رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القرآن الشفهى فى مشروع نصر حامد أبوزيد» على طاولة صالون علمانيون

الباحث صبحي زين
الباحث صبحي زين

“القرآن الشفهي في مشروع نصر حامد أبوزيد”.. عنوان اللقاء الجديد، من لقاءات صالون علمانيون، والمقرر عقده في السابعة من مساء الثلاثاء المقبل الموافق 13 سبتمبر الجاري، وذلك بمقر صالون علمانيون الكائن في 33 قصر النيل - عمارة دار الكتاب اللبناني - الدور العاشر - شقة 104 - أمام البنك المركزي بشارع شريف.

 

ويتحدث في لقاء “القرآن الشفهي في مشروع نصر حامد أبوزيد”، الباحث في الدراسات الفلسفية صبحي زين، والذي قال لــ “الدستور”، إن اللقاء يتناول كيف بدأ نصر حامد أبوزيد مشروعه البحثي بمحاولة الدفاع عن مصطلح التأويل ومحاولة وضع التفسيرات القديمة في إطارها الإنساني والتعامل معها كاجتهادات بشرية بنت واقعها وبنت أزماتها، وهو ما جعله يصطدم بالتيار الأصلي؛ الذي يرى هذه التفسيرات هبات إلهية مخصوصة وهبها الله لهم.

 

وأضاف “زين”: "ثم انتقل نصر حامد أبوزيد لوضع مفهوم علمي للنص القرآني يمكنه من وضع قراءة موضوعية غير المتحيزة أو المسيسة، ومن خلال دراسة قدمها بالإنجليزية بعنوان "القرآن في الحياة اليومية" تنبه نصر أبوزيد إلى أن حضور النص القرآني في الشارع الإسلامي حضورا شفهيا، والحضور الشفهي له فاعلية أكبر في الحياة اليومية، وهذا ما جعله ينتقل إلى إعادة تعريف القرآن كخطاب والاعتناء بالمرحلة الشفهية التي جاء بها القرآن وفاعليتها، وتفاعلها مع البنى الاجتماعية.

 

وتقدم ندوة “القرآن الشفهي في مشروع نصر حامد أبو زيد”، القرآن في الحياة اليومية. المرحلة الشفهية للقرآن. القرأن كخطاب.

 

يشار إلى أن الباحث صبحي زين، باحث في الدراسات الفلسفية، نال مؤخرا درجة الماجستير عن رسالته المعنونة بـ "استراتيجيات التأويل وأصول العنف الديني.. نصر حامد أبوزيد ومحمد أركون نموذجا"، وهي عبارة عن دراسة لمقترح “أركون” و"أبوزيد" لقراءة النص القرآني واختبارهما كحلول لأزمة العنف الديني من وجهة النظر الرافضة للإيمان الأديان هي سبب العنف الديني وبزوالها يزول هذا العنف، دون الإنتباه للأديان دور -في بعض الأحيان- في حفز التوازن الإجتماعي، والتغاضي عن كونها تمثل تعويضا كبيرا عن حالات الفقد الدنيوية المتنوعة، كما أنها أيضا متجذرة في الروح الإنساني.

 

من وجهة النظر الإيمانية في السياق الإسلامي يوجد ثلاث تيارات لهم نظرتهم تجاه العنف الديني ( التيار السلفي formal Islamic) ويرى أن مشكلة العقل العربي تجاه الحضارة الغربية تكمن في غياب الإسلام –دون الانتباه إلى الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والسياسية للأزمة- ومن ثم يتمثل الحل في عودة صحيح الإسلام في نظره وإحياء كلمة الحق. ووظيفة الدولة في نظره حماية الدين لذا يرى أن ميل الدولة نحو التحديث شكل من أشكال هدم العقيدة والدين، فيرى في نفسه أحقية حماية الدين وفرضه كحل للمشكلات الكونية، لذا لا يرى في العنف حرج أو مشكل، بل يراه فرضا دينيا يمثل حماية الدين –وإن كان العديد من أفراده لا يصرحون به لكن الخطاب العام له يتضمن هذا- ويطلق عليه اسم (الجهاد) و(التيار الأصولي traditional Islamic) ويكتفي هذا التيار بمحاولة توضيح صورة الإسلام السمحة، ورفض العنف الديني ونفي كونه إسلامي، ويتنكر له، دون محاولة دراسة الظاهرة وتبيان منبعها، و(التيار الحداثي) يرى التيار أن للعنف الديني ابعاد أكثر دقة وتعقيدا من ابعاد اجتماعية وسياسية وتاريخية ومعرفية.. وتبعا لإعلان الجماعات الجهادية نفسها الممثل الأوحد للإسلام، وحاملة راية صحيح الدين وتكفر كل من يخالفها، يراهن التيار الحداثي خاصة نموذج الدراسة (محمد أركون ونحصر حامد أبو زيد) طُرِحَ التأويل كحل لمشكلة العقل العربي من قبل الاتجاه الحداثي، من زاويتين، الأولى؛ باعتباره ألية سحب النص من الجماعات الجهادية، واطلاق قراءات ورؤى متعددة للنص القرآني. 

 

والثانية؛ لدور التأويل – الذي يراه التيار الحداثي- في تَشَكُل الواقع الإسلامي، لِمَ للنص القرآني من سلطة ودور محوري في الواقع الإسلامي، وجاءت الزاوية الأولى معلنة غياب أي قراءة مطابقة للمراد الإلهي من النص، وإلا فقد النص طبيعته الراهنية، وأصبح القارئ يملك عقل إلهي، استطاع من خلاله فهم المراد من النص؛ الكامن في الضمير الإلهي. وسعى التيار الحداثي وممثليه في الدراسة (محمد أركون، ونصر أبوزيد) في الزاوية الثانية لتقديم قراءة للنص القرآني، تسمح بالانفتاح على العالم من حول المجتمع العربي الإسلامي، وذلك من خلال تطبيق المناهج المعاصرة على النص القرآني، لإيمانهم بأن عملية التأويل تمثل شكلا آخرا من عملية التنزيل، وما يفضي إليه من واقع مختلف، كما فعل التنزيل.