رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أشتاق لأمي».. صحفية أفغانية تروي لـ«أمان» قصة هروبها من بطش طالبان

جريدة الدستور

أُجبرت نورة حكيم، 31 عامًا، على الفرار من أفغانستان عندما سقط النظام وسيطرت حركة طالبان على البلاد، هكذا بدأت نورة قصتها لـ"أمان"، واصفة مأساتها بأنها لم تعد قادرة على العودة إلى وطنها ومنزلها وأسرتها خوفا من القتل من عناصر الحركة.

وقالت إنها أُجبرت على الفرار في أغسطس الماضي، بعدما تلقت رسائل تهديد ومكالمات أجبرتها على الرحيل حتى لا تعرض حياتها والمحيطين بها للخطر.

وسردت لـ"أمان" أنها هاربة منذ أكثر من أربعة أشهر وأصبحت تعيش في المنازل الخاصة باللاجئين في بريطانيا، وأشارت إلى أنها هربت من أفغانستان بعد أن علمت بوضع اسمها على قائمة الصحفيين المهددين بالقتل من قبل حركة طالبان، خاصة بعد مقتل عددٍ من الصحفيين خلال الأعوام السابقة على يد عناصر الحركة.

وأوضحت أن سبب التهديدات التي تتلقاها هي وزملاؤها من الصحفيين هو أنهم كانوا يقومون بنشر تقارير تفيد بفساد وتطرف جرائم طالبان والجماعات المتطرفة الاسلامية المتواجده في أفغانستان، وهو ما عرض الكثير من زملائها للقتل بطرق مختلفة.

وأشارت إلى أن تقاريرها التي كشفت جرائم طالبان في مقاطعات أفغانية مختلفة كانت سببًا فى تهديدها على مدار عامين، وقامت وزارة الداخلية الأفغانية للحكومة السابقة حينها بوضعها تحت الحماية الشرطية.

وتابعت أنه كان صعبًا على عناصر طالبان تنفيذ عمليات اغتيال في العاصمة "كابول"، ولكن منذ أن احتلوا العاصمة وسيطروا على البلاد بدأوا في البحث عن أولئك الذين تحدثوا ضدهم، وحينها قررت الهروب من أجل سلامتها وسلامة أسرتها وحمايتهم.

وأضافت أنها تشتاق لوالدتها كثيرًا فهي لا تستطيع أن تراها أو تتحدث إليها خوفًا من تعرضها للخطر، وأشارت إلى أنها تلقت رسائل من فتيات عائلتها وشقيقتها الكبرى تؤكد أن طالبان تجبرهن على ارتداء البرقع الأزرق، وأوقفتهن جميعًا عن العمل.

وأكملت أن الجميع يحلم بالذهاب إلى بريطانيا وأمريكا وأوروبا، متابعًة أنها تشعر بحزن شديد فقد كانت تتمتع بحياة مادية مستقرة وجيدة وتقوم بإعالة أسرتها ووالدتها لكنها منذ أن هربت خارج أفغانستان لم تعد تعيش جيدًا، وتحولت من صحفية ماهرة إلى مشردة تبحث عن الطعام في الجوار ولدى المحلات والملاجئ والمؤسسات الخيرية.

وقالت إنها تركت كل أوراقها وكل شيء خاص بها في منزلها، ولا تستطيع العمل في لندن في نفس المجال بسبب ضعفها في اللغة الإنجليزية، إضافة إلى أن كل المؤسسات تطالبها بأوراق رسمية تسمح لها بالعمل، وهو ما لم يتم توفيره للاجئين الأفغان حتى الآن.

وناشدت "نورة" العالم الامتناع عن مساعدة طالبان حتى لا تصبح قوة، من أجل كل الضحايا الذين قُتلوا وتشردوا بسببها، وكل من يعيشون في خوف من شباب ورجال ونساء وفتيات، حسب قولها.

أخيرًا، تمنت "نورة" أن تعود إلى وطنها وتقبّل والدتها وتكتفي بالجلوس معهم في المنزل في أمان دون أي مخاوف أو ترهيب.