رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطل رواية يوسف زيدان الجديدة.. ما لا تعرفه عن «ابن النفيس»

الكاتب يوسف زيدان
الكاتب يوسف زيدان

ظل فترة الـ10 سنوات يجمع موسوعاته ومؤلفاته في الطب والفلسفة والمنطق والفقه والحديث، وكتب عنه الكثير من الحقائق التي أخفيت، فقد كشف أن مؤلفاته وصلت إلى 37 مؤلفًا منها 16 مؤلفًا مفقودًا، الدكتور يوسف زيدان، أكد أنه قد جمع وحقق العديد من موسوعات ابن النفيس الطبية، والتي لا يعرف عنها الكثير من الناس شيئًا، فقد تعلم منها الغرب حتى الآن.

ومؤخرًا كشف تفاصيل روايته الجديدة التي تتحدث عن تاريخ ابن النفيس في الطب، وذلك بعد أن قام بإعادة تجميع وتحقيق جزء كبير من موسوعة ابن النفيس الشامل في الصناعة الطبية على مدى عشر سنوات، ومن مختلف مكتبات العالم، من بغداد ودمشق، وحتى أوكسفورد وستانفورد وغيرها، ليتم بعد ذلك نشرها بالتدريج منذ عام 2000م.

«الدستور» تستعرض إسهامات ابن النفيس في مجال الطب والفلسفة والمنطق، وتاريخ نشأته العلمية، والاكتشافات التي قام بها واستفاد منها الغرب على مدار ما يزيد عن السبعين عامًا.

نبذة تعريفية عن ابن النفيس

ابن النفيس أبو الحسن عَلاَء الدِّين عَلْي بن أبي الملقب بابن النفيس ويعرف أحيانًا بالقَرَشي، كما أطلق عليه أعظم فيزيولوجيّي العصور الوسطى، من مواليد قريش العربية 1213م، يدمشق، ورحل عن عالمنا عام 1288، بعد أن أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات التي لها دور كبير في تطور الطب.

وقدم على مدار رحلته العلمية العديد من الإسهامات في مجال الطب، ويعد أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن.

ظل الغرب يعتمدون على نظريات ابن النفيس حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى.

نشأته وحياته

وبحسب ما ذكرته دائرة المعارف الإسلامية أن ابن النفيس ولد على مشارف غوطة دمشق، وأصله من بلدة قُريشية قرب دمشق، وورد لقبه في أول طبعة لكتابه "الموجز".

تعلم في البيمارستان النوري بدمشق، كما كان ابن النفيس معاصرًا لمؤرخ الطب الشهير ابن أبي أصيبعة، صاحب "عيون الأنباء في طبقات الأطباء"، ودرس معه الطب على ابن الدخوار.

ولم تقتصر دراسة ابن النفيس على العلوم الطبية فقط، بل درس الفقه الشافعي، إضافة إلى أنه كتب الكثير من الأعمال في الفلسفة، وكان مهتمًّا بالتفسير العقلاني للوحي، كما أنه اعتمد على العقل في تفسير نصوص القرآن والحديث، ودرس اللغة والمنطق والأدب.

كان ابن النفيس من كبار علماء عصره في اللغة والفلسفة والفقه والحديث والطب، حيث كان له مجلس علمي خصصه في داره يحضره أمراء القاهرة ووجهاؤها وأطباؤها.

مؤلفات ابن النفيس وإسهاماته العلمية

قدم على مدار مشواره العلمي في الطب والفلسفة والمنطق والفقه عدد من المؤلفات العلمية التي أثرت الحياة العملية والعلمية معًا، لقد أحصى يوسف زيدان مؤلفاته فكانت 37 مؤلفًا منها 16 مؤلفًا مفقودًا، ولعل أبرزها: صفحة من كتاب "طب الفقراء والمساكن"، كتاب "شرح تشريح قانون ابن سينا"، الذي تضمن العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، كتاب شرح الأدوية المركبة، الشامل في الصناعة الطبية موسوعة شاملة، شرح تشريح القانون، وغيرها من المؤلفات التي مازالت تفيد الحياة العلمية بشكل مستمر.

أشهر مقولات ابن النفيس

وابن النفيس كغيره من الحكماء والفلاسفة الذين خلد التاريخ ذكرهم، بأقوال وحكم مشهورة لا زالت تردد حتى الآن فى عالم الطب والفلسفة والمنطق، ولعل أبرزها: "وأما الأخبار التي بأيدينا الآن، فإنّما نتَّبعُ فيها غالب الظن لا العلم المحقق”، إضافة إلى مقولة أخرى استخدمتها منصات التواصل الاجتماعي بكثرة وتم تداولها من جانب رواد التواصل وهي: "وأما نصرة الحق واعلاء مناره وخذلان الباطل وطمس أثاره فهو أمرٌ قد التزمناه في كل فن".

وفاته

ظل ابن النفيس حتى وفاته في القاهرة، وفقد توفى عن عمر ناهز الـ 80 عامًا في يوم 17 ديسمبر 1288م)، وقد أوقف داره وكتبه وكل ما له على المستشفى المنصوري في القاهرة.