رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وهم الجماعة».. باحث يرد على أكاذيب الإخوان ويكشف خطتهم بعد المصالحة الخليجية

الإخوان
الإخوان

تحدث المتحدث لجماعة "الإخوان الإرهابية"، طلعت فهمي، عبر إحدى القنوات الإعلامية التابعة لهم، عن إعلان المصالحة الخليجية، واضعا 6 مطالب للحوار مع مصر، الأمر الذي وجده المحللون المصريون كلامًا فارغًا، خاصة بعد سنوات وقائمة طويلة من الإرهاب الذي ارتكبته الجماعة في مصر ضد الوطن وشعبها ومؤسساتها نتج عنه بحيرات من الدماء التي سالت لحماية البلاد.

وأكد عمرو فاروق، الباحث في شئون جماعات الإسلام السياسي، أنه على مدار التاريخ كانت هذه التيارات والجماعات جزءا أصيلا يتم توظيفه من خلال النظام السياسي القطري، أو بالأدق يتم دعمه على اعتبار أن النظام السياسي القطري يتفق مع الهوية الإخوانية قلبا وقالبا، مشيرا إلى أن قطر على مستوى الفكر تحمل أجندة الإخوان لأنهم جزء أساسي في بناء دولتها، من مؤسسات صحية إلى تعليمية وسياسية، وقد أثرى كل ذلك فيما بعد وعمل على دمج واتفاق بين الهوية السياسية والفكرية بينهم وبين التنظيم.

وقال إنه عندما نتحدث عن المصالحة الخليجية فهي ليست مصالحة بالمعنى الحقيقي بل هي مصالح، وهذه المصالح تفرض بعض الآليات والشروط للتعامل مع السياسات في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن النظام السياسي القطري متفق فكريا مع جماعة الإخوان، وقطر توظف هذه الجماعات داخل مصر والمنطقة العربية وأوروبا، وهو نهج سياسات النظام القطري، وهذا لن يحدث لأنهم يرون أنهم يحصلون على نفوذ سياسي قوي عبر الإخوان.

وأكد أن مطالب الإخوان الأخيرة هي استغلال للموقف وللمشهد بعد قمة العلا والمصالحة الخليجية، كنوع من أنواع إظهار القوة ومحاولة لفرض شروطهم على مصر ظنًا منهم أن مصر والإمارات والسعودية والبحرين خضعت لقطر وليس العكس، لذا ظنوا أنهم في موضع قوة، فذهبوا سريعا لفرض شروطهم، وبدأوا بجملة قالوا في عنوانها الرئيسي "لدينا 6 مطالب لنوافق على الحوار"، أي لنوافق على أن نجلس على طاولة المفاوضات، كأنهم يقولون: «لنتحدث معكم عليكم أولًا أن تستسلموا لشروطنا»، متساءلا: من هم أصلا حتى يتحدثوا بهذه اللهجة؟ جماعة الإخوان لا تساوي شيئًا الآن.

ولفت إلى أن الجماعة لا تزال تعيش الوهم ولا زالت ترى أنها تتحدث من موضع قوى لديها ظنًا منها أنها لديها قواعد تنظيمية موجودة في الداخل ولديها اجنحه قادرة على استهلاك الدولة، فهي ترى أن لها حيزا في الشارع المصري وأنها لا زالت مسيطرة على العقل والفكر العربي والمصري، ولكن طبعا هذه كلها أوهام لا محل أو أساس لها في الواقع الآن.

وأوضح أن هناك معطيات توحي بأن الوضع مختلف تماما وجماعات التيارات الاسلام السياسي لم تعد محل ثقة في الشارع المصري والعربي الذي فقد الثقه في هذه التيارات وهذه التوجهات الدينية الوهمية، حيث لم يعد السطوع الاخواني ودولة الخلافة هو بمثابة الراية التي يتم بها مغازلة القطاع العريض من الشارع العربي، فمع صعود الاخوان وسقوطهم واستخدامهم وإيمانهم بالعنف المسلح جعل قطاعات كبيرة جدا من الشارع العربي والمصري تحديدًا يدركون حقيقة الإخوان بشكل أكبر ويتمعنوا أكثر في تاريخهم العنيف، لافتا إلى أن هذه الجماعات لا تؤمن بفكرة الوطن والمواطنة فمحاولتها الدائمة للوصول للسلطه وظنهم أنهم أصحاب الحق وأصحاب التشريع وأصحاب القيادة داخل العالم الاسلامي، كل هذه الأطماع التي تسعى لها دومًا اتضحت وكشفتهم أمام الرأي العام.

أما فيما يتعلق بأحد مطالب جماعة الإخوان بالإفراج عن المعتقلين كما يقولون، فقال «فاروق»: "فالنتفق على أن مصر لا يوجد بها معتقلون بل من فيها يطلق عليهم سجناء، وهناك فرق كبير بين المعتقل والسجين، فإن كل من تم إلقاء القبض عليه هو شخص تم تورطه فعليا إما في قضايا عنف أو قضايا إثارة شغب أو قضايا إرهاب ورأي عام، وهذا كان واضحا بشكل كبير ما بين عامي 2013 و2017، فضلا عن عمليات لديها أجنحة ارتكبت ما لا يقل عن 4000 عملية ارهابية في خلال ما يقرب من 4 سنوات، منها استهداف قوات الجيش والشرطة، اغتيال النائب العام، تفجير مديريات أمن في عدة مناطق في الوطن، فضلًا عن لجانهم الالكترونية التي شوهت صورة الدولة المصرية وعملت على إسقاط الدولة معنويًا، وهي جريمة يحاسب عليها القانون باعتبارها عمليات لترويج الأكاذيب ونشر الشائعات وتهديد السلم الاجتماعي، وكل هذه الأمور جرائم وفقا للقانون المصري وتم محاسبة مرتكبيها.

وأكد أن نظرة شباب الإخوان وأعضاء الجماعة تجاه المجتمع المصري نظرة متعالية مليئة بالتكفير والعداء، ولديهم عزيمة دائمة لإسقاط الدولة مهما كانت الجرائم التي قد يرتكبونها للوصول إلى ذلك، حتى لو كانت على حساب الوطن والشعب المصري، موضحا أن هذه الجرائم لا يجب تصنيفها بلفظ «معتقلين» بل هم جناة ارتكبوا جرائم يحاسب عليها القانون فتم سجنهم وفقا لذلك، ومحاسبتهم بالنيابة والقضاء بمحاكمات عادلة، وتم محاكمتهم وفقًا لأدلة وإثباتات، وليس ظلمًا أو تعسفًا كما يروج جماعة الإخوان!

وأضاف «فاروق»: لا أعلم لماذا يقول الإخوان إنهم لن يجلسوا على طاولة الحوار إلا إذا نفذت شروطهم، فالدولة المصرية أكدت أنه لن يكون هناك مكان لجماعة الاخوان في مصر مرة أخرى، مردفا: "خيانات جماعة الإخوان على مر العقود ليست بالأمر الجديد، فهذه الجماعة التي فتح لها السادات الأبواب على مصراعيها ليحاربوا معه الشيوعية اغتالوه في النهاية وقاموا بتكفيره، وفي عهد مبارك الذي جعلهم جزءا من مؤسسات الدولة حتى انقلبوا عليها وحاولوا نشر الفوضى والعمل ضد مصر".

وختم قائلا إن جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية العقبة التي تقف دائما أمامها هي القوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية بشكل عام، حيث إنها تكون العائق الذي لا يسمح لها بفرض سيطرتها على الشارع والمجتمع وعلى مؤسسات الدولة، لذا منذ عام 2013 نجد الجماعة تسعى دائما لاستهداف القوات المسلحة تحديدًا، خاصة أن إسقاط الإخوان في 2013 أتى بدوافع شعبية التحمت معها المؤسسة العسكرية التي سعت لتحقيق مطالب الشعب المصري، لهذا دائما تجدون الإخوان يحاولون إسقاط هذه المؤسسة وتشويه صورتها وسمعتها ونشر الأكاذيب والشائعات.