رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوكرانيا تعيد ربط محطة «زابوريجيا» النووية المحتلة بشبكة الكهرباء

محطة زابوريجيا النووية
محطة زابوريجيا النووية

أعلنت أوكرانيا عن إعادة ربط محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية، بشبكة الكهرباء الأوكرانية الجمعة غداة قطع التيار عنها، وسط مخاوف متزايدة بشأن أمن الموقع.

وأعلنت كييف الخميس عن أنّ المحطّة الأكبر في أوروبا التي تتعرّض للقصف المتكرّر، «فُصلت بشكل كامل» عن الشبكة للمرة الأولى في تاريخها إثر تضرّر خطوط كهربائية فيها.

وسيطرت القوات الروسية في مارس على المحطة التي تضمّ 6 مفاعلات تبلغ طاقة كلّ منها ألف ميغاوات.
وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات منذ أسابيع بقصف موقع المحطة الواقعة قرب خط المواجهة، ما أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية.

وكشفت شركة "إنرغوأتوم" المشغّلة للمحطة على "تلغرام" عن أن "أحد مفاعلات محطة زابوريجيا الذي أوقف بالأمس أعيد ربطه بشبكة الكهرباء اليوم" الجمعة عند الساعة 14,04 (11,04 بتوقيت غرينتش)، مؤكّدة أن أنظمة الأمان تعمل بصورة طبيعية. وأضاف المشغّل أن المفاعل الذي أعيد ربطه "ينتج الكهرباء لسدّ حاجات أوكرانيا. ويجري العمل حاليًا على زيادة قوّة" المفاعل.

ومساء الخميس قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ "روسيا وضعت الأوكرانيين، كما كلّ الأوروبيين، على شفا كارثة نووية"، يوميًا خلال ستة أشهر على بدء الغزو الروسي لبلاده.

ودعت الأمم المتحدة إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح حول المحطة من أجل ضمان أمنها، والسماح بإرسال بعثة تفتيش دولية.

ونقلت وسائل إعلام الخميس عن مستشارة وزير الطاقة الأوكراني لانا زيركال قولها إنّ بعثة تفتيش تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ستصل إلى المحطة "الأسبوع المقبل"، متهمةً الروس "بخلق عراقيل بشكل مصطنع لمنع البعثة من الوصول إلى المنشأة".

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن "الطاقة النووية المدنية يجب ألا تكون أداة حرب". وتُتهم روسيا بنشر قوات ومعدات في المحطة وبتخزين أسلحة ثقيلة فيها.

وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن "أي محاولة لفصل المنشأة عن شبكة الكهرباء الأوكرانية وتحويلها إلى مناطق محتلة، أمر غير مقبول".

على الصعيد العسكري أعلنت الرئاسة الأوكرانية الجمعة عن أنه خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة أسفر قصف روسي عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح في خاركيف (جنوب شرق)، كما قتل شخصان وأصيب سبعة بجروح في دونيتسك (شرق) مع تركز القتال خصوصًا في بخموت والمناطق المحيطة بها، وفي دنيبروبتروفسك (وسط)، حيث لم يتم الإبلاغ عن وقوع ضحايا.

وشهدت هذه المنطقة ضربة روسية الأربعاء على محطة تشابليني للقطارات أوقعت عددًا من القتلى.

وقال نائب مدير مكتب الرئاسة كيريلو تيموشينكو على "تلغرام"، "انتهت عمليات الإغاثة والبحث في تشابليني، حيث بلغت حصيلة الضحايا النهائية 25 قتيلًا بينهم طفلان يبلغان ستة وأحد عشر عامًا و31 مصابًا.

تقول روسيا إنها ضربت "قطارًا عسكريًا" متجهًا إلى "مناطق القتال" في شرق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن صاروخ إسكندر "أصاب مباشرة قطارًا عسكريًا في محطة تشابليني (...) مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 جندي احتياط في القوات المسلحة الأوكرانية" بالإضافة إلى تدمير معدات.

وأشار مكتب المدعي العام الأوكراني من جهته إلى أن "10 مدنيين قتلوا بينهم طفلان في السادسة والـ11 من العمر وأصيب 10 آخرون بينهم طفلان" في محطة تشابليني ومحيطها ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال ان يكون الضحايا الآخرون من غير المدنيين.

ويقول فيكتور، أحد سكان قرية تشابليني، متحسّرًا على مقتل فتى صغير يسكن في الجوار في القصف الروسي "إنه أمرُ مؤسف، مؤسف حقًا".

وفي منطقة لوجانسك (شرق) التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، "تم صد هجمات العدو المتكررة من أربع اتجاهات"، وفق الرئاسة الأوكرانية. ويشكل الاستيلاء الكامل على دونباس الهدف الأول لروسيا.

وفي المنطقة نفسها أشار رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية سيرغي غايداي الجمعة على تلغرام إلى أن "الجنود الأوكرانيين دمروا قاعدة للمحتلين الروس" في بلدة كادييفكا الصغيرة.

وأكد غايداي أنّ "الضربة كانت قوية لدرجة أن 200 جندي مظلي" روسي قتلوا. ولم يكن من الممكن التأكد من صحة المعلومات من مصدر مستقل.

ومنذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس تركزت المعارك أساسًا في شرق البلاد، حيث تقدمت ببطء شديد قبل أن تشهد الجبهة جمودًا، وفي الجنوب حيث تقول القوات الأوكرانية إنها تشن هجومًا مضادًا بوتيرة بطيئة جدًا أيضًا.

وفي أجواء من التوتر المتزايد مع الغربيين، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس مرسومًا بزيادة عدد الجيش الروسي بـ10 في المئة (أي أكثر من 137 ألف جندي) الذي يعد أصلًا أكثر من مليون عنصر، وقد تكبد خسائر فادحة في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشرسة.

إلى ذلك أكدت المجموعة الفرنسية "توتال إنرجي" في بيان الجمعة أنها تلقت معطيات من شريكتها الروسية "نوفاتيك" تفيد بأن وقود الطائرات المصنع في الشركة المشتركة ليس مخصصًا للطائرات الحربية الروسية.

وبذلك تنفي المجموعة الفرنسية مجددًا معلومات نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية بالاستناد إلى وثائق وتحقيق أجرته مع منظمة "غلوبال ويتنس" غير الحكومية، تفيد بأن الغاز الذي تشترك "توتال إنرجي" و"نوفاتيك" في إنتاجه في سيبيريا يصل في النهاية إلى قواعد للجيش الروسي.

وطالبت المجموعة الفرنسية بوضع حد لهذا الجدل الذي ينال من سمعة الشركة، مهددة باللجوء إلى القضاء لوضع حد لذلك إذا ما تطلب الأمر.