رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء لـ«الدستور»: زيارة السيسي لسلطنة عمان تدعم التنسيق والتشاور بشأن مستقبل المنطقة

القاهرة - مسقط..
القاهرة - مسقط.. مستقبل العلاقات

القاهرة - مسقط.. مستقبل العلاقات

أكد خبراء وسياسيون أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مسقط، اليوم الاثنين، تأتي في سياق دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتشاور بشأن أوضاع الإقليم، كما أن الزيارة تمثل فرصة للتنسيق بين البلدين قبل القمة العربية الأمريكية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في السعودية منتصف الشهر المقبل.

وفي هذا الإطار حاورت "الدستور"، هؤلاء الخبراء من أجل تسليط الضوء على الزيارة وأهميتها في دعم العلاقات بين القاهرة ومسقط.

عبدالله باعبود: زيارة السيسي لعمان تشكل فرصة مهمة لدعم العلاقات

أكد عبدالله باعبود، الباحث العماني في شؤون الخليج والشرق الأوسط والأكاديمي في جامعة واسيدا، طوكيو- اليابان، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان تحمل أبعادا ودلالات مهمة.

وقال باعبود إن جمهورية مصر العربية وسلطنة عمان تتمتعان بعلاقات وطيدة طيبة وذات خصوصية. وتعتبر زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسلطنة مهمة لعدة أسباب أولًا أنه سيلتقي بسلطان عمان، السلطان هيثم، لأول مرة منذ تسلمه الحكم في السلطنة، ثانيا أن ما سبق من زيارات متبادلة للمسؤولين تنم عن رغبة الطرفين في تقوية العلاقات بين البلدين، فالمعروف أن البلدين يتمتعان بعلاقات قديمة وراسخة تخدم مصلحة الجميع، وثالثًا أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة من المتغيرات الاقليمية والدولية مما يستدعي الحوار والتشاور والتعاون بين قادة البلدين.

وأوضح المحلل العماني أن حجم التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي لا زال متواضع جدًا مقارنة مع قرب ومستوى العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية، ويعتقد أن هناك محاولات من الطرفين لتصحيح هذا الوضع والارتقاء بحجم التجارة البينية والاستثمار المتبادل إلى مستوى افضل يعكس عمق العلاقات الطيبة الراسخة بين البلدين.

وأشار “باعبود” إلى أن هناك مجالات عديدة للتعاون بين البلدين، ولا حصر لها، وأبرزها التعاون في مجال البناء وتأسيس البنية التحتية ومجالات النقل واللوجستيات والتعليم والتدريب والطاقة والبيئة والسياحة وغيرها من القطاعات.

وعن أبرز القضايا الاقليمية التي يمكن أن يتعاون البلدين بشأنها من أجل دعم استقرار المنطقة، قال “باعبود” إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان تشكل فرصة مهمة للتشاور بين القيادتين بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الآراء حول بعض القضايا مثل القضية الفلسطينية وحرب اليمن ومكافحة الإرهاب وتوطيد الأمن والاستقرار في دول المنطقة مثل العراق وسوريا ولبنان وليبيا، وهذا يعزز دعوة البلدين إلى حل جميع مشاكل وقضايا المنطقة بالتفاهم والحوار، وإلى التوجه الى التنمية بدل الصراعات والحروب.

وأضاف "أعتقد أن لقاء الرئيس السيسي وسلطان عمان يستهدف التنسيق بشأن القمة العربية الأمريكية مع بايدن الشهر المقبل"، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة واللقاء المرتقب مع بعض القادة العرب ذو أهمية، خاصة وأنها تأتي في هذه المرحلة الحرجة التي تمر فيها المنطقة مع تعدد الأزمات والمشاريع والخطط والمبادرات والتوجهات مما يستدعي التحضير والتنسيق المسبق لوجهات النظر، وتوحيد المواقف لتعظيم الاستفادة من هذه الزيارة، والخروج بسياسات والتوصل إلى قرارات تخدم أمن واستقرار وتنمية المنطقة.

إيمان زهران: زيارة السيسي لعمان تعيد ترسيم ملامح الإقليم العربي

ومن جانبها قالت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلاقات الدولية وقضايا الأمن غير التقليدي، إن زيارة الرئيس السيسي إلى سلطنة عمان تأتي فى إطار من تفعيل الدبلوماسية الرئاسية نحو إعادة ترسيم ملامح الإقليم العربي بما يتوافق مع تطورات ومستجدات النظام الدولي الحالي، وما يُفرض على النظام العربي من تهديدات غير تقليدية تستلزم تضافر العمل نحو “التكامل العربي”.

وأضافت "لعل تلك النقطة، والتي تأتي بالتزامن مع ذكرى ثورة 30 يونيو، تمثل في جوهرها ما يُعرف بـ "مبدأ السيسي"، والذى أرست قواعده فى 30 يونيو، وتُختبر نتائجة تباعا بحجم العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والأمنية بين مصر وكافة الدول العربية ومن بينهم سلطنة عمان".  

فضلا عن ذلك، أوضحت “زهران” أن الزيارة تأتي في وقت تتقاطع به العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، بداية من إجراءات التعافي الإقليمي من التداعيات السلبية لجائحة كورونا، وما يلي ذلك مما خلفته الأزمة الروسية – الأوكرانية من انعكاسات على ملفى الأمن الغذائى والطاقة، فضلا عن التريبات العربية لزيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للمنطقة وسعي القاهرة لتوحيد الأجندة العربية بـ "مباحثات الرياض" والمزمع عقدها الشهر القادم.    

وأشارت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن هناك علاقات اقتصادية وتجارية متبادلة بين كل من مصر وسلطنة عُمان، تؤسس لها الإرتفاع الملحوظ بحركة الصادرات والواردات والميزان التجارى، فضلا عن ذلك ، فهناك فرصة لدعم حركة الإستثمار بين البلدين، خاصة فى المجالات اللوجستية والمتعلقة بـ " مجالات البنية التحتية، إضافة إلى مشروعات الطرق والصرف الصحى والاستثمار العقارى والسياحة".

 

طارق البرديسي: توجد أرضية صلبة لمزيد من العلاقات الاقتصادية بين مصر وعمان

ومن جانبه قال الدكتور طارق البرديسي، الخبير في الشؤون العربية والعلاقات الدولية، إن زيارة السيسي تأتي في زخم وإطار التنسيق والتشاور بين القادة والزعامات العربية حتى يصبح للعرب قوة ورقما في كل التفاعلات والتغيرات الإقليمية والدولية، ولابد من تنسيق مستمر وتشاور تجاه مختلف القضايا.

واعتبر البرديسي، أن حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين يعتبر متواضع، ولكن يتوقع بعد هذا الزخم السياسي والدبلوماسي سيكون هناك أرضية صلبة لمزيد من العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة أن مصر لديها مزايا تنافسية لآن القاهرة ممر ومعبر للقارة الأفريقية ما يعني المنتجات العمانية تصل للقارة الأفريقية عن طريق مصر، لذا فالقاهرة هي  البهو الفرعوني للقارة الأفريقية.

وشدد البرديسي على أن التقارب بين البلدين سوف يعطي فرص للمسثتمرين العمانيين للتواجد في قلب القاهرة، خاصة وأن مصر سوق واعدة بها 100 مليون مستهلك، بل مئات الملايين، لأنها مفتوحة على كافة الأسواق الأفريقية.

وأضاف "عمان تتسم بالهدوء والحيادية تماما، وليست منحازة ومحافظة على استقلالها وحيادها ومن هنا تستطيع أن تلعب دور الوساطة بين إيران والخليج وأكثر من طرف"، مؤكدا أن الروابط بين عمان والقاهرة تاريخية، فالسلطنة احترمت ودعمت الدور المصري عبر التاريخ، وكان آخرها احترامها لإرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013.

وحث البرديسي على ضرورة التنسيق والتشارو قبل القمة العربية المشتركة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتكوين رؤية واحدة بشأن ملفات عدة من بينها اليمن وسوريا والعراق القضية الفلسطينية ومواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة.