رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.. لماذا رسب 25% من الطلاب؟

أرشيفية
أرشيفية

بالرغم من أن نسبة النجاح في نتيجة الثانوية العامة للعام الحالي 75.04%، وهي نسبة تبدو متوسطة إذا ما قورنت بالسنوات السابقة، ولكن في نفس الوقت فإن نسبة الرسوب لهذا العام كانت مرتفعة بعض الشيء إذ وصلت إلى 25%.

وترجمة تلك النسبة هي أن ربع طلاب الثانوية العامة لهذا العام رسبوا في الامتحانات، فقد حضر الامتحانات 609091 طالبا وطالبة، نجح منهم 457062 طالبا وطالبة ورسب 152029 طالبا وطالبة.

تتبع أعداد الراسبين

التتبع البسيط وراء نسب الرسوب نجد أن الأرقام قريبة من بعضها، ففي العام 2021 حضر الامتحانات 58296 طالب وطالبة، نجح منهم 428700 طالبا وطالبة، ورسب 153396 طالبا وطالبة، وكانت نسبة الرسوب 26%.

أما عام 2020 فقد حضر الامتحانات 601280 طالبا وطالبة، نجح منهم 490322 طالبا وطالبة، وبذلك يكون عدد الراسبين 110958 طالبا وطالبة، وفي العام 2019 حضر 577671 طالبا وكطالبة، نجح منهم 453829 طالبا وطالبة بينما عدد الراسبين بلغ 123842 طالبا وطالبة.

انفوجراف الدستور

بينما العام 2018 حضر امتحانات الثانوية العامة 556284 طالب وطالبة نجح منهم 413079 طالب وطالبة ورسب 143205 طالب وطالبة، وبذلك يكون العام 2021 هو الأعلى في أعداد الراسبين يليه العام 2022.

لماذا رسب ربع الطلاب؟

عبدالحفيظ طايل، خبير التعليم، يقول إن النظام الجديد للتعليم لايزال غير مفهوم ولم يستوعبه الجميع بشكل جيد، موضحًا أنه يقوم على التكنولوجيا أكثر من التلقي والتفاعل بين المدرسين والطلاب داخل المدرسة بالشكل القديم.

ويوضح أن الاعتماد الكامل على التابلت في المدارس بالنظام الجديد أربك الطلاب، وجعل هناك صعوبة في فهم المواد وليس حفظها، مبينًا أن هناك ضرورة في البداية على تدريب المعلمين والطلاب على النظام الجديد.

طايل يشير إلى أن هناك منصات تعليمية إلكترونية باتت تعتمد عليها الوزارة في شرح المواد للطلاب، مبينًا أن تلك المنصات ينقصها التفاعل المطلوب بين الطرفين لذلك يرتبك الطلاب وقت الامتحان لأن التفاعل فيه مختلفًا عن المنصات الإلكترونية.

ويشدد على أن الاكتفاء بالدروس الخصوصية أو ما يتم بثه على المنصات الإلكترونية لن يكون مجدي للطلاب بشكل كبير، فلابد من عودة التزام الطلاب داخل المدرسة ولا تكون التكنولوجيا أو الدروس الخصوصية بديلًا لها.

ويختتم: "المدرسة لا تعد طالبا فقط للدراسة ولكن إنسان كامل للحياة وجوانبها المختلفة، والاعتماد على الشق الإلكتروني دون تدريب أربك الطلاب وجعلهم غير واعين لما يحدث داخل الامتحان وطريقة الإجابات عليها".

مدرس: منذ الكورونا والطلاب يعانون من ارتباك في الامتحانات

بينما يرى إحسان محمود، مدرس لغة عربية في إحدى المدارس الحكومية، أن نسبة الرسوب تلك جاءت نتيجة أن النظام التعليمي الحالي يعتمد على الفهم أكثر من الحفظ وهو أمر جديد على الطلاب لم يستوعبه الكثيرون إلى الآن.

وبين أن الطلاب اعتادوا على الحفظ النموذجي للإجابات ووضعها كما هي لكن التطوير الذي حدث في المناهج لم يتبعه فرصة للتدريب، مبينًا أن منذ وقت انتشار فيروس كورونا والطلاب في حالة من الربكة بسبب النظام التعليمي الجديد وكذلك طريقة الإجابة.

بينما يرى أن المنصات الإلكترونية التي دشنتها وزارة التربية والتعليم مفيدة في كونها موازية للدروس الخصوصية وتسحب الطلاب من مساحة الحفظ إلى الفهم الجيد وهو ما يحتاجه نظام التعليم والامتحانات الحالي.

ولي أمر: صعوبة المناهج هي السبب في رسوب الطلاب

بينما تلقي حمدية إبراهيم، إحدى أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، اللوم على صعوبة المناهج والأسئلة بما لا يتناسب مع الطلاب وعقليتهم في الوقت الحالي: "فيه تطوير حصل في المناهج ونظام التعليم لكن مفيش تطوير لمهارات الطلاب مقابله".

توضح أنها لجأت إلى الدروس الخصوصية هذا العام بسبب عدم فهم ابنها لما يحدث داخل الفصل نتيجة التكدس، مبينة: "الدروس الخصوصية ماشية على نفس النظام القديم المعتمد على الحفظ لكن الامتحانات بتيجي للي فاهم ودا مش موجود في الفصول".

وترى أن الحل في تخفيف المواد الدراسية لاسيما أنها لديها ابن كان في الصف الرابع الابتدائي وعانا طوال العام الدراسي من صعوبة المناهج: "المناهج من أول رابعة ابتدائي لحد نهاية الثانوية العامة صعبة ومش متناسبة مع مهارات الطلاب".