رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعارك الأدبية.. من صراع على اللغة والفكر إلى خناقة أغنية «للى»

جريدة الدستور

غالبية خلافات زمن الإبداع الجميل دارت حول قضايا فكرية وتراثية

معظمها كان عن الشعر واللغة العربية وقضايا مثل «أصل الفراعنة»

نبيل عبدالفتاح: تحولت من ثقافية واجتماعية إلى دينية فى الثمانينيات

رضا عطية: المعارك الحالية بين أشخاص بلا إنجاز... وكلها تطاول وبذاءات

أحمد مجاهد: العصر لا يحتمل المساجلات الطويلة.. والأهم الآن معارك الأهلى والزمالك

اختلافهم إبداع، ومعاركهم تفتح أبوابًا من الآراء والنظريات ووجهات النظر الجديدة فى عالم الفكر والأدب، وتزيد من فيضهم الإبداعى بلا أى شك، حتى يمكن القول إن معارك هؤلاء القوم من شعراء وأدباء ومفكرين وفلاسفة، عند القارئ والمتلقى، فوائد.

كانت معاركهم نزيهة وشريفة، وتصب فى قلب المعرفة للجميع، لذلك حظيت بمتابعة وشغف وترقب لما سيكتب، ثم الرد عليه، لِمَ لا ووقتها اليد التى تمسك القلم وتكتب، والأخرى التى ترد فى الجهة المقابلة، مُسلحة بمعرفة وخبرة كبيرتين بخلاف ما نعيشه الآن.

صحيح أن بعض كُتاب الجيل الحالى حاول إقامة بعض المعارك، علَّ الزمن يخلدها ويأتى جيل آخر يتحدث عنها، كما نتحدث عن معارك السابقين، لكنها خرجت مترهلة ضعيفة البنيان والترابط، وكانت البذاءة والسباب ركنًا أصيلًا فيها، وساعد على ذلك أن أصحابها غير مهيئين بالقراءات والظهير المعرفى الذى يجعلهم قادرين على إدارة الدفة والكتابة بحكمة.

وظهر التأثير الواضح لمواقع التواصل الاجتماعى على هذه المعارك، كما أن الغالبية من أصحابها يعتمدون على سياسة غير سوية، وهى محاولة الهجوم على شخصية عامة، بهدف أن ترد عليهم، ما يكتب لهم انتشارًا وشهرة يفتقدونهما بصورة واضحة، وبالتالى خرجت المعارك الأدبية والفكرية عن هدفها الرئيسى، وهو أن تدور حول أفكار لا أشخاص.

فى السطور التالية، نتعرف كيف كانت المعارك الأدبية فى زمن الإبداع الجميل؟ وإلى أين وصلت فى وقتنا الحالى.

أولى المعارك ما أطلق عليها «معركة لقمة العيش»، التى تعد أكبر معركة فى الأدب العربى المعاصر، وكان طرفاها زكى مبارك وطه حسين، وامتدت وقائعها خلال الفترة من ١٩٣١ حتى ١٩٤٠.

بدأت هذه المعركة بعودة زكى مبارك إلى مصر عام ١٩٣١، بعد حصوله على الدكتوراه من «السوربون» فى موضوع «النثر الفنى فى القرن الرابع الهجرى»، وعلى مدى ٩ سنوات امتد سجاله مع طه حسين، ضمن مواجهة فكرية فى بادئ الأمر، تحولت بعد ذلك إلى خلاف شخصى حاد.

ويعود سبب تسمية المعركة بهذا الاسم إلى تسبب طه حسين فى فصل زكى مبارك من الجامعة، على أثر الخلاف بينهما، فهاجمه الأخير هجومًا مرًا، وكتب تحت عنوان: «لو جاع أولادى لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه»، قائلًا: «لقد ظن طه حسين أنه انتزع اللقمة من يد أطفالى، فليعلم حضرته أن أطفالى لو جاعوا، لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه، لكنهم لن يجوعوا ما دامت أرزاقهم بيد الله».

شهدت الساحة سجالًا آخر بين الأديب العالمى نجيب محفوظ والأديب الكبير عباس العقاد، بدأ فى عام ١٩٤٥، وكان نجيب محفوظ فى هذا التوقيت مبتدئًا فى كتاباته، واستمرت الردود على بعضهما فترة، لكن فى النهاية لم يرد «العقاد» على نجيب محفوظ، واكتفى بالصمت، ربما عن تعال واستصغار لشأن «محفوظ»، بحسب ما وصفه أنور الجندى فى كتابه: «المعارك الأدبية».

ما زال مسلسل المعارك الأدبية مستمرًا، ومن حلقاته المعركة الكبيرة التى دارت بين توفيق الحكيم وطه حسين، وتسببت فى تحول الصداقة بينهما إلى خصومة، والمدح والثناء إلى خلاف وعراك، وذلك بسبب رأى طه حسين فى قصتى توفيق الحكيم: «أهل الكهف» و«شهر زاد».

وقال طه حسين عن هذه الخصومة: «وقد خاصمت توفيق الحكيم أو خاصمنى توفيق الحكيم، وسله إن شئت عمَّا تركت هذه الخصومة فى نفسه، ولا تسألنى أنا عمَّا تركت هذه الخصومة فى نفسى، فكل الناس يعرف أن الخصومة بين الناس وبينى مهما تشتد، فهى أهون شأنًا وأقل خطرًا من أن تترك فى نفسى أثرًا».

لم يسلم شيخ العروبة أحمد زكى باشا من دائرة المعارك المستمرة، وخاض العديد من المناقشات والمعارك الفكرية، لكن أشهرها وأبرزها: معركة «الفراعنة»، وهل هم عرب أم أتراك؟ والأخرى معركة «ما كان لبنان مُعلّمًا لمصر».

وشن أحمد زكى باشا هجومًا على زكى مبارك فى مقالة له، بدأها بقوله: «إلى الطفل الميمون نجل الدكتور زكى مبارك». وأضاف مخاطبًا إياه: «إنك تكتب باسم أبيك فتارة تخطئ وتارة تصيب».

تشمل المعارك أيضًا ما حدث عقب صدور كتاب سلامة موسى: «البلاغة العصرية واللغة العربية»، وشارك فيها أحمد الحوفى وعباس محمود العقاد.

ونشر سلامة موسى كتابه السابق فى عام ١٩٤٥، وتضمن الكتاب هجومًا على اللغة العربية، ما أثار غيرة وغضب الباحثين. وكان مجمل آراء «موسى» الدعوة إلى الأسلوب التلغرافى، ومهاجمة الأسلوب البيانى، وهو ما تصدى له أحمد الحوفى بعدد من المقالات.

بينما كان لعباس العقاد رد قاس على سلامة موسى بسبب دعوته هذه، وقيل إنه ما إن قرأها سلامة موسى، حتى لاذ بالفرار فى مزرعة له بريف مصر كان يربى فيها الخنازير.

محمود عباس العقاد كان له النصيب الأكبر من المعارك الفكرية بين أبناء جيله، فقد اشتبك فى الكثير من المناقشات والسجالات مع أدباء أمثاله، كما سبق أن بينا، فضلًا عن معركته الشهيرة مع مصطفى صادق الرافعى، الذى عُرف بـ«الرجل المشاكس».

وبدأت المعركة بين الأديبين فى الجانب الأدبى، ثم انتقلت إلى معركة شخصية حامية الوطيس، فحدث بينهما عدد من التطاولات، تجاوزت مستوى الرقى الأدبى وقواعد الخلاف.

كان لـ«المعارك الشعرية» نصيبها الوافر من قائمة المعارك الأدبية، وأخذ النقد منها نصيب الأسد، ومن أهم تلك المعارك معركة هيمنة محمود سامى البارودى على كل من جاءوا من بعده وخلفوه فى نظم القصيدة العربية المعاصرة، ومعركة ريادة الشعر العربى الحديث فى العراق بين بدر شاكر السياب ونازك الملائكة، التى تدخل فيها كذلك البياتى وبلند الحيدرى مطالبين بالريادة، إلى جانب معركة عباس العقاد وأحمد شوقى.

وسجلت صحفية «الديوان» على صفحاتها عام ١٩٢٢، واحدة من أشهر المعارك الشعرية التى وقعت بين أحمد شوقى وعباس العقاد، بعدما كتب الأخير مقالًا ينتقد فيه أمير الشعراء، ولم يكتف عند كتابة المقالات فقط، بل سن لسانه على شعر «شوقى» وهاجمه فى شتى المناسبات، حتى فى مناسبة تكريمه بإطلاق لقب «أمير الشعراء» عليه.

ومن السجالات التى سطرها التاريخ، ما وقع بين محمود شاكر مع الأديب طه حسين، ففى أواخر سنة ١٩٢٦، أصدر طه حسين كتاب «فى الشعر الجاهلى»، رصد فيه محاضراته فى الشعر الجاهلى، ونشر فصولًا منه فى الصحف والمجلات.

وألف عددًا من الأدباء إصدارات للرد على هذا الكتاب، منهم: محمد فريد وجدى، ومحمد لطفى جمعة، وشكيب أرسلان، ومحمد عبدالمطلب، وعبد ربه مفتاح، ومصطفى صادق الرافعى، وأغلبهم كانوا أصدقاء للأستاذ محمود شاكر.

ولم يصمت «شاكر»، وكتب ١٢ مقالة فى صحيفة «البلاغ» بعنوان: «بينى وبين طه حسين»، وصف فى إحداها طه حسين بأنه «يسن سنة متلفة مفسدة للحياة الأدبية والحياة العقلية».

وما إن انتهى محمود شاكر من معركة طه حسين، إلا ودخل معركة أخرى مع لويس عوض، المستشار الثقافى لـ«الأهرام»، آنذاك، عندما نشر بحوثًا فى صحيفة «الأهرام»، يتهم فيها فكر أبى العلاء المعرى وفلسفته بأنها ليست أصيلة عنده، بل مأخوذة عن فكر أجنبى يونانى.

واستغرق «شاكر» وقتًا كبيرًا فى الرد على لويس عوض، وبلغ جملة ما كتبه من مقالات للرد عليه فى هذه القضية، ٢٥ مقالةً نشرت فى مجلة «الرسالة».

من المعارك الشعرية الشهيرة أيضًا ما حدث فى ستينيات القرن الماضى، بين أصحاب الشعر الحديث، وعباس العقاد، الذى كان يترأس لجنة الشعر فى المجلس الأعلى للفنون والآداب.

هذه المعركة كانت حول «قصيدة التفعيلة»، ودارت بين «العقاد» من ناحية، وكل من صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى، اللذين دخلا معه فى مساجلات ولدت خصومة شديدة.

وكشف عبدالمعطى حجازى عن تفاصيل هذه المعركة، وقال: «فى الحوار الذى دار بين جيلى والعقاد، كان العقاد قاسيًا وحادًا، ووصل الأمر إلى تهديده بالاستقالة من المجلس الأعلى للآداب، إذا ما شاركنا فى مهرجان الشعر الذى يقام فى دمشق».

وأضاف: «رجانا يوسف السباعى، آنذاك، بألا نشارك، حتى بعد أن وصلنا إلى دمشق، كى لا يكون ذلك سببًا فى استقالة العقاد من المجلس الأعلى للفنون والآداب».

علق الدكتور نبيل عبدالفتاح، الباحث والناقد الأدبى، على المعارك الأدبية فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، معتبرًا أنها كانت من فوائض المرحلة «شبه الليبرالية»، والنخب الثقافية التى تشكل وعيها وتكوينها المعرفى، آنذاك، ومن بين أسبابها حركة الشباب إلى المركز الأوروبى ومعرفة اللغات الأجنبية.

وشرح «عبدالفتاح» أن «مرحلة الستينيات اتسمت سياسيًا بالتحرر الوطنى والاستقلال، وكان دور مصر بارزًا فى العالم الثالث، وهذه أجواء ساعدت على فتح المجال أمام القضايا الفكرية أكثر، وتبادل الآراء هذا تسبب فى معارك أدبية».

أما معارك الثمانينيات، فاتسمت بـ«تديين الأفكار» من قبل تيارات «الإسلام السياسى»، لتتحول المعارك من ثقافية واجتماعية إلى دينية، تدور بين الحلال والحرام والدينى والعلمانى والكفر والإيمان، لتعبئة الجماهير الغفيرة الأمية دينيًا ومحدودة الثقافة، وفق «عبدالفتاح».

وأضاف: «مرجع ذلك سهولة تجييش العوام، والأخطر كان التحريض ضد المبدعين والمفكرين والمثقفين، والسعى لإسكات أصواتهم، ويعود ذلك الى هشاشة المجال العام الثقافى وسهولة انتهاكه».

وفيما يتعلق بمعارك الزمن الحالى، قال الباحث والناقد الأدبى: «الآن هناك ظاهرة الطابع المحلى والريفى لبعض الأفكار، والانعزال عن تيارات الفكر العالمى، وهذه الظاهرة الانعزالية كرستها وسائل التواصل الاجتماعى المصرية، وجماهيرها الغفيرة وفكرها الضحل والريفى».

ورأى الناقد رضا عطية أن ما يلفت الانتباه فى معارك الستينيات من القرن الماضى وما قبلها، على مدى عقود ممتدة، أنها كانت على مستوى رأسى أحيانًا، إذ تكون «معارك أجيال»، مثل المعركة التى كانت بين عباس العقاد وأحمد شوقى، والاختلاف حول مفهوم الشعر بينهما.

وأشار كذلك إلى معركة «العقاد» فى الأربعينيات، لما أثار جدلًا شهيرًا حول أن «فن القصة أدنى منزلة من فن الشعر، مهما بلغ النص القصصى من إتقان وتميز»، لأن ذائقته كانت تنتمى إلى البلاغة القديمة التى تثمن قيمة القول الناجز.

وأضاف: «البلاغة القديمة ترى الشعر يتميز بوحدة القصيدة، فتكون هناك مفاضلة ما بين شعر وآخر ونص وآخر بناء على بيت شعرى واحد فقط، وظهر هذا فى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات».

كما ذكَّر بمعركة «العقاد» وأحمد عبدالمعطى حجازى، حينما طالب «العقاد» بحرمان أحمد عبدالمعطى حجازى وصلاح عبدالصبور من إلقاء نصوصهما فى مهرجان الشعر بدمشق، بداعى أنها «ليست شعرًا»، وحينها رد «حجازى» ردًا قويًا يتمثل فى قصيدة «تموز»، وهى قصيدة عمودية، قال فيها: «من أى بحر عصى الريح تطلبه إن كنت تبكى عليه نحن نكتبه».

وخلص إلى أن السمة المميزة لهذه المعارك لغاية الستينيات، هى أنها كانت تدور بين أجيال، أو بسبب خلاف على النوع الأدبى، سواء أفضلية نوع على الآخر، مثل رأى «العقاد» فى أفضلية الشعر على السرد والقصة، أو خلاف على النوع ما بين القصيدة العمودية التى كان يمثلها «العقاد»، و«التفعيلة» التى كان يمثلها عبدالمعطى حجازى وصلاح عبدالصبور.

وتابع: «اللافت فى هذه المعارك أنها كانت بين أطراف أو أدباء كل له قيمته، وكل له منطلقه الفكرى ومنجزه المهم والقيم باختلاف أقطار هؤلاء، أما المعارك الأدبية اليوم فالأمر اختلف، وألحظ فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، من أشخاص معظمهم لا منجز لهم».

وأوضح أنه «فى إحدى المعارك الأخيرة، كتب كاتب عربى نقدًا لرواية، فكان الرد فيه تطاول وبذاءات، وهذا لا يليق بكاتب ولا أديب»، معتبرًا أن «هذه السمة لافتة جدًا فى المعارك الأدبية الحالية».

واختتم: «كثير من المعارك الحالية فيه خروج عن آداب الاختلاف، وقيم الأدب وما يليق بالأدباء، كما أن فيه حشد يشبه الميليشيات من كثيرين بلا قيمة، مع الاعتماد على المجاملة».

ولم يختلف كثيرًا رأى الناقد أحمد مجاهد، الذى قال إن معارك الماضى كانت تحدث بين أدباء ومثقفين حقيقيين، وسط حركة أدبية شاملة، لكن الآن لا يوجد مثقفون، وكل واحد يكتب ولا يقرأ أعمال الآخرين.

وأضاف «مجاهد»: «زمان كانت الثقافة هم واهتمام لدى الناس، فكانت هناك حركة قراءة، لذا كان الناس يتفقون ويختلفون وفقًا لأسس واضحة، أما الآن فالثقافة ليست ضمن اهتمامات الناس، والأولويات تغيرت، وهناك موضوعات معينة هى التى تصبح (تريند) وتشغل أذهان الناس».

وواصل: «فى القرن الماضى كانت هناك قراءات تصنع حركة فكرية. فالآن لو قرأنا ما ينشر من كتب، فبالتأكيد سنجد أمورًا تستحق أن تنشأ عليها معارك فكرية وأدبية، لكن الناس لا تقرأ، ولو قرأت لا تهتم، فلا اهتمام ولا جدوى حقيقية».

واستشهد «المعارك التى تهم الناس وحتى الأدباء، حاليًا، هى معارك الأهلى والزمالك، وحتى المثقفين الكبار ينزلون فيها، وأكبر معارك فنية وأدبية الآن يمكن أن ندخل فيها هى معركة سطر شعرى تم أخذه ووضعة فى أغنية، والحقيقة أن السطر بائس والغنوة بائسة، وكليهما لا يستحق أن يكون معركة أدبية».

وأشار إلى أن المعارك قد تتحول فى بعض الأحيان إلى خصومة، لو كان الأمر متعلقًا بالسياسة والأحزاب السياسية، مثلما كان فى معارك ستينيات القرن الماضى، خاصة مع مجالات جذب للمثقفين، بالإضافة إلى مساحات النشر التى كانت متاحة بكثرة.

وأضاف: «كانت المجلات والجرائد زمان بها مساحة كبيرة جدًا لمثل هذه المعارك، وأحيانًا كانوا يشعلون الساحة حتى تحدث معارك مع كبار المثقفين، ويجدون مادة للنشر، كما أن هذه المعارك اختفت من الغرب أيضًا، ولا توجد لها مساحة».

ورأى أن «لو كاتب رد على مقالة بها جدل، يبقى كتر خيره، إنما فكرة السجالات الطويلة اختفت، لأن الحياة وإيقاعها لا يحتملان هذه السجالات، فوقتها كانت طبيعة مرحلة، والعالم كله تغير، ولا يوجد التعصب القوى للآراء، وأصبحت هناك مرونة، والأفكار المتعددة باتت قابلة للتغيير».

واختتم «المثقف الآن يمكن أن يراجع آراءه التى قالها فى مرحلة من المراحل، ومع التطور العلمى، لا يوجد شخص يملك الحقيقة المطلقة التى تحتاج أو تستحق الدفاع المستميت عنها، فالتغيرات جعلت الزمن غير مناسب للمعارك الأدبية».