رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا أسوان.. «حياة كريمة» تُحوَّل «المنشية الجديدة» إلى مدينة متكاملة الخدمات

جريدة الدستور

 

تبدو المشروعات القومية الكبرى مجرد كلمات رنانة لا تشغل بال رجل الشارع العادى، لحين أن يشاهد ويشعر بتأثيرها على حياته اليومية، فيوقن بأهميتها وأن قرارات القيادة السياسية لم تكن وليدة الاختيار العشوائى ولكنها وليدة الضرورة والحتمية.

وعلى رأس المشروعات القومية الجارى تنفيذها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى تستهدف تطوير قرى الريف، وتوفير الخدمات وتحسين مستوى المعيشة لكل المواطنين.

ومن نماذج تأثير «حياة كريمة» على أهالى القرى، وتسهيل الحياة اليومية، وتوفير الخدمات وحل المشكلات الرئيسية، ما شهدته قرية «المنشية الجديدة» وتوابعها الـ٢١، فى مركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، التى تبدل حالها من قرية منسية بلا خدمات أو مرافق، إلى مدينة مصغرة متكاملة الخدمات والمرافق.

محمود حسين:  تجديد 600 منزل ضمن «سكن كريم».. وبناء 11 مدرسة

قال محمود حسين، رئيس المجلس القروى لقرية «المنشية الجديدة»، إن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» استهلت عملها فى القرية بجولات ميدانية لحصر وتحديد أولويات الأهالى، مشيرًا إلى أن تعداد سكان القرية يصل إلى ٤٠ ألف نسمة، وتضم ٢١ تابعًا.

وأضاف أن الفرق التابعة للمبادرة استفسرت من الأهالى عن احتياجاتهم ومشكلاتهم والخدمات التى تنقصهم، وجرى حصرها فى ضعف التغطية بمياه الشرب النقية، وعدم وجود شبكة للصرف الصحى، وتهالك مراكز الشباب والوحدة الصحية والطرق والكبارى، وعدم وجود مدرسة للتعليم الثانوى العام.

وكشف عن أن مبادرة «حياة كريمة» أنشأت وطورت ١١ مدرسة، من بينها مدرسة للتعليم الثانوى العام لأول مرة، وهى خدمة جليلة قدمتها المبادرة للأهالى، لأنه فى السابق كان الطلاب يلتحقون بمدارس الثانوى فى مدينة كوم أمبو أو نصر النوبة، التى تبعد عن القرية نحو ٢٠ كم، ما يعنى أن الطلاب يتكبدون مشقة الذهاب والإياب للمدارس يوميًا، وهو أمر يزيد من الأعباء المالية على الأسر، ولا يخلو من مخاطر كثيرة، مضيفًا: «نسبة إنجاز مشروعات المبادرة الرئاسية، خاصة فى قطاع التعليم، تصل إلى ١٠٠٪، وجرى الانتهاء منها فى وقت قياسى».

ووصلت نسبة إنجاز مشروعات قطاع الصحة إلى ٩٨٪، وفى السابق كانت القرية تفتقر الخدمات الصحية، وكان المرضى يضطرون إلى البحث عن العلاج والتحاليل فى المستشفى الحكومى بمدينة كوم أمبو، أو العيادات الخاصة المنتشرة هناك أيضًا. لكن تم تطوير الوحدة الصحية وتوفير فريق طبى على أعلى مستوى، وتوفير العلاج المجانى للأهالى، بما يعفيهم من مشقة البحث عن العلاج فى المدينة والعيادات الخاصة التى لا تتناسب مع مستويات الدخل المتواضعة لأهالى القرية وتوابعها، وفق «حسين».

وأشار إلى تكفل «حياة كريمة» بإنشاء ٣ كبارى للربط بين مركزى كوم أمبو ونصر النوبة لاختصار المسافة بينهما، وتسهيل تنقل الأهالى بينهما، إلى جانب الانتهاء من ٩٥٪ من الأعمال والوصلات الداخلية لمشروعات المياه والصرف الصحى، ما أسهم فى تحسين الحياة داخل القرية وحماية أرواح المواطنين، لأن الاعتماد على الطرق البدائية للتخلص من مياه الاستخدامات المنزلية كان يعرض المنازل للخطر، بسبب تآكل الأساسات نتيجة تسريب المياه من الطرنشات أو البيارات العشوائية التى يحفرها الأهالى أسفل المنازل، ثم يستعينون بسيارات الكسح، لتفريغها على فترات.

وأشار رئيس المجلس القروى لقرية المنشية الجديدة إلى الانتهاء من إنشاء مجمعين للخمات الحكومية والزراعية، ليتمكن الأهالى من استخراج الأوراق الرسمية سواء شهادات ميلاد أو وفاة أو بطاقات الرقم القومى وغيرها، إضافة إلى الحصول على الأسمدة والخدمات الزراعية التى يحتاجونها دون الاضطرار إلى اللجوء إلى كوم أمبو بحثًا عنها.

ونوه إلى حصر «حياة كريمة» المنازل المتهالكة، وعددها ٦٠٠ منزل، لهدمها وإعادة بنائها ضمن مبادرة «سكن كريم»، إضافة إلى استبدال أعمدة الإنارة ومحولات الكهرباء المتهالكة بأخرى جديدة.

واختتم بأن «المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أسهمت فى تحويل المنشية الجديدة وتوابعها من قرية تفتقد العديد من الخدمات، أو معدومة الخدمات، إلى ما يمكن وصفه بمدينة صغيرة مطورة يتوافر فيها جميع الخدمات التى يحتاجها المواطن».

ربيع محمد:  إنشاء وحدة صحية فى القرية

أوضح ربيع حسام محمد، رئيس تمريض الوحدة الصحية فى قرية «المنشية الجديدة»، أن مبنى الوحدة القديم جرى إنشاؤه عام ١٩٥٧، وكان متهالكًا ويمثل مصدرًا للخطر على حياة مرتاديه من الأهالى الباحثين عن العلاج، إضافة إلى تقادم الأجهزة والمعدات، وعدم توافر الأدوية أو الفرق الطبية والتخصصات المتنوعة التى تستطيع توفير خدمات صحية متكاملة للأهالى.

وأضاف أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أعادت تطوير المبنى وحولته إلى مركز خدمات صحية متكامل، ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، يخدم الأهالى ويعفيهم من تكبد مشقة الانتقال إلى مستشفيات وعيادات كوم أمبو. 

وكشف عن أن الوحدة الصحية باتت تضم تخصصات متنوعة مثل النساء والتوليد، وعيادات الأسنان والباطنة والأطفال، وغيرها من الأقسام التى كانت غائبة فى السابق.

ونوه إلى أنه بسبب وجود مساحات زراعية كبيرة تحيط بالقرية، كان الأهالى يتعرضون للدغات ولسعات الثعابين والعقارب، وإذا قصدوا باب الوحدة الصحية للبحث عن الأمصال المضادة لا يجدونها، ما يضطرهم للتوجه إلى مدينة كوم أمبو للعلاج. وبسبب بعد القرية عن المركز فإن حالات كثيرة كانت تتعرض لمضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة فى بعض الأحيان، ولكن الوضع تبدل بعد تدخلات «حياة كريمة»، وتوفير هذه الأمصال بشكل دائم.

سعيد على: المدرسة الثانوى أنهت مشقة أبنائنا 

قال سعيد حسن محمد على، من أهالى قرية المنشية الجديدة، إن «حياة كريمة» أسهمت فى تطوير وتحديث المبنى القديم والمتهالك الخاص بالمدرسة الابتدائية الموجود بالقرية، وهيأت أجواءً مناسبة للأطفال ليتسنى لهم الاستمتاع باليوم الدراسى.

واعتبر أن أهم مشروع أنجزته المبادرة الرئاسية هو إنشاء مدرسة للتعليم الثانوى، لتعفى أبناءنا من مشقة الانتقال من وإلى مدارس المدن الرئيسية مثل نصر النوبة وكوم أمبو، وما يتبع ذلك من أعباء مادية ومخاطر وأجواء من القلق والخوف يعيشها الأهالى كل يوم خشية أن يصاب أبناؤهم بسوء.

محمد محمود:  تطوير مركز الشباب لإتاحة متنفس للأهالى 

شدد محمد سيد محمود، من أهالى قرية «المنشية الجديدة»، على أن القرية كانت مهمشة ومنسية فى عهود سابقة، لكن الحال تبدل تحت حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأضاف: «كنا نفتقر الخدمات الأساسية ولا نجدها إلا فى عواصم المحافظات والمدن الكبرى، لكن مع السيسى أصبحت كل قرية بمثابة مدينة مصغرة بها جميع الخدمات والمرافق العامة».

وأشار إلى أن «حياة كريمة» أعادت تطوير وتوسيع مركز الشباب لتوفير متنفس للأهالى والأطفال، بوجود مكان مناسب لممارسة الرياضة أو القراءة والاطلاع، بدلًا من الجلوس على المقاهى وإضاعة الوقت فى أشياء لا طائل من ورائها.

كما نبه إلى توفير المبادرة الرئاسية جميع الخدمات التى يحتاجها الأهالى داخل القرى، وكان فى السابق يسمع عنها المواطن ولكن لا يستفيد منها، لكن حاليًا يجدها ويستفيد منها فعليًا، فبإمكان الجميع أن يشاهدوا بأعينهم فى كل شارع من شوارع القرية العمال يتابعون عملهم لإنجاز مشروعات متنوعة تخدم جميع الأهالى، سواء على مستوى الصرف الصحى أو الكهرباء أو الطرق أو إعادة بناء المنازل المتهالكة.

وقدم عدد كبير من أهالى قرية «المنشية الجديدة» الشكر للرئيس السيسى على توفير جميع سبل الراحة والخدمات التى يحتاجونها سواء فى القطاع الطبى أو التعليمى أو الخدمات والمرافق العامة.