رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون: قمة المنامة تسهم فى تحقيق التكامل الاستراتيجى

زيارة الرئيس عبدالفتاح
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المنامة

أجمع كُتاب ومحللون سياسيون بحرينيون على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المنامة، ودورها فى تعزيز علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين فى جميع المجالات.

وقال المحلل السياسى البحرينى محمد الصياد، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مملكة البحرين، تأتى فى سياق علاقات متقدمة ومتطورة ليس فقط بين قيادات البلدين، وإنما بين الشعبين الشقيقين.

وأضاف «الصياد» أن العلاقات بين مصر والبحرين، تمتد جذورها تاريخيًا إلى سنوات طويلة جدًا، منذ خمسينيات القرن الماضى، حيث أرسل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مدرسين مصريين إلى البلاد، للتدريس فى مدارس المملكة بشكل مجانى، ومن هؤلاء من بقى هناك ولم يعد إلى بلده.

وشدد على أن الشعب البحرينى يُكنّ حبًا جارفًا لمصر ولشعبها باعتبار أن مصر هى قلب الأمة العربية وقلب العروبة النابض، كما أن العلاقات البحرينية المصرية شهدت تطورات كبيرة جدًا على العديد من المسارات.

وأشار «الصياد» إلى أن العلاقات التجارية قد لا تكون فى المستوى الذى نطمح إليه، لكن هناك استثمارات مشتركة مهمة وهناك أيادٍ عاملة مصرية تسهم فى دعم ميزان المدفوعات المصرى، بخلاف السياحة.

ولفت الصياد إلى زيارة ممثلى القطاع الخاص بغرفة التجارة والصناعة البحرينية إلى مصر، لبحث فرص التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين، مضيفًا أن البحرينيين يتطلعون إلى دعم هذه العلاقات وتوفير فرص تعاون كبيرة جدًا بين البلدين تتجاوز الأطر التقليدية للعلاقات الاقتصادية الدولية.

وقال «الصياد» إنه يمكن للبلدين أن يركزا على التعاون فى مجالات الصناعات الجديدة وصناعات الجيل الرابع وكذلك التعاون فى مجال الطاقة المتجددة، حيث قطعت مصر أشواطًا مهمة فى مجال الطاقات المتجددة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأشار «الصياد» إلى أن مصر ستستضيف مؤتمر تغير المناخ «كوب ٢٧» فى مدينة شرم الشيخ أواخر العام الجارى، وهو فرصة كبيرة للدول العربية، معربًا عن أمله فى أن يكون هناك تنسيق بين المسئولين فى الدول العربية، وتنسيق بشأن المؤتمر المقبل «كوب ٢٨» فى الإمارات، الذى سيسمح بجانب مؤتمر شرخ الشيخ بأن تكون للدول العربية بصمتها فى ملف المناخ.

فى السياق ذاته، أكد الكاتب البحرينى محميد المحميد، أن زيارة الرئيس السيسى إلى مملكة البحرين تأتى فى توقيت بالغ الأهمية، خاصة أنها جاءت بعد أيام من زيارة الملك حمد بن عيسى للقاهرة، وعقده لقاء ثلاثيًا، ضم الرئيس السيسى والعاهل الأردنى عبدالله الثانى، وقبل أيام من عقد اللقاء الخليجى العربى مع الرئيس الأمريكى جو بايدن فى الرياض، منتصف الشهر المقبل.

وشدد «المحميد» على أن زيارة السيسى للمنامة، تعبر عن التكامل الاستراتيجى المتواصل، وتعزز العلاقات الأخوية الوطيدة، وتبعث رسائل مهمة بأن أمن البحرين لا ينفصل عن أمن مصر القومى، وأن التشاور المستمر إزاء التحديات والتطورات يعد ركيزة أساسية بين البلدين، ورؤية موحدة حول قضايا المنطقة، وأنه يجب العمل معًا من أجل تطوير منظومة العمل العربى.

وأضاف أن مصر تنظر وتتعامل مع مملكة البحرين على أنها امتداد لها، ونفس الأمر بالنسبة للبحرين، وهو ما يؤكده دائمًا كل قادة وشعب مصر.

وشدد على أن الحديث عن العلاقات البحرينية المصرية، هو حديث عن تاريخ عريق وحاضر وفاعل، وهو حديث عن أمن واستقرار مشترك، وعن تطور وازدهار ثنائى ونموذجى، وعن وشائج قربى وأواصر وثيقة، وأهداف وقواسم متطابقة بفضل القيادة الحكيمة للملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأكمل «المحميد» أن كل مواطن بحرينى محب لمصر العروبة، وعاشق لترابها، ومتيم بفنها ومغرم بشعبها ومنبهر دائمًا بثقافتها وتطورها، حيث تتميز العلاقات بين البلدين الشقيقين بخصوصية تاريخية على جميع المستويات، وتعد نقطة مضيئة فى سماء العلاقات الثنائية على الصعيد العربى.

وأكد أنهم فى المملكة لا يعتبرون الموظف والمقيم والسائح المصرى، فردًا من جالية عربية، وإنما هو عضو فى الأسرة الوطنية، وفرد من أفراد المجتمع البحرينى، وهذا الكلام واقع يشهد به كل مصرى فى البحرين.

وذكر «المحميد» أن مصر من أولى الدول المفضلة لدى البحرينيين كوجهة للسياحة والاستثمار والثقافة والتعليم، ومصر لدى مملكة البحرين هى القوة والسند والأخ، كما هى البحرين لدى مصر طوال التاريخ، حيث وقفت معها وساندتها فى مواجهة كل التحديات والظروف.

وتابع: «كما حفظت البحرين لمصر مواقفها، بادلت مصر البحرين كل العون والمساندة والدعم والتعاون، والتنسيق والتكامل، فى كل المحافل العربية والدولية».