رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى الطوباوى فلوريانو ستيبنياك

الكنيسة
الكنيسة

تُحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى الطوباوي فلوريانو ستيبنياك الكاهن الشهيد، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، سيرته موضحا أن جوزيف ستيبنياك ولد في 3 يناير 1912م في زدزاري ببولندا لأبوين من الفلاحين، أبواه يدعى باولو ستيبنياك وأمه تدعى أنا ميتشتال، تلقى سر العماد المقدس في اليوم التالي لميلاده، و ماتت أمه عندما كان لا يزال صغيراً وتزوج الأب مرة أخرى، بعد أن أنهى دراسته الابتدائية في زدزاري شعر برغبة قوية في حياة التكريس الرهباني. 

وتابع الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، أكمل دراسته الثانوية، ثم انضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية الكبوشية، فبدأ مرحلة الابتداء في 14 أغسطس 1931م واتخذ اسم فلوريانو، فتميز بالحماس والكرم وروح التفاني في الخدمة، فكان رجل صلاة وإكرام مريم العذراء، كانت نذوره الأولى في 15 أغسطس 1932، وقدم نذوره الدائمة في 15 أغسطس 1935م، ثم واصل دراساته اللاهوتية في لوبلين، وبعد الانتهاء من دراسته الفلسفية واللاهوتية. 

 - موقفه خلال الحرب العالمية الثانية

 وأضاف "الفرنسيسكاني"، سيم كاهناً في 24 يونيو 1938م، بعد ذلك أرسل إلى كلية اللاهوت في الجامعة الكاثوليكية في لوبلين لدراسة الكتاب المقدس عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، في 1 سبتمبر 1939، كان في لوبلين ولم يترك الدير مثل بعض الرهبان، بل استمر في تشجيع الناس، وظل يقيم الذبيحة المقدسة معهم سراً وقدم لهم كلمات عن الثبات في الإيمان وعدم الخوف بسبب الاضطهاد، كان العديد من رجال الدين يختبئون ولم يكن هناك من يستطيع دفن الموتى. 

واستطرد أخذ "فلوريانو" على عاتقه بشجاعة، أن يقوم بدوره الكهنوتي بكل شجاعة، في الواقع، لم يفعل شيئًا سوى تطبيق تلك العبارة البرمجية للحياة الدينية التي وضعها على صورة سيامته الكهنوتية، "نحن على استعداد لنمنحك ليس الإنجيل فحسب، بل حياتنا أيضًا"، وهي عبارة تعبر عن جوهر حياته. لم تتح له الفرصة للعمل لفترة طويلة في لوبلين. في 25 كانون الثاني "يناير" 1940، اعتقل مع جميع رهبان الدير من قبل "الجستابو" وسجنوا في قلعة المدينة. 

 واختتم كان الاعتقال صدمة له، لكنه لم ينهر ولم يفقد روح التفاؤل والسعادة التي كانت متأصلة فيه، في 18 يونيو 1940، تم نقله مع إخوته الآخرين إلى محتشد اعتقال زاكسينهاوزن قرب برلين، وأيضًا لم يفقد روح الدعابة والمرح، على الرغم من أن الحياة في المخيمات كانت مروعة جدًا. 

 وفي 14 ديسمبر 1940، تم نقله إلى محتشد اعتقال داخاو، حيث حصل على رقم التسجيل 22.738، وأطلق عليه زملاؤه الأسرى لقب "الأب الروحي" لجماعة المعتقلين و"شمس المعسكر". وبسبب الصقيع والبرد الشديد وقلة الطعام أصيب وسقط على الأرض فتم نقله إلى مستشفى المخيم المعروفة باسم "الجناح"، وبعد شفائه خرج من المستشفى، وفى فترة النقاهة تم نقله إلى مكان المعاقين والعجزة وبعد فترة قُتل بالغاز في 12 أغسطس 1942 وعلى الأرجح تم حرق الجثة في الأفران.

قامت سلطات المخيم بتسليم ملابسه إلى الوالدين في زدزاري، وأخبرتهم بشكل كاذب من أن ابنهم جوزيف قد مات بسبب الذبحة الصدرية، وتم تطويبه على يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني.