرس غالي يتوسط السادات وموشي ديان

أوسمة حصل عليها غالي

حصل الدكتور بطرس بطرس غالى على جوائز وأوسمة من 24 بلدا، منها مصر، بلجيكا وإيطاليا وكولومبيا وغيرهم وقد قلد أيضا وسام فرسان مالطة.

ومنح دكتوراه في القانون من معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو ودكتوراه فخرية من معهد الدراسات السياسية بباريس (1992).

كما منح جائزة كريستيان أ. هيرتر التذكارية المقدمة من مجلس الشؤون العالمية، ببوسطن (مارس 1993).

كما منح دكتوراه فخرية من جامعة لوفين الكاثوليكية، ببلجيكا (أبريل 1993)؛ وجائزة "رجل السلام" المقدمة من مؤسسة "المتآزرون من أجل السلام" التي يوجد مقرها بايطاليا (يوليه 1993).

بطرس غالي مع جاك شيراك الرئيس الفرنسي الأسبق 

كما منح دكتوراه فخرية من جامعة بخارست (أكتوبر 1994). ومن جامعة باكو (أكتوبر 1994). ومن جامعة يريفان (نوفمبر 1994). ومن جامعة حيفا (فبراير 1995).

وعلاوة على ذلك، منح عضوية فخرية في أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية، بموسكو (أبريل 1994)، ونال عضوية أجنبية فخرية في أكاديمية العلوم الروسية، بموسكو (أبريل 1994)؛ وعضوية أجنبية فخرية في أكاديمية العلوم البيلاروسية، بمينسك (أبريل 1994).

مواقف بطرس غالي في الأمم المتحدة 

أصر غالي على نشر تقرير الأمم المتحدة حول  مذبحة قانا، رغم اعتراض أمريكا  وعدد من الدول الأخرى على نشر التقرير.

كما أولى غالي اهتماما كبيرا وبالغا لحل أزمة المجاعة في الصومال كما نظم أول حملات دولية في منطقة القرن الأفريقي لمكافحة المجاعة.

في عام 1990 ساعد  بطرس غالي على إطلاق سراح نيلسون مانديلا، الزعيم  الأفريقي والذي كان مسجونا في جنوب أفريقيا.

ووقف غالي موقفا داعما للبوسنة والتي تعرضت لانتهاكات مروعة من قبل الصرب من بينها مذبحة يوليو 1995، حيث طلب غالي من الأمم المتحدة  35 ألف جندى كقوات حفظ سلام لإرسالها وتهدئة البلاد، فلم يحصل إلا على 8000 جندي فقط لكن موقفه ساعد في وقف المجازر بحق البوسنة.