رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اعتذار بابا الفاتيكان لهم.. قصة الإبادة الجماعية لسكان كندا الأصليين

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

قدّم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اعتذارا للسكان الأصليين في كندا، مُعتبرًا أن الانتهاكات التي وقعت ضد السكان الأصليين على يد الكنيسة منذ عقود إبادة جماعية.

البابا: مأساة سكان كندا الأصليين إبادة جماعية

أكد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمس السبت، عقب انتهاء جولته لكندا التي استمرت ستة أيام، أن «إبادة جماعية» حدثت في المدارس الداخلية للسكان الأصليين في كندا.

وقال البابا، خلال مؤتمر صحفي في الطائرة عقب انتهاء الزيارة: «لم أتلفظ بهذه الكلمة خلال الزيارة لأنها لم ترد على ذهني، لكني وصفتها بالإبادة الجماعية، قدمت اعتذاراتي وطلبت الصفح عن هذه العملية التي هي إبادة جماعية». 

الكنيسة والمدارس الداخلية 

يذكر أنه في العام الماضي سبق وأعلنت  مجموعة الأمة الأولى «تيكاملوبس شوسواب»، إحدى أكبر المجموعات العرقية المتبقية من السكان الأصليين في كندا، عن اكتشاف 215 قبرًا دون شواهد بالقرب من مدرسة «كاملوبس إنديان ريزيدنشيال»، وهي مدرسة داخلية في مقاطعة بريتيش كولومبيا، وسبق وأعلن قادة السكان الأصليين عن وفاة أكثر من 6 آلاف طفل في المدارس الداخلية لأسباب مثل المرض أو الحوادث أو الانتحار.

وكانت المدارس الداخلية الحكومية تشرف عليها الكنيسة، جزءاً من سياسة لمحاولة استيعاب أطفال السكان الأصليين وتدمير ثقافات ولغات السكان الأصليين، وفي 1920 أصبحت المدارس الداخلية إلزامية للأطفال من سن السابعة إلى الخامسة عشرة، كما تم انتزاع حوالي 150 ألف طفل من أسرهم.

وسبق واعترفت الحكومة الكندية في عام 2019 بحدوث انتهاكات لطلاب تلك المدارس في عام 1998، حيث تم الكشف عن أسماء 2800 طفل توفوا في تلك المدارس الداخلية.
 

تقرير دولي يكشف ممارسات وحشية في المدارس الداخلية 

كشف موقع «ذا كونفرسيشن»، أن الدولة الكندية ارتكتب ابادة جماعية ضد السكان الأصليين منذ عقود، وتحديدا بين نهاية القرن الخامس عشر وتسعينيات القرن الماضي، حيث قامت الكنيسة وقتها بممارسات أنهت حياة أكثر من ستة ألاف طفل.

واعتبر التقرير الصادر في عام 2019، أن هذه الإبادة الجماعية هي السبب الأساسي لعمليات القتل والاختفاء المعاصرة لنساء وفتيات السكان الأصليين.

وخلص التقرير النهائي للتحقيق الوطني في النساء والفتيات من السكان الأصليين المفقودات والقتلى، إلا أنه تم العثور على رفات 215 طفلاً في أرض مدرسة سكنية سابقة في كاملوبس، وخلص التقرير إلى أن المدرسة كانت من  المقابر الجماعية الشائعة التي حدثت فيها الإبادة الجماعية للسكان الأصليين في كندا.
ووفقا للموقع الدولي، قالت الأكاديمية جوانا آر. كوين : «كان نظام المدارس الداخلية الخاصة بالاطفال  أيضًا أحد أنظمة العنف والأذى العديدة حيث كانت تقع المدارس الداخلية في قمة جبل من  الجليد على سبيل المثال، ونوهت الاكاديمية البارزة إلى أن ما وقع كندا هو إبادة جماعية استعمارية وهي عملية بطيئة الحركة».

 

ممارسات قمعية بحق السكان الأصليين لمحو أثرهم

تشمل السلوكيات الأخرى التي أوردها التقرير بحق سكان كندا الأصليين أنه تم الحاق الأذى النفسي أو البدني، مثل الاعتداء الجنسي وسوء معاملة الأطفال في المدارس الداخلية التابعة للكنيسة؛ كما تم فرض ظروف معيشية مصممة لإحداث دمار مادي، مثل التجويع وتعمد نقص الغذاء أو الماء أو الرعاية الطبية الكافية بجانب فرض تدابير تهدف إلى منع الإنجاب، وأكد التقرير أن  دوام التلاميذ في المدارس كان إجباريا، وكما تم  انتزاع الأطفال من أسرهم، كما منعوا من التحدث بلغتهم الأصلية.