رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المدينة المفقودة.. أسطورة «ملك الخواتم» تتحول إلى حقيقة بعد اكتشاف قلعته الأصلية

المدينة المفقودة
المدينة المفقودة

- «براون»: المدينة القديمة كانت معروفة فقط من خلال النقوش على العملات المعدنية

- المملكة قد تكون فى الواقع مدينة ناتونيا المفقودة التى قد تكشف أسرار حقبة من الزمن لا يعلم أحد عنها شيئًا

قد يكون لدى عشاق فيلم المغامرات «سيد الخواتم- لورد أوف ذا رينجز» شىء جديد يتطلعون إليه، حيث اكتشف علماء الآثار أخيرًا قلعة «هيلمز ديب» الواقعة فى مدينة مفقودة فى العراق.

وذكرت صحيفة «إكسبرس» البريطانية، أن مجموعة من العملات القديمة قادت الباحثين إلى موقع يعتقدون أنه يخفى حصنًا عمره ٢٠٠٠ عام فى شمال العراق، حيث يعتقد فريق من علماء الآثار بقيادة مايكل براون من جامعة هايدلبرج الألمانية، أنهم ربما اكتشفوا «ناتونيا» وهو مجمع عسكرى ودينى قديم فى جبال زاجروس يعود تاريخه إلى أكثر من ٢٠٠٠ عام.

فى ورقة بحثية نُشرت فى مجلة «انتيكيتو» بجامعة كامبريدج، أكد «براون» العثور على مستوطنتين وقلعة حجرية ومبانٍ أخرى تُعرف باسم «رابانا ميرقولى» فى موقع ما كان ذات يوم حدود مملكة «أديابينى» القديمة، وأشادت هذه المملكة بالإمبراطورية البارثية وهى لاعب سياسى رئيسى فى إيران استمرت حوالى ١٠٠٠ عام حتى عام ٢٢٤ م.

وقال «براون» إن المدينة القديمة كانت معروفة فقط من خلال النقوش على بعض العملات المعدنية النادرة التى تشير إلى رافد على نهر الزاب السفلى.

وأضاف: «بغض النظر عن تحديدها الدقيق، كانت رابانا- ميرقولى مركزًا إقليميًا رئيسيًا على حافة جبال زاجروس- فالقلعة توضح لنا الجوانب العملية للسيطرة الإقليمية فى المناطق النائية للإمبراطورية، حيث تفاعلت سلطات الدولة بشكل شبه مستقل، وكثيرًا ما يكون السكان الرعاة فى المرتفعات مضطربين ومتمردين»، متابعًا: «الجانب الأكثر إثارة فى الموقع هو بالتأكيد البيئة الطبيعية».

وواصل: «تقع رابانا- ميرقولى على الجانب الغربى من جبل بيراماجرون، أحد أروع الجبال فى سلسلة جبال زاجروس، حيث يمر الجانب الغربى منها عبر كردستان العراق، وتحوى تحصيناتها تضاريس يمكن الدفاع عنها بشكل طبيعى، ويمكن النظر إليها على أنها امتداد لمناظر المرتفعات المحيطة».

واستطرد: «إذا كنت من عشاق (لورد أوف ذا رينجز) فإن الاكتشاف فى الأساس هو النموذج الواقعى لقلعة هيلمز ديب التى تعد نموذجًا للقلعة الخيالية فى روايات جيه آر آر تولكين».

وأشار إلى أن الموقع قد لا يحتوى على أى كنوز مخفية، حيث إن عدد القطع الأثرية التى تم العثور عليها صغير نسبيًا، ما يشير إلى أن احتلال العصر البارثى لم يستمر لأكثر من قرن.

وأوضح أنه فى حين اكتشف علماء الآثار العراقيون الخزف فى الموقع فى عام ٢٠٠٩، كشف بحث براون عن رءوس سهام ودبابيس حديدية من العصر الإسلامى المتأخر.

وتابع: الفريق يتطلع إلى مواصلة الحفريات فى رابانا ميرقولى، فرسم الخرائط ساعد فى الكشف عن العديد من الهياكل الأكثر إثارة للاهتمام فى جميع أنحاء المجمع.

وأشار «براون» إلى أنهم يحاولون فهم الغرض من استخدام المراكز المحصنة الكبيرة، بصرف النظر عن الدفاع، لافتًا إلى وجود مجمع مقدس، كان يستخدم أيضًا كمكان للحج وربما «ملجأ للمجتمعات المحيطة».

وأضافت: «لقد اعتقدوا أن المراكز الكبيرة قامت بمجموعة من الأدوار الاقتصادية والدبلوماسية أيضًا، على غرار موقع قلعة يزديجير الذى يقع على الجانب المقابل من جبال محافظة كرمانشاه فى إيران».

ووفقًا لـ«براون»، فقد كان هذا الموقع موطنًا وملاذًا عسكريًا آمنًا وأيضًا قصرًا تميز بهندسة معمارية دفاعية فى الأساس.

وبحسب الصحيفة، فإن سلسلة سيد الخواتم «لورد أوف ذا رينجز» هى سلسلة أفلام فانتزيا تحظى بشعبية واسعة للغاية فى جميع أنحاء العالم مكونة من ٣ أفلام من إخراج بيتر جاكسون استنادًا إلى رواية كتبها جى آر آر تولكين.

وتدور أحداث السلسلة فى عالم خيالى يُدعى الأرض الوسطى وتحكى عن رحلة الهوبيت فرودو باجنز برفقته الخاتم للبحث عن الخاتم الأول بغية تدميره لضمان القضاء على سيد الظلام ساورون الذى صنع الخاتم.

وفى الأجزاء الثلاثة تنقسم الرفقة ويواصل فرودو البحث مع صديقه المخلص سام، وخلال أحداث الفيلم يتحد أراجورن وهو الوريث المنفى لعرش مملكة جوندور مع ليجولاس وجيملى وبرومير وميرى وبيبين والساحر جاندالف لحشد الشعوب الحرة فى الأرض الوسطى فى حرب الخاتم من أجل مساعدة فرودو عن طريق تشتيت انتباه ساورون.

وخلال عرض الأجزاء الثلاثة للفيلم، ترشح لـ٣٠ جائزة حصل الجزء الأول The Fellowship of the Ring على ٤ جوائز فقط، وهى أفضل مكياج وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل مؤثرات بصرية وأفضل تصوير سينمائى.

أما الجزء الثانى فكان مخيبًا للآمال إلى حد ما، حيث حصل على جائزتين فقط هما «أفضل مؤثرات بصرية وصوتية»، وبالنسبة للجزء الثالث والأخير «The Return of the King» فقد حصل على نصيب الأسد بـ١١ جائزة وهى «أفضل صورة، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل تصميم أزياء، وأفضل إخراج فنى، وأفضل مونتاج، وأفضل مكياج، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل أغنية أصلية، وأفضل إنتاج موسيقى، وأفضل مؤثرات بصرية».

وهذه السلسلة مستوحاة من أسطورة المعركة الوهمية «هيلمز ديب» التى شهدت التدمير الكامل لقوات ساحر سارومان من قبل جيش روهان بمساعدة غابة هيورنز الشبيهة بالأشجار.

وتعد «هيلمز ديب» فى الأسطورة واديًا فى شمال غرب الجبال البيضاء بـ«ميدل إيرث»، وأصبحت بقلعتها هورنبرج ملجأ لبعض جيش روهان، «الروهيريم»، تحت حكم الملك ثيودن، من هجوم قوات سارومان.

ووفقًا لأحدث الدراسات، فإن أحداث هذه المعركة قد تكون حقيقية بعد العثور على أجزاء من القلعة ومملكة «رابانا - ميرقولى» التى كانت موجودة فى شمال العراق خلال القرن الأول قبل الميلاد.

وبنت المملكة فى هذا الوقت ٢.٥ ميل من الجدران الصخرية لسد أى ثغرات تسمح للغزاة بتهديد المملكة والوصول للوادى والهضبة والقلعة ما وفر لسكان المملكة قدرًا كبيرًا من الحماية.

وأثار العلماء الجدل بالحديث عن أن هذه المملكة قد تكون فى الواقع مدينة ناتونيا المفقودة التى قد تكشف أسرار حقبة من الزمن لا يعلم أحد عنها شيئًا سوى بعض الأساطير التى قد يتضح فيما بعد أنها تحمل بعضًا من الحقيقة التى قد تقلب أيضًا الموازين وتعيد كتابة تاريخ العراق وكردستان من جديد.