رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إنجاز تاريخى».. مستفيدو مبادرة فيروس «سى»: «عالجتنا حتى الشفاء التام»

جريدة الدستور

لم تكن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى عن النجاح الذى حققته الدولة المصرية فى مبادرة القضاء على فيروس «سى» إلا فرحًا وإعجابًا بنتائج المبادرة، التى تكللت بإعلان مصر خالية من المرض تمامًا فى ٢٠٢٠، لتُخلص المصريين من مرض طالما نهش فى أجسادهم وأفقدهم الكثير من أحبابهم على مدار سنوات طويلة.

وقال الرئيس السيسى، فى المؤتمر الطبى الإفريقى الأول الذى استضافته مصر الأسبوع الماضى: «ربنا خلانى أساهم فى إنهاء فيروس سى فى مصر، كنت شايف إن المرض ده مؤلم، وكنا نعانى منه، لكن لو فيه إرادة وأمل هيبقى فيه إنجاز، فربنا سبحانه وتعالى خلانى أعيش وأشوف العلاج، ويخلينى أساهم فى إنى أنهى هذا المرض فى مصر».

«الدستور» تتحدث فى السطور التالية مع مستفيدين من المبادرة عن أبرز ما تلقوه من خدمات بها، بداية من اكتشاف المرض، ثم البدء فى علاجه حتى مرحلة التعافى الكامل، وصولًا إلى المتابعة المستمرة بعد الشفاء، كما تسأل عددًا من مسئولى وزارة الصحة والسكان عن أبرز ما تم فى المبادرة، وتطوراتها فى الوقت الراهن.

أمجد إسماعيل:  أنقذت ابنى طالب الإعدادية دون أى تأخير

قال أمجد إسماعيل، والد طالب مستفيد من مبادرة الكشف عن وعلاج فيروس «سى»، إن الدولة المصرية لا تتوانى لحظة فى تقديم الدعم لكل المواطنين، من خلال توفير الخدمات المتنوعة التى تسهم فى خلق حياة أفضل لهم، خاصة للفئات الأكثر احتياجًا فى الريف والقرى النائية.

وأضاف «إسماعيل»، الذى يقطن فى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، أن أبرز هذه الخدمات كان مبادرة فيروس «سى»، التى يتواصل تنفيذها فى مختلف أنحاء الجمهورية منذ سنوات، وأسهمت فى علاج عدد كبير من المصابين بالمرض، ومن بينهم ابنه «محمد»، الطالب فى المرحلة الإعدادية.

وأوضح أنه لم يكن يعلم بإصابة ابنه بفيروس «سى»، إلا بعد إطلاق المبادرة الرئاسية والكشف عليه، فمن خلال طاقم طبى متخصص تابع للمبادرة خضع الابن للفحوصات الطبية اللازمة التى بيّنت إصابته بالمرض.

وواصل: «وقع هذا الخبر علىّ كالصاعقة، مكنتش أعرف إن ابنى مصاب بالفيروس، لكن الفضل كله يرجع إلى المبادرة الرئاسية التى اكتشفت الإصابة فى مراحلها الأولى، ثم بدأت فى العلاج على الفور دون أى تأخير».

وشرح: «تم صرف العلاج بالمجان لابنى محمد ولكل الحالات التى ثبتت إصابتها بفيروس سى من الطلاب، بعد إحالتهم إلى لجان الكبد الموزعة على فروع الهيئة العامة للتأمين الصحى بكل محافظات الجمهورية».

أسماء مصطفى: ساعدتنى على التعافى فى 8 أشهر

أشادت أسماء مصطفى، إحدى المستفيدات من المبادرة بمحافظة بنى سويف، بالجهود المضنية التى تبذلها الدولة من أجل النهوض بالظروف المعيشية والصحية لكل أفراد المجتمع، خاصة فى القرى والنجوع التى تفتقر للكثير من الخدمات الضرورية، وعلى رأسها مبادرة القضاء على فيروس «سى».

وقالت «أسماء» إنها أثناء دراستها الجامعية منذ عامين خضعت لفحوصات طبية عديدة بواسطة الطاقم الطبى التابع لمبادرة القضاء على فيروس «سى»، التى أثبتت إصابتها بالمرض.

وأضافت: «المبادرة الرئاسية ساعدتنى ودعمتنى لكى أتخطى هذه المرحلة، من خلال صرف العلاج اللازم بشكل مجانى، والمتابعة المستمرة لحالتى عن طريق الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة بشكل دورى».

وكشفت عن أنه لم يمر سوى ٨ أشهر وأصبحت متعافية من الفيروس بشكل كامل، خاصة بعد متابعة دقيقة ومستمرة مع الطاقم الطبى التابع للمبادرة، مختتمة بقولها: «رجعت حياتى لطبيعتها، وحسيت إن الأمل لسه موجود، وكل ده بفضل المبادرة».

محمد السيد:  القوافل وفرت لى العلاج بالمجان

مثل سابقيه، لم يكن محمد عبدالله السيد يعلم بإصابته بفيروس «سى» إلا بعد توقيع الكشف الطبى عليه، فى إحدى القوافل الطبية التى جابت مركز أبوتيج فى محافظة أسيوط، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى تستهدف تقديم الدعم للأسر الأكثر احتياجًا فى مختلف قرى ومراكز الجمهورية.

وقال «عبدالله» إن القافلة الطبية وفرت له العلاج اللازم بعد تجهيز الأوراق المطلوبة، لافتًا إلى حصوله على جرعات العلاج كاملة بالمجان، وبعد المتابعة وإجراء الفحوصات تبين شفاؤه التام من فيروس «سى».

وأضاف: «لولا القافلة الطبية مكنتش هاعرف إنى مصاب، ومكنتش هابدأ فى العلاج ولا أتعافى من المرض»، موجهًا كل الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يسعى بشكل مستمر لمساندة الفئات الأكثر احتياجًا.

 

«الصحة»:  فحص 50 مليون مواطن وعلاج وشفاء مليونى مريض

قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن خطة القضاء على فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «سى» لا تزال مستمرة إلى الآن دون توقف، عبر حملات تستهدف الكشف على فئات بعينها، مثل طلاب المدارس والجامعات.

وأضاف «عبدالغفار»، لـ«الدستور»: «تم الانتهاء من المسح الطبى الذى استهدف اكتشاف المصابين بالمرض، وحاليًا يتم التعامل مع احتمالية ظهور إصابات جديدة، بتوقيع الكشف الطبى على طلاب المدارس بقيادة هيئة التأمين الصحى، كما لا يمكن الالتحاق بالجامعات دون تقديم ما يثبت الخضوع لكشف فيروس سى».

وواصل: «استهداف الطلاب بهذه الحملات فى الوقت الحالى يأتى لضمان التأكد من أن كل المصريين خضعوا للكشف، الأمر الذى يؤكد ظهور حالات جديدة من عدمه، لأنهم يعتبرون الفئات الجديدة هى التى يمكن ظهور حالات بينها».

وإلى جانب حملات الكشف على الطلاب، تواصل حملة «١٠٠ مليون صحة» العمل فى المحافظات، وانتهت من توقيع الكشف على كبار السن فى أغلب الأماكن، منذ انطلاقها قبل سنوات، وفق متحدث «الصحة». ورأت الدكتورة منال حمدى، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة والسكان، أن التخطيط والإعداد الجيد كانا من بين أهم عوامل نجاح مبادرة الكشف عن فيروس «سى».

وأوضحت أن وجود قاعدة بيانات كبيرة على أعلى مستوى من الدقة، وإتاحة الكواشف اللازمة ومراكز العلاج المختلفة فى جميع محافظات الجمهورية، إلى جانب توفير الدولة عقار «سوفالدى» المخصص لعلاج المرض، كان له الأثر الكبير فى علاج وشفاء هذا العدد الهائل من مرضى الفيروس القاتل فى فترة وجيزة.

وأضافت «حمدى»: «من بين أسباب نجاح مصر فى هذه المبادرة هو تصنيعها عقار (سوفالدى)، بدلًا من استيراده فقط، ثم تقديمها إياه للمرضى بالمجان دون تحميلهم أى مبالغ مالية، وهذا ما لم تقدمه أى دولة فى العالم لمواطنيها حتى الآن».

وقال الدكتور إمام واكد، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى فى معهد الكبد القومى، إن العلاج الوحيد لمرضى فيروس «سى» كان حقن «الإنترفيرون»، وهى حقنة أسبوعية يأخذها المريض لمدة عام كامل، ونسبة الشفاء المحتملة لها لا تتعدى ٣٠٪، ما كان يتسبب فى وفاة العديد من هؤلاء المرضى.

وأضاف «إمام»: «فى عام ٢٠١٣ اكتُشف دواء جديد لعلاج فيروس سى والتهاب الكبد الوبائى، يتناوله المريض عن طريق الفم، وفى ٢٠١٤ تمكنت مصر من إدخاله البلاد والتعامل به، ووصلت نسبة الشفاء به إلى ما بين ٢٠٠ و٦٠٠ ألف مريض فى العام الواحد، واستمر الوضع هكذا حتى ٢٠١٨».

وواصل أستاذ أمراض الكبد: «فى أكتوبر ٢٠١٨ حدثت طفرة فى علاج التهاب الكبد الوبائى مع انطلاق مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكشف عن مرضى الفيروس وعلاجهم، بعد أن تم فحص ٥٠ مليون مواطن، واكتشاف إصابة ٢ مليون بينهم بالمرض»، مشيرًا إلى أن «جميعهم تناولوا العلاج وتعافوا تمامًا من المرض، فى إنجاز غير مسبوق».