رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إرادة شعب

على مدار تسع سنوات متصلة استمر محور الشر عبر قنواته في بث سمومه من خلال أبواق تحترف الأكاذيب ضد مصر وقياداتها وحكوماتها، دون كلل أو ملل أو حتى قليل من الخجل.

طالعتنا أسماء مثل مطر وناصر وزوبع «نعم زوبع» وغيرها نفر منها المصريون، وساهمت بأكاذيبها المتكررة في إفساد الهدف منها وهو الوقيعة بين الشعب وقيادته وجيشه، وفضحت تمامًا كل ما يخططه محور الشر الإخواني بعد أن لفظهم الشعب بكل طبقاته، مما اضطر هذا المحور إلى التخلص من هؤلاء الفشلة الكاذبين وطردهم خارج قنواتهم بل وخارج الحدود أيضًا إلى مزبلة التاريخ.. «وإن كان أحدهم لا يزال يعوي في شوارع لندن بمجهود فردي».

ظن بعض المتفائلين أن محور الشر بطردهم وتنظيف القنوات من أكاذيبهم يحاول فتح صفحة جديدة مع مصر.. لكن الواقع كان عكس ذلك، تغيرت الوجوة القميئة ولم تتغير الشائعات المسمومة ولا الأكاذيب ولوي الحقائق.
انقسم مشاهدو تلك القنوات إلى ثلاثة فرق:
الفريق الأول: شاهد قنواتهم في البداية على سبيل الفضول ولم يتحمل سفالاتها ولا وقاحة أكاذيبها، فقام بإلغاء تلك القنوات تمامًا من جهاز الاستقبال «الريسيفر» في منزله.
الفريق الثاني: كان يتابع قنواتهم على سبيل التندر والفكاهة وأحيانًا الشماتة.. إلى أن أصابه الملل فأعرض عنهم. 
الفريق الثالث: وهو الأقل عددًا وثقافة وربما وطنية، لا يزال يتابعهم ويراسلهم بفيديوهات مدفوعة الثمن لتشويه صورة مصر واستغلال أي موقف غاضب لتضخيمه ما دام هناك من يدفع بسخاء وغباء.

التغييرات الاقتصادية الأخيرة التي زادت من الأعباء المعيشية على كاهل المواطن المصري كانت فرصة العمر لتلك القنوات لتعود للحياة مرة أخرى، أملًا في ثورة جياع أو تعاطف آخر مع الإخوان والمطالبة برجوعهم للحكم.
نسي هؤلاء المتخلفون التاريخ، فهذا الشعب مر بأزمات اقتصادية أقسى وأشد كثيرًا مما يحدث هذه الأيام وتغلب عليها، أراد محمد علي باشا، مؤسس النهضة المصرية الحقيقية، إنشاء طبقة ثرية حوله لرفع شأن الاقتصاد المصري فاختار نخبة من الأعيان وأنعم على كل منهم بمائة فدان، وظهرت في وقتها ميت غمر وميت عقبة وميت سلسيل وميت أبوالكوم وغيرها نسبة إلى المائة فدان.
لكن ذلك خلق طبقة رأسمالية احتكارية زادت من معاناة طبقات الشعب الوسطى والفقيرة، وظهرت المجاعات وجموع الحفاة، وظهر مشروع القرش أيام الملكية كوصمة عار في جبينها، وبعد ثورة يوليو والقوانين الاشتراكية وربط الأحزمة على البطون ظهرت طوابير العيش وطوابير الدجاج أمام الجمعيات التعاونية وكوبونات الكستور العائلية في عمر أفندي.
وطالبنا ناصر بالإقلال من أكل اللحوم وشرب الشاي، ثم بعد حرب ٦٧ عانى أهل مدن القناة المهجرون الأمرين في سنوات النكسة، إلى أن قام المصريون بعد كل تلك الانكسارات مرة أخرى بهمة وعزيمة وبنوا بلادهم بسواعدهم ورأينا المدن الجديدة في كل مكان والكباري وتطورت البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي وطرق.

نسي هؤلاء المرتزقة أن هذا الشعب يعشق جيشه وقادته، قد يغضب لكنه لا يكره ولا يعود للوراء بعد التجربة الفاشلة أثناء عام حكم الإخوان البغيض.
وستمر الأزمات وسنستكمل بناء مصرنا الحبيبة بكل العزم رغم أنف هؤلاء الصعاليك.