رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرشدون وقتلة.. المرشد الماسونى

من محاسن القدر أن تصاب جماعة الإخوان الإرهابية بالغباء مع كل فرصة ممكن أن تقربها من الشعب المصري، فتباعد أفعالها بينها وبين غايتها في تولى حكم مصر أو التمكن من أم الدنيا، فكلما اقتربت الجماعة من السلطة طمعت في تحقيق أكبر قدر من المكاسب، حدث ذلك بعد تقربهم من الملك ومن رئيس وزرائه إسماعيل صدقي وكانت التفجيرات والاغتيالات سببًا في التباعد بين الملك والإخوان.
وانتهت تلك المرحلة باغتيال حسن البنا نفسه على يد رجال النظام الخاص الذي أسسه هو، وبعدما تقربت الجماعة من ثورة يوليو وإطلاقها لقب الحركة المباركة على ثورة يوليو اتخذت من الخيانة منهجًا ووسيلة للانقضاض على الحكم وسرقة الثورة، وبعد إفراج الرئيس السادات عنهم كان حادث الفنية العسكرية أول محاولات الإخوان للانقلاب العسكري علي السادات بعد أشهر على خروجهم من السجن، وهو نفس موقفهم من الرئيس مبارك، الذي كاد أن يشاركهم في الحكم.
ما فعلته الجماعة بعد وصولها للسلطة في 2012 وتمكنهم من الحكم لمدة عام، ليس ببعيد، وكلنا يتذكر المؤامرات التى كانت تحيكها الجماعة ضد مؤسسات الدولة بداية من القضاء والأزهر مرورًا بالجيش والشرطة والإعلام.
منهج الخيانة الإخوانية تاريخ متصل فاتصالات حسن البنا باليهود والإنجليز لا تختلف عن اتصالات وتقربات المرشد الثانى المستشار حسن الهضيبي، الذي ضيع فرصة كسب ود الشعب والدولة لو استمرت وقفة الجماعة مع ثورة يوليو التي قدمت لهم منذ بدايتها الكثير من استثناء الجماعة من قرار حل الأحزاب، لإعادة فتح التحقيق في قتل البنا والإفراج عن قتلة المستشار أحمد الخازندار وقتلة النقراشي باشا.
ولكن سرعان ما انقلب الإخوان على الثورة وبدأت الاتصالات بالسفارتين الامريكية والإنجليزية ليقدموا أنفسهم بديلا لرجال ثورة يوليو.
وبتولى المرشد الثانى- الماسونى- كما وصفه الشيخ محمد الغزالي، عضو الهيئة التأسيسية للجماعة وعضو مكتب الإرشاد في ذلك الوقت، وذكرها في كتابه الشهير من معالم "الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث" الطبعة الثانية 1963عن تولي المستشار حسن الهضيبي منصب المرشد العام للجماعة يقول:
استقدمت الجماعة رجلًا غريبًا عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد، فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذا حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلامًا كثيرًا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان، ولكني لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة.
ويقول "الغزالى": عزّ علىّ أن تتجدّد سياسة الخوارج مرة أخرى، وأن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، فيُلعَن أهل الإيمان ويُترَك أهل الطغيان".
وبدأ المرشد العام حسن الهضيبى مغازلة الغرب والأمريكان بتصريحات  لـ"إدوارد بولاك" محرر "الأسوشيتد برس" يوم 5 يوليو عام 1953 قال فيها: "أعتقد أن العالم الغربى سيربح كثيرًا إذا حاول أن يحسن فهم مبادئنا بدراساتها بروح العدل البعيدة عن التعصب، وأنا على ثقة من أن الغرب سيقتنع بمزايا الإخوان المسلمين!".
وفى عهد "الهضيبي" توالت اللقاءات بين الإخوان والمخابرات الأمريكية، منها لقاء الهضيبي نفسه بهم، وكتب أنتونى إيدن، رئيس وزراء بريطانيا أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956- فى مذكراته بعد ذلك يقول: الهضيبى كان حريصًا على حسن العلاقات معنا.
تولي الهضيبي منصب المرشد العام للجماعة لم يكن صدفة، لكنه اللغز الذي ما زال غامضًا، فلم يكن من ضمن الثلاثة المرشحين للمنصب بعد اغتيال حسن البنا، وهم صالح عشماوى وكيل الجماعة والشيخ أحمد حسن الباقورى وعبدالرحمن الساعاتي شقيق حسن البنا، بل وخالفت الجماعة اللائحة الداخلية في طريقة اختيار المرشد ليظل صعود حسن الهضيبي لغزًا!