رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زكي مبارك عن «إبراهيم المازني»: من أكابر الشعراء وجنى عليه قلمه

إبراهيم المازني
إبراهيم المازني

عرف الأديب والشاعر زكي مبارك بـ"الرجل المشاكس"، لأنه خاض الكثير من المعارك الأدبية والثقافية بين أبناء جيله ومن بين هذه المعارك معركته ونقده للشاعر إبراهيم المازني، حيث كان رأي مبارك في الكاتب إبراهيم للمازني أنه “معني بالسخرية من نفسه، وقد عرف المازني معرفة أدبية لا شخصية في أعوام الحرب الماضية، وكان قد أخرج كتابا في نقد (حافظ إبراهيم) وكان نقد حافظ في تلك الأيام من شواهد التفوق”، حسب مقال نشره في مجلة الرسالة يوم 10 نوفمبر 1941.

وتابع زكى بحسب ما جاء في كتاب “المعارك الأدبية” للكاتب أنور الجندي: “عرفت أن المازني بروحين وأرواح، وعرفت أن الذي كان يراسل (الأفكار) وهو في (الأخبار) هو نفسه الذي يراسل ”الأهرام) وهو في (البلاغ)، ثم تعقبته فعرفت أن بينه وبين أنطوان الجميل صلات وأنه ينشر من الأهرام أشياء بدون إمضاء لمكانه في البلاغ".

وأوضح أن “الكاتب هو الذي أضاع (المدرس) في المازني، فما كاد يرى بوارق النضال السياسي حتى اندفع إليه بقسوة وعنف ومضى ينشر مقالات سياسية في تأييد الخطة الوفدية، وجاء الخلاف بين أمين الرافعي وسعد زغلول فاندفع المازني في الهجوم على الوفد وكانت مقالاته غاية في القوة البيانية، ولكن هذا الكاتب الذي يعادي الوفد علانية في جريدة الأخبار هو نفسه الكاتب الذي يزور الأفكار كل صباح ويقدم إليها في تأييد الوفد أشياء ثم يثب فجأة فينتقل إلى حزب الاتحاد ويزامل الدكتور طه حسين في تحرير جريدة الاتحاد ثم ننظر فنراه مع الأحرار الدستوريين في صحبة الدكتور هيكل، ونلتفت فنراه انتقل إلى البلاغ”.

وتابع مبارك: “كان المازني من أكابر الشعراء ولكنه انشغل بالكتابة في جميع الأوقات ولجميع الأحزاب ولم يجد الفرصة للغناء ومتى يخلو إلى نفسه من يعاني ضجيج المجتمع السياسي في الصباح والمساء، وبدأ المازني حياته النثرية بالطريقة الجاحظية وهي تقوم أساسا على الازدواج وقد وفى المازني لهذه الطريقة أصدق الوفاء في أمد يزيد على عشر سنين، ثم جنى المازني على نفسه بالكتابة اليومية، ثم ابتدع المازني طريقة جديدة هي كتابة أكثر مقالاته وقت إنشائها بالكتاب".

ثم قال زكي مبارك: “إن المازني رجل جنى عليه قلمه وجنى عليه إحساسه فلم يعرف قيمة الصبر على الانحياز إلى إحدى الجهات، في زمن لا يعيش فيه المفكرون إلا بأسندة من العصبيات السياسية والاجتماعية”، بحسب ما جاء في مجلة البلاغ 5 يوليو 1935، ورصده الكاتب أنور الجندي إلا أنه لم يذكر رد المازني عليه.