رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشفها الاختيار 3.. «الفرقة 95» إخوان امتداد لفكرة «الجوالة» نواة التنظيم الخاص

مسلسل الاختيار
مسلسل الاختيار

مئات الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية، وكشف عنها النقاب وفضحها مسلسل الاختيار 3 ــ القرار ــ فمن خطة التمكين والتغلغل داخل مؤسسات الدولة، مرورا بأخونة النقابات والجامعات والمصالح الحكومية، وصولا إلى الفشل الذريع الذي منيت به كواد الجماعة في ملفات الدولة سواء في الطاقة “أزمات الغاز والبنزين” أو المواد الغذائية والتي رأيناها مجسدة في التقاتل داخل طوابير العيش وغيرها من الأزمات التي عاشها الشعب المصري خلال حكم الجماعة الإرهابية عن طريق مندوبها في قصر الاتحادية محمد مرسي.

وتعد جرائم عضو الجماعة أسامة ياسين الذي شغل منصب وزير الشباب والرياضة من أبشع وأخطر الجرائم التي أرتكبت وكادت تودي بالسواد الأعظم من الشباب المصري، ألا وهي تحويل مراكز الشباب والنوادي الرياضية علي مستوي الجمهورية لمعسكرات تدريب عسكرية قتالية والتي أطلق عليها “الفرقة 95 إخوان”، في إعادة إنتاج للتنظيم الخاص، الذي كونه عبد الرحمن السندي واغتال القاضي أحمد الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي.

ويذكر المفكر الدكتور رفعت السعيد في كتابه “تاريخ جماعة الإخوان.. المسيرة والمصير”، أن الجوالة كانت هي أول عمل تنظيمي خاص أقامه حسن البنا، ولعلها كانت في البداية محاولة البلورة للنشاط الرياضي والاجتماعي الذي اهتم به البنا غاية الاهتمام. وفي أعقاب المؤتمر الثالث للجماعة سنة 1935 زاد الاهتمام بصورة مكثفة بفرق الجوالة، واعتبرت تنظيما مستقلا ذا هيكل مستقل تابع مباشرة للمركز العام. ولعلها أصبحت في ذلك الحين محط اهتمام أكبر من البنا فقد بدأت القمصان الملونة الخضراء “مصر الفتاة”، والزرقاء “الوفد” تملأ شوارع القاهرة والمدن الأخري وتستخدم من أجل الردع السياسي والردع المضاد.

ــ فرق “الجوالة” نواة فرق الردع الإخوانية

ويلفت “السعيد” إلى أنه كان ولا بد لجماعة كالإخوان من فريق للردع الخاص بها، ولعل البنا كان أكثر من أتقن ذلك من قادة العمل السياسي المصريين.

وفي عام 1939 عين حسن البنا واحدا من أخلص رجاله وهو “محمود لبيب” ضابط سابق بالجيش، قائدا عاما لفرق الجوالة وكون لها مجلس قيادة من سبعة أشخاص. وباختصار كانت فرق الجوالة هي الوعاء الذي يستوعب أخلص شباب الجماعة وأكثرهم ولاء كي يصقلهم ويدربهم، ويعودهم علي الطاعة التامة والتفاني المطلق.

ولعل حسن البنا وهو يصوغ جنينيات هذا الوعاء، كان يدرك أن ثمة خطوة أخري قادمة هي اختيار أخلص هؤلاء الخلصاء، وأنشط هؤلاء النشطاء في وعاء سري تماما هو “الجهاز الخاص”.

ونشطت فرق الجوالة واتسعت وامتد عملها إلى مجالات عدة في الريف والمدينة ابتداء من محو الأمية ومقاومة الكوليرا وخدمة البيئة، إلي ردع الخصوم السياسيين، إلي المشاركة في الاحتفالات العامة كجيش خاص بجماعة الإخوان المسلمين وضمت 40000 عضو.    

ــ هكذا أفلت “البنا” واستطاع حماية الجوالة

ويشدد “السعيد” علي: ولقد أثارت فرق الجوالة هذه الكثير من الجدل، فالهيئة العامة للكشافة قاومت بداية الأمر نشاطها، فقانونها يؤكد أن الكشاف لا يتدخل في السياسة. والأحزاب الأخري قاومتها واعتبرتها نهجا “فاشيا” في التنظيم. وبرغم ذلك فقد نجح البنا في أن يفلت بجوالته وأن يحميها من أية محاولة لحلها، كما نجح في أن يبرز شباب جماعته في صورة زاهية تماما.    

ومع الجوالة كانت “الكتائب” أو “كتائب أنصار الله”. فالجوالة للرياضة والشباب والخدمة العامة، أما الكتائب فهي مجموعات تضم كل منها أربعين عضوا من الأعضاء النشيطين في الجماعة يلتقون معا ليلة كل أسبوع. وكان الهدف الأساسي الذي وضعه البنا لهذه الكتائب هو ربط العضو بالجماعة، وتطوير علاقته بها من علاقة “انتماء” إلي علاقة “إيمان”. 

كذلك كانت الكتائب وعاء يختبر فيه البنا رجاله، ويفرز من بينهم من هو أكثر إخلاصا وولاء. وكان شعار الكتائب: “العمل ــ الطاعة ــ الصمت”. لقد كان البنا ينتقي من أخلص خلصائه رجالا لعمل جديد هو “الجهاز الخاص”.

وبعد فترة استنفدت “كتائب أنصار الله” غرضها بالنسبة للبنا الذي استشعر أنه قد انتقي ما شاء من رجال، وأنه قد آن الأوان لوضع نظام يشمل أعضاء الجماعة جميعا وكان نظام الأسر.