رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى محبة القصة القصيرة المبدعون العرب يلتقون

يعقد اليوم السبت، السادس من أغسطس ٢٠٢٢، ملتقى القصة القصيرة الأول بمبادرة من موقع صدى ذاكرة القصة القصيرة المصرية، وبالتعاون مع منتدى سيا الثقافى. 

وسيتم خلال الملتقى تكريم الكاتب الكبير أحمد الخميسى الذى كرّس إبداعه لكتابة القصة القصيرة ولم يخضع لغواية كتابة الرواية.. بدأ نبوغ الخميسى القصصى مبكرًا فنشر أول قصة له فى مجلة «صباح الخير» بعنوان «رجل صغير»، ولم يكن يتجاوز الرابعة عشرة، ثم فى مجلة «القصة» التى كان يشرف عليها ثروت أباظة فى أبريل ١٩٦٥، ثم مجلة «الكاتب» ٦٧ وفيها قدم يوسف إدريس إلى القرّاء قصته «استرجاع الأحلام».

وواصل إبداعه القصصى فقدم مجموعات: «الأحلام، الطيور، الكرنفال»، «قطعة ليل»، ومجموعة «كنارى» التى حصدت جائزة ساويرس كأفضل مجموعة قصصية بين كبار الأدباء ٢٠١١، ومجموعة «أنا وأنت» التى حصدت الجائزة نفسها فى ٢٠١٧. 

وسيقوم الملتقى بإلقاء الضوء والاحتفاء بالقصة القصيرة المغربية واستعراض أهم أعلامها ونصوصها، وحرصًا على فتح الباب للمبدعين فى الأقاليم يتم الاحتفاء بنادى القصة فى أسيوط كنموذج للعمل الإبداعى الدءوب بعيدًا عن مركزية العاصمة. 

كما سيتضمن الملتقى، الذى تدور جلساته على مدار يوم واحد، مشاركات عربية من سوريا والسودان. 

تعود فكرة إقامة الملتقى إلى مبادرة الكاتب والناقد الأستاذ سيد الوكيل، مؤسس موقع صدى ذاكرة القصة القصيرة المصرية، كجزء من مشروعه الثقافى الأهلى الطموح للتأريخ لذاكرة القصة القصيرة المصرية ومتابعة تطورها ورصد حراكها وفعالياتها. 

فيهتم الموقع الإلكترونى بنشر السرد القصصى والنقد الأدبى، ويواكب الإنتاجات القصصية عبر مختلف الأجيال والحساسيات، كما ينشر ملفات وافية وحصرية عن المبدعين المصريين الرواد ونصوصهم النادرة، ويحرص الموقع على جمع وحفظ منجز كتّاب القصة المصرية، ولا سيما الرواد، والراحلين والذين صدرت أعمالهم فى طبعات ورقية اختفى الكثير منها، وهى عرضة للانقراض مع الزمن. ويهدف الموقع إلى حفظ روائع الفن القصصى المصرى من النسيان، ليكون بين أيدى الأجيال الجديدة.

وينظم الموقع ندوة كل يوم خميس عبر تطبيق الزووم لمناقشة أحدث الأعمال القصصية للمبدعين الفاعلين حاليًا، حيث يتبادل المشاركون الخبرات والرؤى الخاصة بالنص الذى تتم مناقشته.

بدأ الموقع، وما زال، بجهد فردى من الأستاذ سيد الوكيل، وبمعاونة القاصة ميرفت ياسين عام ٢٠١٨، واستطاع الموقع خلال سنوات قليلة أن يحظى بدعم عدد من النقاد المتميزين، على رأسهم الدكتور مصطفى الضبع، الذى أثبت قدرة التكنولوجيا الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعى على إلغاء حاجز المسافات، فيشارك فى فعاليات الموقع من خلال تطبيق الزووم.

وقد أصبح الموقع منبرًا لعدد كبير من كُتّاب القصة القصيرة العرب من المغرب، الجزائر، الأردن، سوريا، السودان، السعودية، اليمن.

فيشارك الكُتّاب فى الموقع بنشر قصصهم القصيرة وتراجمهم للقصص العالمية، وإعداد ملفات خاصة مثل: أدب الحرب، قصص طلعت رضوان، قصص قصيرة عن الأمومة.

وهى كلها جهود تطوعية محبةً وشغفًا بسحر القصة القصيرة.

وعلى الرغم من عدم وجود مقر للموقع، إلا أنه يلعب دورًا مهمًا بحيوية وروح خلاقة فى دعم القصة القصيرة مصريًا وعربيًا، ونتمنى أن تنتبه وزارة الثقافة لدعم مثل هذه التجارب الثقافية الفردية، وأن يتم تسليط الضوء إعلاميًا على هذه التجارب الملهمة، فهذه الملتقيات هى المحرك للحياة الفكرية المصرية، وهى وحدها القادرة على تشكيل وعى المواطن المصرى وتشكيل ذائقته والخروج به من دائرة الغثاء التى تملأ مواقع التواصل الاجتماعى، ليتعرف على آفاق أرحب للإبداع المصرى ويشارك بدوره كقارئ ومتابع فى تحقيق النهضة الفكرية التى ننشدها لمجتمعنا، ودون ذلك سيظل الزمن السرمدى يتقدم للأمام ونحن نتراجع للخلف. 

فالدعوة عامة لكل من الكُتّاب والقراء للمشاركة فى هذه الفعالية وغيرها من الفعاليات التى تمثل القاطرة الدافعة بنا بعيدًا عن الظلام.