رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى محبة محمد صلاح وحسن شحاتة

حسن شحاتة رمز رياضى عظيم، كلاعب ومدرب، وأهم ما يميزه أنه عف اللسان ولم يتورط فى مؤامرات الوسط الرياضى التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه، «المعلم» إلى جوار حمادة إمام وطه بصرى- رحمة الله عليهما- وعدد ليس قليلًا من جيل السبعينيات فى الزمالك يشهد لهم الأهلاوية قبل غيرهم بأنهم أحسن ناس، وأنهم عاشوا بعيدًا عن الصغائر التى يقترفها نجوم كبار تركوا الملاعب والتدريب، وسيطروا على الإعلام الرياضى وأفسدوا المتعة الوحيدة المتبقية لدى عامة الشعب.

استغربت تصريحات الكابتن الكبير التى انتقصت من نجم مصر وعنوان النجاح والموهبة محمد صلاح، ولا أصادر فى الوقت نفسه على أى رأى ضد أى شخص، محمد صلاح ليس فوق النقد بالطبع، ولكن التقليل من إنجازه مع المنتخب الوطنى خطأ كبير، مع فريقه ليفربول يلعب إلى جوار مجموعة من أفضل لاعبى العالم، يلعب تحت قيادة مدرب كبير يؤمن بالتخطيط ولا يجامل لاعبًا على حساب آخر، يلعب فى مناخ صحى، ولكنه مع المنتخب يلعب مع فريق يضم أربعة أو خمسة لاعبين على الأكثر يستحقون الدفاع عن علم بلدهم، يلعب فى مناخ شعبوى لا تعرف من يدير اللعبة فيه، هل هو اتحاد الكرة المرتبك قليل الكفاءة؟، هل هى وزارة الشباب؟، هل السماسرة؟، هل هى استديوهات التحليل التليفزيونى التى تضم اللاعبين المتقاعدين الذين قدموا فى الماضى منجزهم فى الملاعب وتقاضوا مكافآتهم المالية ومحبة الجمهور؟، اللاعبون المتقاعدون الذين تم فرضهم على عشاق اللعبة هم أحد أسباب تراجع اسم مصر فى اللعبة، لأنهم يشكلون الرأى العام، وباستطاعتهم تغيير المدربين، وأحيانًا اللاعبين، محمد صلاح يصبح لاعبًا عاديًا وسط هذا المناخ، مناخ لا يؤمن بالتخطيط ولا بالكفاءة، عصام الحضرى من أعظم حراس المرمى، ولكنه ليس ضروريًا أن يكون مدربًا عظيمًا لحراس المرمى، وستجده ينحاز دون وعى إلى آراء شحاتة بخصوص صلاح، لا لشىء إلا لأنه يريد أن يكون فى الصورة، محمد صلاح خسر هذا العام أكثر من غيره، خسر معنويًا.. عدم تأهل مصر لكأس العالم، وخسارة أمم إفريقيا، تركا أثرًا كبيرًا على روحه، أكثر من خسارة ليفربول الدورى الإنجليزى أو بطولة أوروبا الكبرى، وبدلًا من مواساته والطبطبة عليه يخرج المعلم بتصريحاته النارية التى لم نتعود عليها منه، فى وقت نحتاج فيه أن ننهض من الكبوات المتلاحقة التى دفعنا إليها فى السنوات الأخيرة، ليس مع المنتخب فقط، ولكن مع الأهلى والزمالك والإسماعيلى والفرق الجماهيرية الكبرى، كرة القدم أكبر من لعبة فى مصر والعالم، الآن يحتاج الجمهور فى البيت أن ينتصر فريقه ووطنه فى الملعب، الجمهور الذى أنهكته الهزائم اليومية المعيشية، الجمهور يستحق أن يفرح، هذا الجمهور، الذى يتعالى عليه كهنة استديوهات التحليل وبرامج الفتنة، يعرف منزلة محمد صلاح، ويتباهى به، ليس فقط لأنه لاعب استثنائى، ولكن لأنه محرّض على البهجة والأمل، رحلته فى الحياة تستحق التأمل، محمد صلاح سفير لكل شىء جميل فى مصر، وهو غير مطالب بترميم النفوس الضعيفة، خصوصًا نفوس الذين تركوا الملعب منذ سنوات طويلة، ولكنهم يواصلون اللعب خلف الكواليس، أو على منصات التواصل الاجتماعى، حسن شحاتة صاحب أهم إنجازات المدربين على المستوى القارى، يرى أن كيروش جاء مجاملة لمحمد صلاح، وهو كما نعرف مدرب كبير، ويقال إنه من الممكن عودته لتدريب المنتخب فى الأيام المقبلة، المعلم لا يعرف أن منزلته كبيرة عند الجميع، ولا يجوز أن يقول فى حديثه لصدى البلد: «أنا مش محطوط فى الصورة خالص خلال الفترة الأخيرة ومش عارف إيه السبب.. أنا أخدت ٣ بطولات أمم إفريقيا متتالية، ورحيلى بعدها حاجة غريبة، ثم بعدها يتقال حسن شحاتة راحت أيامه، دى حاجة غريبة لكن أنا مش زعلان»، إنجازه محل تقدير، وهو يعرف أن لكل زمن رجاله، وهو كان يلعب بجيل منسجم ملىء بالمواهب، وجرّب فى أكثر من مكان بعد تركه المنتخب وأخفق، وهذا لا يعنى أننا لا نقدره، نريده فقط أن يشعر بالمسئولية كلاعب كبير وكمدرب صاحب إنجازات، لأننا نحتاج إلى العقلاء المشغولين بنهوض اللعبة من جديد، إلى جوار المنتخب، لم ينجح نادٍ فى حصد بطولة قارية، تصريحات شحاتة غير الموفقة دفعت مدير أعمال صلاح إلى القول إن الرمز الكبير أعاق صفقة انتقال الفرعون إلى الزمالك فى ٢٠١٢، ودفعت الصحافة الإنجليزية إلى الهجوم عليه دفاعًا عن سفير السعادة عند عشاق اللعبة فى العالم كله، فى مواجهة مَنْ؟ اللاعب العظيم وصاحب الإنجازات الكبيرة مع منتخب وطن صلاح؟.