رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إحالة قضية قاتل نيرة.. ما الذي يدور في «الإفتاء» للاطلاع على قضايا الإعدام؟

قاتل نيرة أشرف
قاتل نيرة أشرف

قضت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة، بإحالة أوراق المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، إلى مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.

للرد على  التساؤلات حول كيفية التعامل مع القضية في دار الإفتاء المصرية حتى إصدار الرأي الشرعي وإرساله إلى المحكمة.

توضح «الدستور» فيما يلي ما الذي يتم في  أوراق قضية الإعدام وهي بحسب مصدر بدار الإفتاء المصرية، تمر بأربع مراحل، وهي: «الإحالة، والدراسة والتأصيل الشرعي، والتكييف الشرعي والقانوني، ومراحل التأمين من التسلم إلى التسليم».

مرحلة الإحالة 
وأوضح المصدر، أن  بدار الإفتاء المصرية منوط بها إصدار الفتوى في قضايا الإعدام،التى تحال لها من محاكم الجنايات وجوبا إلى المفتي، بعد المداولة إنزال عقوبة الإعدام بمقترفيها، وذلك قبل النطق بالحكم، تنفيذا للمادة (381/2) من قانون الإجراءات الجنائية.

وأضاف أنه بمقتضاها «توقف تطبيق العقوبات المقررة في الشريعة الإسلامية (في الحدود والتعازير)، كما توقف تطبيق قواعد الإثبات في فقه هذه الشريعة عند النظر في الجرائم بوجه عام، وذلك لما تقرر في الشريعة من درء الحدود بالشبهات، وأن العصر قد اكتنفه شبه كثيرة رأي معها أولياء الأمر إيقاف الحدود والعقوبات البدنية من غير إنكار لها أو إلغاء، بل إيقاف يشبه إيقاف الحد في عام الرمادة من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه».


مرحلة الدراسة والتأصيل الشرعي 
وبيّن المصدر أن المفتي يعمل على فحص القضية المحالة إليه من محكمة الجنايات، ويدرس الأوراق منذ بدايتها،  فإذا وجد فيها دليلا شرعيا ينتهي حتما ودون شك بالمتهم إلى الإعدام وفقا لشريعة الإسلامية أفتى بهذا الذي قامت عليه الأدلة.

وتابع: أما إذا خرج ما تحمله الأوراق عن هذا النطاق ، كان الإعمال للحديث الوارد مرفوعا عن النبي صلي الله علية وسلم  وموقوفا عن عائشة وعمر بن الخطاب وابن مسعود وعلي رضي الله تعالي عنة والذي صار قاعدة فقهية في قضايا الجنايات لدي فقهاء المسلمين: (لأن يخطي الإمام في العفو خير من أن يخطي في العقوبة )".

ونوه بأن «القرآن حرم قتل النفس الإنسانية بغير حق، فوجب التحقيق من واقع الجريمة وتكييفها وقيام الدليل الشرعي على اقتراف المتهم إياها حتى يقتص منه، وبإيجاز تصبح ضوابط الفتوى في قضايا الإعدام هي الالتزام بعرض الواقعة والأدلة حسبما تحملة أوراق الجناية علي الأدلة الشرعية  بمعاييرها  الموضوعية المقررة في الفقه الإسلامي، وتكييف الواقعة ذاتها وتوصيفها إنها قتل عمد إذا تحققت فيها الأوصاف التي انتهي الفقة الإسلامي إلي تقريرها لهذا النوع من الجرائم».

مرحلة التكييف الشرعى والقانونى 
وذكر أن «مفتي الجمهورية لا يعمل بمفرده في إطلاق القرار في قضايا الإعدام، وإنما بقوم بمعاونة المفتي في هذا الأمر هيئة مكونة من ثلاثة من المستشارين من رؤساء محاكم الاستئناف، تكون مهمتهم دراسة ملف القضية، لبيان ما إذا  كان  الجرم الذي اقترفه المتهم يستوجب إنزال عقوبة القصاص حدا أو تعذيرا أو قصاصا أو لا».

وأوضح، أنه نظرا لخطورة ملف قضية الإعدام فإن المستشار يقوم بدراسة ملف القضية دون نسخ أي ورقة من أوراق القضية بأي طريقة من طرق النسخ ويجب أن تراجع القضية ويكتب التقرير الخاص بالقضية داخل مقر دار الإفتاء المصرية ، ولا يخرج أي تقرير أو أي ورقة خاصة بالقضية خارج مقر دار الإفتاء، نظرا لسرية التامة المحاطة بالقضية، ثم بعد ذلك يقوم المستشارون بعرض القضية على فضيلة المفتي إبداء الرأي النهائي من دار الإفتاء فيها.

مرحلة التأمين من التسلم إلى التسليم 
وقال المصدر، إن تلك المرحلة النهائية تسير عبر إجراءات أمنية مشددة، من وقت تسلم القضية في دار الإفتاء حتى تسليمها إلى المحكمة.