رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار تحدد مستقبل الصراع الأمريكى- الصينى فى 120 دقيقة

.. عندما يتحاور «جو بايدن»، و«شي جي نبينغ» قد يقف العالم مذهولًا، فما تتضمنه المكالمات الهاتفية، عشرات الملفات، ليس أولها الأزمة التايوانية! 
.. والغريب، أن الرئيس الصيني، كما أعلن عبر العالم، حذر بايدن خلال الحوار «من اللعب بالنار» بشأن تايوان.. هنا توقفت تحليلات شبكة «يورونيوز»، ووكالة «أ ف ب»، وcnn، والوكالة الصينية عند جدوى وأهمية، تلك «المواعدة» بين القطبية المؤثرة عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، بالذات أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أثناء الاجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جي نبينغ، يحاول تصريف رؤية جيوسياسية أمنية حول إطار العلاقات ومسارات ما سمي بالحوار الصريح والمعمق(...)، وهنا تتباين الآراء والتوقعات.

120 دقيقة.. معطيات تعيد الصراع
بين الآراء والتوقعات التي خططت لها الإدارة الأمركية، فإن120 دقيقة، تعد في علم التفاوض، معطيات للملفات سرية ونقاش فيه حذر، يلف العالم. 
.. وفي كل دقيقة، توتر وحذر وخوف، ومراقبة من مؤسسات وإدارات كلا البلدين. 
.. وأن يقال إن، في لحظة ما حذر خلالها الرئيس الصيني نظيره الأمريكي من «اللعب بالنار» بشأن تايوان، فهذا يعني أن الرئيس بايدن، عليه أن يضع بيضة القضبان في موقعها، ذلك أنه يقود الموقف الأمريكي الرسمي «عسكريًا وسياسيًا ودوليًا»، وفق قول بايدن: «لم يتغير» بشأن الجزيرة، التي تجذب انتباه العالم، مع خصوصية أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وشدة تداعياتها التي تنذر بالصراع بين الشرق والغرب. 

الحريق الآتي

يقال، إن الحوار الأخير، وضع خارطة طريق أحادية الجانب، يتمترس كل من شي وبايدن، في حيز من القوة والتحدي، فإذا أخذنا جدية ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة، من أن شى قال لبايدن حرفيًا: «من يلعبون بالنار سيحرقون أنفسهم»، فيما تهدد بكين منذ أيام عدة بـ«عواقب» في حال مضت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في مشروعها لزيارة تايوان، الأمر الذي أثار الإدارة الأمريكية تدخل في أوراق اللعبة الأمريكية التي تقود من خلالها الحوار مع الصين؛ ذلك ما يفسر تشدد الرئيس الأمريكي على أن سياسة الولايات المتحدة حيال تايوان «لم تتغير» بحسب ما أعلن البيت الأبيض، في بيان رسمي عقب المكالمة الهاتفية، التي لم تخل من مجاملات، مع ضغط سياسي أمني: تعارض الولايات المتحدة، بقوة الجهود الأحادية لتغيير الوضع القائم أو تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان.

الحريق الآتي، له مؤشر جيوسياسي، فالقراءات الصينية تعتبر أن تايوان البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة جزءًا من أراضيها ولا تستبعد أن تعيدها إلى سيادتها ولو بالقوة، فيما تتمتع الجزيرة بحكم ديمقراطي. وانفصلت تايوان عن الصين عام 1949 بعد حرب أهلية، انتهت بتجاذبات اشترك في مفاوضاتها كل قوى العالم والأمم المتحدة.

خامس القمم والحوارات الافتراضية
منذ أصبح بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، تعد المكالمة الأخيرة، خامس قمة افتراضية بين الرئيسين، الصيني والأمريكي، أي أنه منذ قبل سنة ونصف السنة، وإلى اليوم، تختلف المؤشرات والأسرار، فحتمًا كان ملف العلاقات الصينية الروسية، والعقوبات وانقطاع سلاسل الإمداد والغذاء، وحقوق الإنسان، والعلاقات الاقتصادية والتجارة، محاور تثير قلق كل توقع قد ينتج عن قمة بايدن- شى، وكلاهما يعيش ترقب النتائج لسياسة كل بلد الداخلية، بايدن يترقب انتخابات الكونحرس والتجديد النصفي، فيما شي، يترقب تجديد الحزب الشيوعي الصيني له كرئيس للفترة المقبلة.

طريق موسكو لا تمر عبر تايوان
في ظلال أي تغيير عسكري في أوكرانيا أو روسيا، فإن حصول أي تحركات عسكرية صينية في تايوان، غير ممكن، فالغزو أو أي تحرك عسكري، صيني أو أمريكي، يعيد بحر الصين إلى دائرة الصراع الدموي، الذي كان، في كل التحليلات مستبعدًا في السابق، لكن مراقبون، من البنتاغون، وحلف الأطلسي، لا يستقر عملهم الأمني، دون إشارات إلى أن الصين قد تفعلها، ما يعد اختبارًا لقول بايدن، في مايو أن الولايات المتحدة، ستفعل ذلك قبل أن يؤكد البيت الأبيض ألا تغيير في سياسة عدم التدخل «الاستراتيجية» لواشنطن. 
الولايات المتحدة ليس لديها علاقات رسمية مع تايوان ولكن لديها علاقات تجارية واسعة وعلاقات سياسية غير رسمية.

هل تحدث قمة شخصية رئاسية بين بايدن وشى؟
التوقع قائم، لكن الساعة والتوقيت، لا استقرار، وندرك الأبعاد الحرجة من قول الناطق باسم الرئاسة جون كيربي إن بايدن «يريد أن يتأكد من أن خطوط الاتصال مفتوحة مع الرئيس شي بشأن جميع القضايا سواء كانت قضايا نتفق عليها أو نواجه صعوبة كبيرة حولها، وأنه لا يزال بإمكانهما التواصل هاتفيًا بهدوء».

حتمًا.. الخلافات بين البلدين لا تزال كثيرة، وربما تحمل طاولة المفاوضات في واشنطن وبكين، ثقل وتأوهات الصراع الحتمي، ففيه قرقعات يعشق أصواتها بايدن.. وربما تريدها الصين، فلأمر ما جدع قصير أنفه!