رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع مواصلة صومها.. أشهر المزارات التاريخية باسم السيدة العذراء

مريم العذراء
مريم العذراء

تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالاتها بصوم العذراء مريم، والذي ينتهي في 22 أغسطس الجاري، عقب صوم دام لمدة 15 يومًا.

وكشف ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي والباحث في التراث الكنسي، في دراسة له عن أشهر المزارات التاريخية والأثرية التي على اسم السيدة العذراء، قائلاً: في كل صوم للسيدة العذراء  تشتاق نفوسنا  للتعرف على أشهر المزارات التي على اسم السيدة العذراء، ومصر يوجد بها عدد كبير من  هذه المزارات التي ارتبطت باسم العذراء سواء من ناحية قيمتها التاريخية والأثرية أو بركات روحية خاصة حظت بها. 

كنيسة العذراء بالمعادي

وأوضح أنه من أشهر الكنائس الأثرية التي على اسم السيدة العذراء والتي يتوافد عليها الآلاف من الزوار خلال موسم صوم العذراء هي كنيسة السيدة العذراء بالمعادي ولقد كتب عنها أبو المكارم في موسوعته الشهيرة عن تاريخ الكنائس والأديرة  كما كتب عنها الرحالة الشهير فانسليب (1635- 1679)  في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة 1671" فقال عنها "في دير العدوية الواقع بقرب النيل من جهة الشرق "كنيسة العذراء بصورة عجائبية لها"  ولقد عرفت هذه الكنيسة أيضا في كتب التاريخ بكنيسة "المرتوتي" وهي النطق العامي لكلمة "متيرتا" ومعناها أم الله الكلمة باللغة اليونانية .

 وتحدث كل من المؤرخين أبوالمكارم وأبوصالح الأرمني عن كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمرتوتي بمنطقة العدوية ؛ولقد قام جرجس الجوهري (توفي عام 1810 م) بترميم الكنيسة. وتم ترميمها كذلك في عهد البابا كيرلس الخامس (1874- 1927 )ومؤخرا في عام 1983 وتفع الهياكل الثلاثة في الجزء الشرقي من الكنيسة  وتصور معظم أيقونات الكنيسة القديسين ورسمها الفنان إبراهيم النقاش (الناسخ) وتم ترميم النفق والسلالم المؤدية من فناء الكنيسة إلي النيل". 

- كنيسة العذراء بالزيتون

وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي أنه أيضا من الكنائس الهامة التي تحظى بزيارة عدد كبير من البشر خلال موسم صوم العذراء كنيسة السيدة العذراء بالزيتون وبالرغم من أنها تعتبر كنيسة حديثة نسبيا إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1925 إلا أنها أخذت شهرة خاصة بسبب ظهور السيدة العذراء فوق قباب كنيستها في 2 أبريل 1968 واعترفت الكنيسة القبطية بالظهور رسميا في 4 مايو 1968. 

 وقصة إنشائها كما وردت في التقاليد الشفوية المتوارثة  أن السيدة العذراء ظهرت في حلم لتوفيق بك خليل صاحب الفيلا وكان ذلك خلال عام 1917، وطلبت منه بناء كنيسة على اسمها وأنها سوف تظهر على قباب هذه الكنيسة بعد حوالي 50 سنة وبالفعل بدأ العمل في البناء وعهد إلي المهندس المعماري الإيطالي ليمونجيلي بتصميم  الكنيسة، وحرص على تصميمها على نمط كنيسة أيا صوفيا بالقسطنطينة، حتى تم افتتاحها للصلاة رسميا في  29 يونيو 1925 .

ويغطي سقف قبة الكنيسة من الداخل صورة كبيرة للسيدة العذراء وهي ترفع يديها وكأنها تبارك الشعب  ولقد قام فريق عمل إيطالي بعمل  تنظيف وصيانة لصور وزينات الكنيسة خلال عام 2000، بمناسبة الاحتفال بمرور ألفي عام علي مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر.   

- دير جبل الطير

 وأضاف "كامل" ومن أشهر مزارات الصعيد منطقة جبل الطير بسمالوط، وهي إحدي المحطات الهامة في رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، ولقد عرفت المنطقة بجبل الطير لأن ألوفا من طائر البوقيرس تجتمع فيه، وهو طير أبيض الريش له منقار طويل بلون سن الفيل. 

وقد روى لنا أبو المكارم في كتابه "تاريخ الكنائس" أنهم وهم في النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم، ولكن الطفل يسوع مد يده ومنع الصخرة من السقوط فانطبع كفه على الصخرة وصار الجبل يعرف بجبل الكف، والكنيسة التي بنتها الملكة هيلانة باسم العذراء صارت تعرف بكنيسة "سيدة الكف". 

ولقد ذكره أيضا المقريزي فقال عنه "هذا الدير قديم وهو مطل على النيل، وله سلالم منحوتة في الجبل وهو قبالة سمالوط،  كما ذكره الرحالة فانسليب فقال عنه في دير البكرة  نحو الشرق علي جبل الطير ودعي بكرة بسبب وجود بكرة بئر قريبة لرفع ماء النيل؛ كنيسة السيدة العذراء؛ الدير المذكور قائم في مكان منعزل علي جبل الطير وهو جبل صعب التسلق؛ ولقد رأيته وأنا مسافر علي النيل نحو الشمال من منفلوط". 

 - مزار السيدة العذراء بدرنكة

 واستكمل الباحث في التراث الكنسي: أما المزار الأشهر في الصعيد كله فهو بلا شك دير السيدة العذراء بجبل أسيوط المعروف باسم “دير الدرنكة”  فهو يعتبر المحطة الأخيرة في رحلة العائلة المقدسة إلي مصر ولقد ذكره أبو المكارم في كتابه.

 وقال عنه "دير على اسم العذراء الطاهرة مريم يعرف بقرفونة"  ولقد ذكر المقريزي في كتابه "القول الإبريزي للعلامة المقريزي" تحت كلمة "أديرة درنكة ".

وتابع كما قال عنه تحت اسم "دير أبومقروفة  "هو منقور في لحف الجبل وفيه عدة مغاير، وهو على اسم السيدة مريم ، وبمقروفة نصاري كثيرة غنامة ورعاة، ولعل في تفسير كلمة أصل كلمة "مقروفة " أنها ترجع إلي الكلمة اليونانية Graphy ومعناه كتابة أو نساخة حيث اشتهر أهلها بالعمل في نساخة الكتب .

- مزارها بسخا

 واستطرد: أما عن مزارات الوجه البحري  فهناك كنيسة السيدة العذراء بسخا بمحافظة كفر الشيخ، وهي إحدى المحطات الرئيسة في رحلة العائلة المقدسة وفي هذا المكان تمت طباعة كعب الطفل يسوع على حجر فعرف المكان بعدها بكعب يسوع. 

  ولقد ذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس ( 1919- 2001 ) في كتابه عن دير المحرق عن هذا الحجر، فقال عنه أنه كان عبارة عن قاعدة عمود أوقفت السيدة العذراء أبنها الحبيب عليه فغاص مشط قدمه في الحجر، وكان الناس يأتون من بلاد بعيدة يضعون في موضع القدم زيتا ويحملونه إلى أرضهم يتبركون به. 

ولما دخل العرب مصر خاف الآباء أن يأخذ العرب الحجر ويعتدوا عليه لذا أخفوا الحجر في مكان لا يعرفه أحد، ولقد ذكر الدكتور جودت جبرة في موسوعته عن الكنائس في مصر أنه قد تم العثور علي هذا الحجر بينما كان العمال يحفرون بالقرب من الكنيسة، وكان ذلك خلال شهر أبريل 1984، وحاليا يعرض هذا الحجر في صندوق زجاجي يلمسه جميع الزوار ويتباركون به . 

- كنيستها بمسطرد

 واختتم: وأخيرا نذكر كنيسة السيدة العذراء بمسطرد؛ وفي هذا المكان قامت السيدة العذراء بتحميم الطفل يسوع ولذلك عرف هذا المكان بالمحمة أي مكان الاستحمام. 

ولقد ذكرها الرحالة فانسليب فقال عنها إنها كانت قبل مجيء المسيح هيكلا للأوثان التي سقطت على الأرض فور وصوله، ولقد رأي فانسليب في الكنيسة حجرين عليهما أشكال هيروغليفية كما يوجد بها صورة عجائبية للسيدة العذراء. 

 ويؤكد فانسليب أنه بات  ليلة في هذا الكنيسة يوم 15 نوفمبر 1664 لحضور القداس ولقد تم تدشين هذه الكنيسة يوم 8 بؤونة عام 901 للشهداء الموافق  15 يونيو 1185، ولقد ورد ذكرها في السنكسار القبطي (وهو الخاص بتذكار موعد أعياد  الشهداء والقديسين) تحت يوم 8 بؤونة.