رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإسرائيليون في تركيا تحت التهديد الإيراني.. حرب استخبارات وفرص للتقارب

السياح الإسرائيليون
السياح الإسرائيليون في تركيا

نقلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية العديد من الإسرائيليين الذين كانوا في اسطنبول إلى خارج تركيا الأسبوع الماضي بعد معلومات استخباراتية أفادت أن السياح كانوا في خطر مباشر.

كما رفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذير السفر إلى اسطنبول إلى المستوى 4، وهو أعلى مستوى، مما يعني أنه يُطلب من الإسرائيليين عدم زيارة المنطقة والمغادرة إذا كانوا هناك. تشمل البلدان التي لديها مستوى 4 من التحذير " العراق واليمن وأفغانستان وإيران".

كانت الحكومة الإسرائيلية قد حذرت الإسرائيليين من السفر لإسطنبول بسبب محاولات إيران مهاجمة سياح إسرائيليين. فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الإسرائيليين إلى مغادرة تركيا.

جاءت التهديدات عقب اغتيال الضابط الإيراني "صياد خدائي" في طهران الشهر الماضي، وضربات جوية ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، في عمليات منسوبة لإسرائيل.

منذ مقتل خُدائي، توفي ضابط آخر في فيلق القدس – الذي يشرف على العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني – في ظروف غامضة، كما توفي مهندس في موقع عسكري وعالمان أحدهما كان متورطًا في تطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار. تشتبه إيران في أن إسرائيل متورطة في كل تلك الاغتيالات.

إحباط العمليات

أفادت القناة 13 أن امرأة إسرائيلية كانت تزور أحد الأسواق تلقت مكالمة من مسؤول إسرائيلي كبير يطلب منها عدم العودة إلى الفندق الذي تقيم فيه لأن مهاجمون إيرانيين كانوا ينتظرونها هناك هي وزوجها.

وبدلا من ذلك، نقلت قافلة مع حوالي 10 ضباط أمن إسرائيليين الزوجين إلى المطار، تاركين أمتعتهم في الفندق، ثم إلى إسرائيل، حيث تم التحقيق معهم بحثا عن أدلة حول المؤامرة ضدهم، حسب القناة.

بحسب مصادر أمنية، فإن هناك مجموعات إيرانية غير مكتشفة تحاول "مطاردة إسرائيليين" عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو التعرف عليهم في مواقع سياحية كبرى في اسطنبول، بغرض الاختطاف أو إطلاق النار. كما حث مسؤولو الأمن الإسرائيليين في تركيا على عدم قبول العروض التجارية أو السياحية التي يتلقونها من المرشدين أو الجولات المنظمة ، وعدم ركوب سيارات الأجرة.

جاء هذا بعد استمرار البحث في شوارع اسطنبول عن خلية ايرانية تشكلت لاستهداف الإسرائيليين، وبعد ان تمكن جهاز المخابرات التركية وقوات الأمن من إحباط هجوم واحد على الأقل في اسطنبول.

حتى هذه اللحظة لاتخطط إسرائيل لإرسال رحلات إنقاذ للإسرائيليين في تركيا، والإسرائيليين هناك لايزالوا لا يخططون للعودة، لكن تم إلغاء الكثير من الرحلات.

وبحسب الجهاز الأمني العام "الشباك" إن حوالي 2000 مواطن إسرائيلي في اسطنبول (أقل من نصف ما كانوا عليه قبل أيام قليلة) لم يستجيبوا في الواقع للتحذيرات بعدم القدوم إلى اسطنبول.

تنسيق تركي إسرائيلي

كشفت وكالات الأمن الإسرائيلية والتركية الشهر الماضي عن مخطط إيراني لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في تركيا، حسب ما أفادت تقارير إعلامية عبرية اليوم الأحد. بحسب التقارير، قدم مسؤولو الأمن الإسرائيليين معلومات استخباراتية لنظرائهم الأتراك بشأن الشبكة وطلبوا منهم اتخاذ إجراءات لإحباط الهجوم.

لم تحدد التقارير جنسية العملاء المزعومين لإيران، أو عدد المتورطين، أو ما إذا كان قد تم إلقاء القبض على أي منهم، فيما علق المسؤولون في إسرائيل لأنه لا تزال هناك خلايا إيرانية في المنطقة.

التهديدات كشفت عن تعاون كبير بين الموساد والأجهزة الأمنية التركية، لإحباط هذه السلسلة من الهجمات المحتملة.

يذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التعاون بين أذرع الاستخبارات في كلا البلدين، إذ أدى التعاون بينهما إلى منع وإحباط أعمال إيرانية داخل حدود تركيا. ففي فبراير الماضي، تم إحباط محاولة لاغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي - التركي يائير غلر، وبعد ذلك بوقت قصير تم اعتقال خلية تضم عملاء إيرانيين ومواطنين أتراك في تركيا كانت تخطط لعمليات أُخرى.

فرص للتقارب

أما عن سبب تطوير التعاون، فإن تركيا لن تقبل أن تتحول إلى ساحة للنشاط الإيراني ضد إسرائيل، إذ يضر هذا النشاط بالسيادة التركية، بالإضافة إلى أنها تضر بجهود تركيا لترميم العلاقات مع إسرائيل.

فضلاً عن وجود توتر قائماً بالفعل بين إيران وتركيا حول مناطق النفوذ في سوريا، في الوقت الذي شنت فيه القوات التركية هجوما ضد الأكراد في سوريا والذي اعتبرته إيران أنه يهدف إلى إبعاد ميليشاتها التي تنشط في تلك المنطقة.

وإلى جانب التوترات بين إيران وتركيا داخل حدود سوري،  هناك أيضاً شكوك إيرانية في أن لدى تركيا خططاً في جنوب القوقاز وأذربيجان بصورة خاصة والتي تعتبرها إيران منطقة أمن قومي فيما تعتبرها تركيا منطقة نفوذها.