رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس المركز الأورومتوسطي: الإسلام يسعى لخلق نموذج إنساني تتجسد فيه كل مقومات الصلاح

د. منير القادري بودشيش
د. منير القادري بودشيش

قال الدكتور منير القادري بودشيش رئيس مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف، المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، إن الشرع الكريم حث على نفع الناس وقضاء حوائجهم والسعي الى تفريج كرباتهم وبدل الشفاعة الحسنة لهم تحقيقا لدوام المودة وبقاء الألفة  وزيادة في روابط  الأخوة، جاء ذلك خلال ليلة الوصال رقم ١١٠التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية.

 ولفت "القادري" إلى أن الإسلام عندما يغرس في الإنسان حب الخير والصلاح وأعمال البر إنما يقصد خلق نموذج إنساني تتجسد فيه كل مقومات الصلاح والنبل والجمال، وأردف شارحا أنه متى صار هذا الإنسان صالحا فإنه سيكون فيض من العطاء والخير ليس لنفسه ولأهله فحسب وإنما للعالم أجمع، وبالمقابل حذر من أن أكثر الناس خسرانا وتعاسة من يظن أن بإمكانه أن يجد في قلبه راحة وفي حياته سعادة وهو لا يملك قلبا سليما من الأضغان والأحقاد، مذكرا بقوله عز وجل :  ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97] . 
 
وأورد في ذات السياق مقولة الفيلسوف أرسطو: "إننا نولد بشرا ونصير إنسانا عن طريق اكتساب مجموعة من الأخلاق والمبادئ والقيم التي تندرج في إطار الإنسانية والالتزام بها وبأخلاقها وقيمها ".
 
وبين أن أئمة التصوف على مر الأزمنة والعصور كانوا في مقدمة دعاة سبيل التراحم والتسامح الذي نحن في اشد الحاجة اليه في زمن الظمأ الروحي  وانتشار موجات الإلحاد والتحلل الأخلاقي والغلو والتطرف .
 
وشدد على أن المجتمع وخاصة الشباب في أشد الحاجة للعديد من القيم التي يتحلى بها التصوف -مقام الإحسان ، والتي هي قيم إنسانية  تمثل زادا حقيقيا في مواجهة تحديات المستقبل.
 
 وأضاف أن التصوف هو في جوهره دعوة أخلاقية تروم تحقيق التوازن بين إقبال الناس على الدنيا وبين مراعاة الحقوق والواجبات الدينية، وأنه ممارسة تربوية غايتها معالجة أمراض النفس والمجتمع.
 
 وزاد أن الغرض من التصوف كبعد روحي احساني للدين ليس الانغلاق والأنانية والبحث عن المصلحة الشخصية دون الاكتراث بواقع المجتمع الذي يعيش فيه، وأنه في صميمه محاولة لبعث روح التأثير إيجابا في المجتمع ككل ونفع الخلق أجمعين.
 
وشدد على أن إرادة الخير للآخرين قيمة إنسانية رفيعة، وأساس من أسس النهضة القوية التي عليها تقوم المجتمعات الحضارية، وأن التعاون يثمر تعارفا وتفاهما ومحبة ويزيل المخاوف والتربص، مما يخلق مناخا محفزا للعمل والعطاء والتعاون ويتيح الفرصة لتوظيف الطاقات المختلفة وصهرها في بوثقه واحدة تستطيع من خلالها الامة أن تتبوأ مكانتها في التقدم والازدهار.