رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحليل التجاري لأدب الرعب.. لماذا تصدّر التريند وهزم الروايات الأخرى؟

أدب الرعب
أدب الرعب

«ظلام، قتل، مصاصي دماء، خوف، أشباح»، هذه أبرز المعايير الأساسية التي يعتمد عليها كتاب أدب الرعب، حيث تحبس أنفاس قراء الرعب، فلهم تأثير عجيب عليهم، مما جعل الكثير من الجمهور يحب هذا النوع من الروايات وخاصة الشباب.

ولا يعتبر أدب الرعب ظاهرة حديثة، كما يقول البعض، فتاريخه يرجع إلى الحكايات الشعبية القديمة التي كانت مليئة بالسحرة والجن ومصاصي الدماء، فقد مر أدب الرعب بمراحل تطور عديدة، فيرجع ظهور أول رواية في الرعب وهي «قلعة أوترانتو» للكاتب هوراس والبول عام 1764، وكانت تتحدث عن السحر، ثم رواية أسرار أودولفو 1794 وقد نشرت في 4 مجلدات.

وخلال عام 1818 كتبت الروائية ماري شيلي، رواية فرانكشتاين، التي تعد من أشهر روايات الرعب آنذاك، وتتحدث عن عالم مجنون يخلق مسخًا ثم يهجره، ثم رواية دراكولا وتعد من أشهر روايات الرعب أيضا.

ثم ظهرت الروائية الكبيرة أجاثا كريستي، التي تعد من أشهر الروايات في العالم، حيث تخطت مبيعات رواياتها المليار نسخة، وشهدت حالة رواج غير مسبوقة في روايات الجريمة والرعب والجاسوسية.

وخلال العام 1993 ظهرت سلسلة «ما وراء الطبيعة» للكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، وتعتبر هذه السلسلة بداية انتشار أدب الرعب في مصر والعالم العربي، حيث لقبه البعض بأنه الأب الروحي لأدب الرعب، وعلى مدار أكثر من 20 ارتبط الجمهور وخاصة الشباب بهذا الأدب ودفق دماء جديدة إلى الثقافة المصرية في شكل مجموعة روايات "الجيب" وتنوعت بين حكايات الفانتازيا والرعب والجريمة.

ولا شك أن هذا النوع من الأدب نجح بشكل كبير في مصر خلال السنوات الماضية، وفقد ظهر شريحة كبيرة من الكتاب الشباب توجه إلى الكتابة في هذا النوع، وتقبله بعض النقاد بينما رفضه البعض الآخر بالكلية. 

وفسر من ثار من النقاد على أدب الرعب بأنه حصر الكاتب في جانب واحد وهو الرعب نظرًا لانتشار الكثير من الروايات التي تتناول هذا النوع من الأدب، حيث تشهد المكتبات رواجًا كبيرًا لهذا النوع.

«الدستور» تناقش خلال السطور القادمة إقبال الشباب على أدب الرعب وأنواعه، ولماذا توجه الكتاب الشباب إلى هذا النوع.

كتاب رعب وإثارة: يوجد 16 نوع من أدب الرعب

من جانبه، قال الكاتب محمد عصمت المتخصص في كتابة أدب الرعب، إن أدب الرعب موجود من زمان، يوجد فى التراث، ولكن انتشر فى الفترة الأخيرة أن خالد توفيق هو من أحيى هذا النوع، والقراء يتهافتون عليه، وهذه ظاهرة صحية، والسوق الأدبي والثقافي في حالة تعطش لهذا النوع لذا بدأ يتتشر.

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور" أن كاتب الرعب مثل أي كاتب أخر لابد أن يحب النوع الذي يكتب فيه، ولا يكتبه لأنه أدب رائج، ويعتبر من الأنواع الصعبة في الكتابة فلا يعتمد فقط على الحبكة الجيدة ولكن لابد من تنوع الأحاسيس لابد أن يتوتر مع توتر البطل، فلابد أن يكون متمكن من أدواته.

وأشار إلى أن النقاد يرون أن هذا نوع جديد من الأدب ظهرًا مؤخرًا، فبدلًا من دعم النقاد لنا، فيهاجمونا، فكل شئ في العالم يتطور ولا يقف أمر من الأمور على وضعه، فمنذ بدء الخليقة هناك أنواع أدبية تظهر وأخرى تندثر، ولا نحتاج في هذه الفترة إلى تكسير من النقاد بل بالعكس لابد من وقوفهم بجوارنا لأن هذا النوع يعد رائجًا بشكل كبير خلال هذه الفترة، لافتا إلى أن بعض النقاد للأسف يرفض فكرة أدب الرعب، فلابد من وقوفهم بجوارنا حتى نحدث طفرة في الأدب.

وأوضح عصمت أن هناك 16 نوع من أنواع أدب الرعب، رعب نفسي، ويتناول المتلازمات الغريبة، ورعب معوي يتعلق بالتقطيع، رعب فلسفلي يعتمد على فكرة ماذا لو، رعب ديني يعتمد على العناصر الدينية داخل الرواية وهو يعتمد على قراءة آية على شخص وتأثيرها عليه، وما وراء الطبيعة، ورعب الجن، يعتمد على الجن، ويعتبر من أكثر الأنواع.

وتابع: كما تتضمن أنواع الرعب أيضا: الرعب الساخر وهو يكون طوال الوقت يعتمد على التخويف لكن ينتهي يشئ ساخر وبدون رعب، كما هناك الرعب الرومانسي يعتمد على قصة حب لكن في عالم خفي، وهذا النوع من الأنواع القليلة.

إضافة إلى الرعب العلمي وهو مزيج ما بين أدب الرعب والخيال العلمي، كما يوجد رعب العالم الآخر وهو يتحدث عن الخرافات والكائنات الغريبة، مثل الندالة، إضافة إلى رعب الروح وهو يتحدث عن الروح عندما تخرج من الجسد وغالبا ما تكون مقتولة، بينما الرعب المنزلى يعتمد على فكرة لو فى شئ في البيت ملعون أو أخذ بالقوة وهو اللعنة، فهذه هى أبرز أنواع  الرعب التي يعتمد عليها أدب الرعب في مصر.

بينما قال الكاتب أيمن العايدي، المتخصص في أدب الرعب، إن هذا النوع من أنواع الأدب سهل وكل كاتب يختار ما يناسبه ويناسب لغته، ودائما الغموض والإثارة والتشويق يحبها الشباب ويقبل عليها بشكل أكبر.

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور" أن التميز في الرعب هو أن الكاتب.يحبكه ويأتي بفكرة جديدة عن السائد على الساحة الأدبية.

فهناك الكثير من الأفكار عن الرعب وكتب فيها الكثير من الكتب لكن الجديد هو الزاوية والتوصيف، وفكرة مثل فيلم رعب عن بيت مسكون فكرة منتشرة لكن إنك تحولها لفكرة تانية غير متوقعة وبحبكة جيدة هذا هو التميز.

وأشار إلى أن التخصص في أدب الرعب هو إني لدى الأدوات التي استطيع توظيفها واستخدمها وتقديرها في النهاية للقارئ أو المشاهد أو المستمع. 

بينما يرى الكاتب يحيى صفوت، المتخصص في أدب الإثارة والغموض، إن أدب الرعب أصبح ظاهرة لأن الناس يتوقون لصدمة كهربائية ترج وجدانهم، والطابع الأساسي في رواياتي وهو الغموض ويليه الإثارة، الخوف هو أقدم المشاعر الإنسانية والخوف من المجهول هو أقوى أنواعه.

دور النشر: كتب الرعب تجد رواجًا كبيرًا

قال محمد صلاح فضل، المسؤول لدى دار نشر عصير الكتب، لا يخفى على أحد من المهتمين بالمجال الأدبي والثقافي أن أدب الرعب حظى بمكانة كبيرة وفريدة خلال الفترة الماضية، ونركز فى الدار أكتر على الفانتازيا وأبرز الكتاب في الرعب لدى الدار هما: سامح شوقي، أحمد خالد مصطفى. 

وأضاف فضل في تصريحات لـ"الدستور" أن الدار في الحقيقة تهتم  بكل أنواع الأدب، ولا تميز نوع عن نوع آخر، لكن تتمتع روايات الرعب بمكانة كبيرة، نظرًا لحالة الرواج التي تحظى بها من جانب المراهقين والشباب، لافتا إلى أن سعر الكتاب لا يتحدد بجنسه الأدبي بل بتكلفة إنتاجه.

بينما قالت راجية أحمد المشرف العام على دار الميدان للنشر، إن الدار تعج بالكثير من روايات الرعب، ويعد الشباب هم الأكثر فيئة في شراء هذه النوعية من الروايات، وهناك مجموعة من الكتاب الشباب الجدد يتميزون في هذا النوع وأبرزهم أيمن العايدي، فيعد من الكتب الذين تباع رواياتهم بشكل كبير.

وأشارت إلى أن من أبرز التي التي عليها إقبال كبير، كتاب الشمس، النكرومانسيرا التي كرهته، النكرومانسيرا التي أحبته، جليس الشر، الباروكازا، بيت ست أصبح فيلما، الجمال المدفون، كبسولات رعب ١-٢-٣، أرض اللاعودة، ملاذ إبليس، وترياق شيطاني. 

قراء: روايات الرعب ترضى رغباتنا

بينما قالت سلمى إبراهيم، إن روايات الرعب تخرجني من الحالة التي أكون عليها وتغير مزاجى، وتجعلني دائما في حالة تفكير ماذا سيحدث، وحالة شد طوال الوقت وتركيز تام فيما يفعله البطل وما يحدث له، وهو نوع مشوق ومرضى لرغباتي كقارئة، فلا أحب النوع الأدبي العادي والحكايات الرومانسية فأرى أننا لسنا بحاجة إليها الآن، وخاصة أنا من عشاق أفلام الرعب الأجنبية.

وقالت يارا جمال، ما جعلني اقرأ في روايات الرعب هو أحمد خالد توفيق عندما وجدت أصدقائي يتحدثون عن رواياته فقلت لما لا أجرب أن اقرأها ومن هنا بدا حبى لروايات الرعب وأصبحت أحملها على الهاتف المحمول واقرأها، فأشعر أيضا أنها تقوى عندى سريعة البديهة وتعطيني ثروة لغوية جيدة، فأري أن روايات الرعب أشعر فيها إني البطل الذي يحدث معه ذلك وأعيش في حالة خيال تام.

بينما ترى هاجر فريد أن روايات الرعب هي روايات مبنية على الخيال، ومن أحب الروايات إلى قلبي النداهة، يحدث ليلا في الغرف المغلقة، النوم الأسود، ممر أمن للشيطان، أنين منتصف الليل، فهناك روايات تجعلني كثيرة الاستفسارات وتعلمني أن كل شيء يحدث لابد له من سبب.