رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال ليالي الوصال...منير القادري: السعادة الحقيقية ليست مادية

د. منير القادري بودشيش
د. منير القادري بودشيش

ساهم رئيس مؤسسة الملتقى الدكتور مولاي منير القادري في الليلة الرقمية العاشرة بعد المائة، ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، بمداخلة اختار لها كعنوان " سعادة  القلب والفوز برضا الحق في حب الخير والعطاء لسائر الخلق".

 

 استهلها بالتذكير بقوله تعالى:" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ( الأنعام:125 )، موضحا  أن مَن أراد الله به خيرا وسعادة شَرَح صدرَه للدين، والعمل بعمل المؤمنين.

    
ولفت الى أن القوى المادية ومعها جميع المذاهب والفلسفات الغربية فشلت في تحقيق السعادة والاطمئنان الروحي للإنسان وإيجاد حلول واقعية ناجعة لحاضره المثخن بالإمراض والأزمات الناجمة عن انعدام التوازن بين متطلبات المادة والروح، وتفشي الأنانية المطلقة وفرض نموذج استهلاكي مادي يغيب ويقصي القيم الروحية  والإنسانية الأصيلة. 
 
وأورد في هذا السياق قول نسيم سوسة الباحث في الظواهر الإنسانية  "يجب أن لا يغرب عن البال أن المدنية الغربية الحديثة خابت في إرضاء النفوس، أخفقت في إيجاد السعادة للبشرية؛ فهبطت بالناس في هاوية الشقاء والارتباك؛  وصارت جهود البحث الإنساني والعلم الحديث موجهة إلى التدمير والفناء، وأصبح الإنسان بعيدا والحالة هذه من أن يتصف بالكمال، أو أن يكون واسطة لخدمة الإنسانية كما كان في ظل حضارة أمة الإسلام".  
 
وأوضح" القادري"، أن السعادة الحقيقية ليست مادية على الإطلاق وإنما هي معنوية روحية، وتابع أنه لا يعيش عيش السعداء ويبعث مع السعداء  إلا من كان قلبه معلقا بربه متنعما في طاعته بعيدا عن معصيته مشتاقا إلى فضل جوده والفوز بجنانه، مستدلا بقوله تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ (العنكبوت: 69 )، كما بين  أن معيار  الفوز بحسن الدارين هو حسن عمل المرء في دنياه، مستشهدا  بقوله تعالى (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) .