رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير عراقى يكشف لـ«أمان» التفاصيل الكاملة لزعماء داعش المحتملين (تقرير)

داعش
داعش

قال فاضل أبورغيف، الخبير الأمني العراقي الذي يقدم المشورة لأجهزت العراق الأمنية، إن هناك ما لا يقل عن أربعة خلفاء محتملين لـ«داعش».

وأضاف فاضل، لـ"أمان"، أن الزعيم القادم لداعش من المرجح أن يكون من دائرة قريبة من المتطرفين العراقيين المتمرسين الذين ظهروا في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003.

وأوضح أن مجموعة الخلفاء المحتملين لأبوإبراهيم القرشي، الذي فجّر نفسه خلال عملية أمريكية للقبض عليه في سوريا الأسبوع الماضي، تضم قائدا واحدا أعلنت واشنطن وبغداد مقتله العام الماضي.

وذكر فاضل أن مقتل قرش» في عمر الـ45 عامًا كان بمثابة ضربة ساحقة أخرى لداعش بعد عامين من الخسارة العنيفة للجماعة الإرهابية بمقتل زعيمها أبوبكر البغدادي في غارة مماثلة في عام 2019.

وتابع، في تصريحه لـ"أمان"، أن القرشي رغم تزعمه «داعش» بعد البغدادي لم يخاطب مقاتليه أو أتباعه علنًا قط كما يفعل كثير من قادة الإرهاب لحث عناصرهم على الاستمرار في التطرف، وأشار إلى أن القرشي تجنب الاتصالات الإلكترونية وأشرف على التحرك للقتال في وحدات صغيرة بسبب الضغط المكثف من القوات العراقية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة لرصده.

وأكد الخبير العراقي أنه بمتابعته عن كثب يتوقع أنه سيُحدَد خليفة للقرشي في الأسابيع المقبلة، حيث إن الجماعة التي فرضت حكمًا وحشيًا على مساحات شاسعة من العراق وسوريا من 2014 إلى 2017 تواصل تمردًا عنيدًا وقاتلًا.

ومن بين هؤلاء شخص يدعى أبوخديجة، الذي كان آخر دور معروف له هو زعيم تنظيم داعش في العراق، يليه أبومسلم وهو زعيم داعش في محافظة الأنبار، وآخر يدعى أبوصالح الذي لا توجد معلومات كافية عنه ولكنه كان مقربًا من البغدادي وقريش.

وهناك أيضا أبوياسر العيساوي الذي يشتبه في أنه ما زال على قيد الحياة، وإنه ذو قيمة للتنظيم الإرهابي لأنه يتمتع بخبرة عسكرية طويلة.

وذكر أنه تم الإبلاغ عن مقتل العيساوي في غارة جوية في يناير 2021 في ذلك الوقت من قبل كل من القوات العراقية وكذلك التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش في العراق وسوريا، لكن مسئولا أمنيا عراقيا أكد وجود شكوك قوية بأن العيساوي لا يزال على قيد الحياة، وقال المسئول حينها: "إذا لم يكن ميتا فسيكون مرشحا، وقد عرف عنه التخطيط لهجمات عسكرية ولديه الآلاف من المؤيدين المتطرفين".

وأضاف الخبير العراقي، في تصريحاته الخاصة لـ"أمان"، أن داعش كان يرجح أن يقوم بعملية تمشيط أمنية لاحتمال تسريبات أدت إلى مقتل القرشي قبل أن يجتمع لاختيار خلف له أو إعلانه

وقال: "إذا اختاروا واحدا في الأسابيع المقبلة، فسيتعين عليهم اختيار شخص من نفس الدائرة التي كانت جزءًا من مجموعة الأنباري التي عملت تحت اسم داعش منذ الأيام الأولى".

وأوضح أبورغيف أن القائد الجديد يمكن أن يتمتع بمؤهلات عسكرية أقوى من القرشي، الذي يقول المسئولون العراقيون إنه ينظر إليه من قبل أتباعه على أنه عقل شرعي إسلامي أكثر من كونه عسكريا.

وأكد أن الهجمات والعمليات ستتغير في طابعها حسب أسلوب القائد الجديد، حيث إنه قد يؤمن بهجمات كبيرة ومكثفة أو تفجيرات أو مفجرين انتحاريين.

ويقول إنه على الرغم من عدم ظهور القرشي في مكانة الزعيم إلا أن مقتله من المرجح أنه أثر على مقاتلي التنظيم وخفض الروح المعنوية لديهم، ما سيدفع القادة لاختيار شخص مؤثر، فالشخصية الصوريّة مهمة جدا لداعش.

وأوضح أن هذه التنظيمات تعبد الفرد وليس المجموعة، فعندما يُقتل قائد في المجموعة فإن إيمانهم يتحول للقائد التالي للفرد نفسه، وليس للفكرة التي يقاتلون لأجلها أو للتنظيم نفسه، لذلك تجدهم يتحدثون دائما عن الماديات التي سيحصلون عليها، فإنهم بلا إيمان حقيقي بل مجرد أتباع مغيبين.

وأشارت صحف التنظيم الإلكترونية إلى أن القرشي كان قد تم اختياره من قبل أبوبكر البغدادي خليفة له قبل مقتله بثلاثة أشهر، وبدوره بعد تولي القرشي الخلافة وضع قائمة مرجعية طويلة أراد أن يحقق بها استيفاءه الشروط عند اختيار الشخص الذي سيخلفه، حيث تشير المذكرة الخاصة به إلى أن خليفته يجب أن يكون قائدًا عسكريًا محنّكًا في حرب العصابات، ويُفضل أن يكون عضوًا سابقًا في جيش صدام حسين، نظرًا لأن هؤلاء المقاتلين أثبتوا فاعليتهم الاستثنائية في العمليات الإرهابية لداعش منذ عام 2014، حسب الصحف العراقية.