رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسماعيل شبانة: عبدالحليم حافظ رضع من 200 امرأة.. وهذه تفاصيل أولى المؤامرات عليه

عبد الحليم وإسماعيل
عبد الحليم وإسماعيل شبانة

تحدث إسماعيل شبانة الشقيق الأكبر لعبد الحليم حافظ عن بعض المواقف التي حدثت لحليم، وذلك في مقال له بمجلة الكواكب، فحين ولد عبد الحليم ماتت والدته بعد أسبوع من ولادته وحمله البعض نتيجة هذه الوفاة من أقربائه، وفي وقت كانت لازالت والدته مسجاة على فراش الموت سمع شبانة بعض النسوة يتحدثن عن مؤامرة عليه يقول شبانة: "اتصل صراخ حليم وحملته بين ذراعي ورحت أهدهده ودموعي تغسل وجهه، وكنت واقفا قرب بعض النسوة من أقاربنا ممن جئن للعزاء، وسمعت إحداهن تقول: "يقعد يعمل ايه بعد المرحومة، لازم نلاقي له حل"، فأجابتها سيدة أخرى: "ده إحنا نرحمه من الجوع واليتم"، وقالت الثالثة: "نرضعه منها يموت، زيه زيها".

وسمع شبانة الكلمات وهرع إلى والده المكلوم ليخبره بما قالته النسوة: "ستات مين؟، هما فين"، وخرج الأب غاضبا وتقدم للنسوة بعدما أشار إليهن إسماعيل: "عبد الحليم ابني وأنا هربيه على إيدي، أمه ماتت قضاء الله وقدره، ده أجل ومكتوب، ولو حاولت واحدة منكن أن تمسه سأبلغ النيابة".

موت أم حليم جعل هناك أزمة في رضاعته، وراح إسماعيل يلف بيوت "الحلوات" بحثا عن سيدة ولدت حديثا ليرضع حليم مع ابنها:" كانت كل واحدة منهن تستقبل حليم بترحاب، كانت ترضعه وهي تنظر إلي وانا جالس في انتظاره بإشفاق، ورضع حليم من أكثر من مائتي سيدة من سيدات قريتنا".

غضبت إحدى قريبات حليم لأن شقيقه يدور في البيوت ليرضعه، وكانت هي قد ولدت حديثا فلماذا لا يتركون حليم عندها لترضعه: "اتركوه عندي ومن سيمسه سأفتك به"، وكانت السيدة التي قال لها حليم "أمي"، نعم كانت أمه وإلا فماذا تستطيع الأم تقديمه لولدها أكثر من هذا، ولم يعرف حليم ان امه ماتت إلا حينما كبر عقله .

وسرد شبانة مواقف من حياة حليم مثل هوايته الغريبة في صيد الدبابير، يقول: "العجيب أنه كان يصطادها بأعداد كبيرة دون أن تقرصه، وكان لمنزلنا سطح كبير والقرية كلها مشهورة بصناعة العجوة لتوافر البلح فيها، وكان البلح الرطب يترك على سطحنا ثم نتولى عمل العجوة، وكان البلح يجذب الدبابير أسرابا، وخشيت على حليم لعلمي بهوايته في اصطيادها، ونبهته للخطر لكنه ضحك بسخرية وعندما صعدنا للسطح اندفع حليم لسرب دبابير وراح يمسكها بيديه، وصرخت فيه أن يبتعد، وصعد ابي على صراخي، وحينما رآه وسط سرب الدبابير ضحك وقال: "إن حليم فيه شئ لله"، بعد ذلك كنت أقول له كنت أقول له إذا حاولت أن تتزوج فخذ حذرك لأنك رضعت من مائتي امرأة، وكل اللواتي رضعن منك هن أخواتك".

كان لكل ما حدث أثره على عبد الحليم ولسمة الحزن التي خيمت على وجهه في رحلته وشهرته وغنائه:" حين استطاع حليم أن يستوعب معنى الموت والحياة أدركه حزن هائل، حزن شاع في نبرات صوته، ولازمها، وصار له في هذه النبرات رنين هو الذي يلمس القلوب، هذا هو سر حزن أخي، هذا هو سر صوته".

وبالرغم مما حدث له في مهده من فقد لكن الحظ الجيد وافق حليم في كثير من الأحيان: "كنا معا طلبة في معهد الموسيقى العالي، وسافرنا خلال إجازة الصيف للإسكندرية، ودخلنا مدينة الملاهي، ورحنا نجرب حظوظنا كما يفعل الزوار، وتميز حظ حليم ففاز بعدد كبير من الهدايا، والتفت الناس حولنا معجبين به، ومن يومهاعرف حليم أنه محظوظ، وأن ما من شىء يضع يده عليه إلا ويريحه، وهناك موقف آخر، كنا نعيش في بركة الفيل بالسيدة زينب، كنت ايامها موظفا بوزارة الصحة، وكان عبد الحليم طالبا في معهد الموسيقى، ورغم المدة الطويلة التي قضيناها نسكن هذا الحي فلم أتعرف على أحد، حتى جارنا الذي يسكن قبالتنا لم اعرف اسمه، بخلاف عبد الحليم الذي نال شعبية كبيرة لدى سكان الحي من الرجال والنساء والأطفال، كانوا يحبونه حبا عميقا ويدعونه إلى بيوتهم ليغني لهم اغاني عبد الوهاب وعبد المطلب وصباح، وكنت اضطر للطواف بالحي كله بيتا بيتا حتى أعثر عليه في سهرة عائلية عند واحد من أهالي الحي".

واختتم شبانة كلامه: “إذا كان هناك شئ يجب أن أضيفه إلى هذا فيهمني أن اقول أن عبد الحليم يتمتع بموهبة كبيرة لم يستغلها وهي موهبة التلحين، ولو لحن حليم حافظ لنفسه بعض أغانيه لسمع الناس شيئا عجيبا رائعا”.