رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بسبب والدى تملكنى شعور الغربة طوال حياتى».. كيف عانى محفوظ عبد الرحمن؟

محفوظ عبد الرحمن
محفوظ عبد الرحمن

"حلم يقظة واحد استمر معي منذ الطفولة حتى الآن، أستعين به على مشاكل الحياة عندما تحاصرني، وأجلب به النوم عند الأرق، هذا الحلم هو أنني أجمع في بيت واحد كبير كل الذين أحبهم، وهم يتغيرون بالطبع من مرحلة إلى أخرى".

اعترف الكاتب محفوظ عبد الرحمن في حواره مع مجلة "الهلال" في 1 يوليو 1995، أنه لم يكن شخصا اجتماعيا، ويؤمن بما رآه الفيلسوف سارتر بأن الجحيم هم الآخرون. 

عاش محفوظ عبد الرحمن طفولته وصباه يتبع والده الذي ينتقل في وظيفته من بلد إلى بلد، وفي كل مرة كان يفقد أصدقاءه وجيرانه ومعارفه وغرفته وكل الأماكن التي ألفها واعتاد عليها، وكان عليه في كل مرة أن يجدد كل هذا ويبدأ من الصفر. وقضى فترة الدراسة الابتدائية في ثلاث مدارس وثلاث مدن، مما أورثه شعورا بالغربة لم يفارقه طوال حياته.

ورغم أنه ولد في إحدى قرى البحيرة، لكنه لم يولد فلاحا، فلم يكن والده فلاحا ولم يكن جده فلاحا، لكنه عندما راقب نفسه فوجئ بأنه فلاح: "لم أكن أواجه المشاكل، ولكنني ألتف حولها، مثلما يفعل الفلاحون عادة". 

هذه الظروف ساعدت في أن تكون كل قراءات محفوظ عبد الرحمن عشوائية، فمن بين الكتب العشرة الأولى التي قرأها في حياته، كانت، رواية عن طرزان، ومسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي، ورواية أبو الفوارس عنترة  لمحمد فريد أبو حديد، ورواية عود على بدء لإبراهيم المازني، والسيد ومراته في باريس لبيرم التونسي،  قال: "لم أختر أي شيء منها، وإنما هي روايات عثرت عليها بالصدفة وغالبا في البيت". 

وأشار محفوظ عبد الرحمن إلى أن جيله من زملائه بدأوا بقراءة روايات الجيب وأرسين لوبين، والبعض الآخر منهم اهتم بقراءة عباس العقاد وأحمد أمين وطه حسين والزيات والمنفلوطي، أما هو فلم يعرف أرسين لوبين وأشباهه إلا بعد فترة طويلة.