رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهابيون استخدموا طائرات مُسيّرة.. تقرير يرصد مؤشرات الإرهاب فى الوطن العربى (تفاصيل)

جريدة الدستور

أصدرت مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تقريرا ربع سنوي عن ظاهرة الإرهاب في المنطقة العربية، رصد كافة العمليات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها، والتفاعلات داخل الجماعات الإرهابية خلال الفترة من يوليو وإلى سبتمبر 2021، واعتمد التقرير في تتبعه العمليات الإرهابية على أكثر من منهج بحثي واستقصائي في عمليتي الرصد والتحليل بهدف تحقيق أكبر استفادة ممكنة والخروج بأدق النتائج.

وأشار التقرير، الذي يحمل عنوان "مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية"، إلى ارتفاع العمليات الإرهابية في المنطقة العربية في الربع الثالث من العام بزيادة طفيفة مقارنة بالعمليات التي تبنتها التنظيمات الإرهابية في الربع الثاني، وبفارق كبير عن العمليات التي تبنتها نفس الجماعات العنيفة في الربع الأول من عام 2021.

عدد الهجمات الإرهابية في 3 أشهر
ورصد التقرير 214 عملية إرهابية في الفترة من 1 يوليو إلى 30 سبتمبر 2021 مقارنة بنحو 212 عملية إرهابية في الربع الثاني من العام 2021، بجانب 169 عملية إرهابية في الربع الأول من العام الجاري.

واستمر تنفيذ طيف واسع من العمليات الإرهابية في الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة محتدمة، ومثلها مما تمر بفترات انتقالية متُعسرة كما هو الحال في الصومال والعراق وسوريا واليمن، بينما شهدت الدول التي لديها أنظمة حكم مستقرة واقتصاد متعافٍ استقرارًا.

وأضاف التقرير أنه راح ضحية هذه العمليات الإرهابية نحو 406 من المدنيين والعسكريين على حد سواء، في مجمل الدول العربية، فيما أصيب جراء هذه العمليات 496، بينهم نساء وأطفال وعجائز.

وهجم الإرهاب بنحو 54 هجمة إرهابية على المدنيين، فيما وجّه ما يقرب من 160 عملية إرهابية تجاه المنشآت العسكرية والحكومية والتحالفات المناهضة للإرهاب.

ضحايا الإرهاب مئات المدنيين
وجاءت دولة الصومال في أوائل الدول التي قتل فيها العديد من العسكريين والمدنيين جراء العميات الإرهابية، بواقع 137 قتيلًا، تليها دولة العراق بنحو 128 قتيلًا، أما سوريا فراح ضحية العمليات الإرهابية في الفترة التي يغطيها التقرير نحو 55 قتيلًا غالبيتهم من العسكريين، واليمن ما يقرب من 48 قتيلًا مدنيا في بضعة أشهر فقط، وجاءت السودان بعد ذلك بنحو 15 قتيلًا، ومصر بنحو 13، وليبيا بنحو 7 قتلي، وتونس بقتيلين، والجزائر بقتيل واحد.

واستعرض التقرير أكثر الدول تأثرا بالعمليات الإرهابية خلال الثلاثة الأشهر الماضية، حيث جاء العراق في طليعة الدول التي شهدت عمليات إرهابية، بواقع 74 عملية إرهابية، تبني تنظيم داعش النصيب الأكبر من هذه العمليات بنحو 57 عملية إرهابية، وجاءت الصومال في المرتبة الثانية بواقع 37 عملية إرهابية، تبنى طيفا واسعا منها حركة الشباب، ولا يزال الحوثيون المدعومون من إيران يكررون هجماتهم ضد المنشآت النفطية والعسكرية والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية باستخدام الطائرات المُسيّرة دون طيار والصواريخ الباليستية، حيث تبنت الجماعة الحوثية 38 عملية إرهابية، كان طيف واسع منها قد استهدف مناطق حدودية مع السعودية لا سيما المنطقة الشرقية.

وجاءت سوريا في المرتبة الرابعة بنحو 27 عملية إرهابية، واحتلت اليمن المرتبة الخامسة في مؤشر الإرهاب بواقع 15 عملية، راح ضحيتها عسكريون ومدنيون، من بينهم نساء وأطفال، كما انعكس عدم الاستقرار السياسي في السودان على المشهد الأمني بشكل عام، فأقدم عدد من الجماعات والعناصر المسلحة على التخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية بواقع 6 عمليات إرهابية في مناطق متفرقة من السودان.

وتابع التقرير أن العدد نفسه من الهجمات شهدته ليبيا، فيما نفذت بقايا العناصر الإرهابية في سيناء ثلاث عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة في مصر، وشهدت كل من الجزائر وتونس عملية إرهابية واحدة خلال الربع الثالث من عام 2021.

الجماعات الإرهابية في العالم العربي
أما في سياق الجماعات التي نشطت خلال الفترة المشمولة بالتقرير، فجاء تنظيم داعش الإرهابي في مقدمة الجماعات التي تبنت عمليات إرهابية أو نُسبت إليها هجمات، بواقع 57 عملية إرهابية، وجاءت بعده جماعة الحوثي بنحو 49 عملية إرهابية، ومن ثم حركة الشباب الصومالية بما يصل إلى 35 عملية إرهابية، ونفذت الفصائل الموالية لإيران نحو 19 عملية إرهابية، وهيئة تحرير الشام 4 عمليات إرهابية، وتبنى كل من تنظيم حراس الدين في سوريا والتيار الرسالي للدعوة والقتال في السودان عملية واحدة لكل منهما، فيما واصلت الميليشيات الخارجية تدخلها في بعض الدول العربية، حيث نُسب لميليشيات تشادية وإثيوبية عملية إرهابية في كل من ليبيا والسودان على التوالي، وأخيرًا لم يتسنى لمؤسسة «ماعت» تحديد التنظيم المُنفذ لنحو 46 عملية إرهابية خلال الربع الثالث من عام 2021، حيث نُسبت هذه العمليات لعناصر مسلحة مجهولة.

أسلحة الإرهاب المتطورة
حذر التقرير من توسع الجماعات الإرهابية في استخدام التقنيات الناشئة، بما في ذلك الطيارات المسيّرة في تنفيذ العمليات الإرهابية، وقد طالب التقرير الدول العربية بضرورة التعاون وتبادل الخبرات من أجل مواجهة هذه الأدوات الحديثة التي تستخدمها هذه الجماعات.

وسلط التقرير الضوء على تداعيات وصول «طالبان» للحكم في أفغانستان على العمليات الإرهابية في المنطقة العربية، حيث حذر التقرير من أن سيطرة حركة طالبان على الحكم قد تمنح دفعة معنوية لجماعات التطرف العنيف والحركات الإرهابية والجهادية والانفصالية والفواعل المسلحة من غير الدول في المنطقة العربية، مما قد يزيد من العمليات الإرهابية خلال الفترة القادمة.