رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عصام القمري.. صديق زعيم تنظيم القاعدة

جريدة الدستور

رغم أنه من أهم الشخصيات التي كان لابد أن يعطيها التاريخ حقه من الناحية العسكرية، عصام القمري مواليد محافظة المنيا، وأحد أهم الشخصيات التي أثرت في تاريخ الإسلام السياسي، كونه ضابطا سابقا بالقوات المسلحة، والسبب الرئيسي في دخوله المؤسسة هو عمل انقلاب داخلي لإعلان الجمهورية الإسلامية.

هذا ما اتفق عليه بعد ذلك مع أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، فالقمري من الشخصيات التي إذا بحثت عنها لم تجد إلا القليل النادر من المعلومات رغم انه من الشخصيات التي أسست للعنف في مصر في الستنيات من القرن الماضي، من خلال تشكيله لجماعة الجهاد، وهروبه من السجن.

البدايات

وإذا تحدثنا عن القمري لم نجد أفضل من أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، في كتاب فرسان تحت راية النبي، زميله وصديقة في رحلة تأسيس التنظيم بقوله: عصام القمري، رجل جاد أخذ منذ بداية شبابه قضية الإسلام مأخذ الجد، فقرر أن يدخل الكلية الحربية ليغير النظام الحاكم في مصر، هكذا كانت قناعته وهو لا يزال طالبًا متخرجًا من المدارس الثانوية، وقد أخبرني أنه سأل والده بعد دخوله للكلية الحربية: أتدري لماذا دخلت الكلية الحربية؟، فقال له والده: لماذا؟، فقال له: لكي أقوم بانقلاب عسكري في مصر، وذهل والده، لكنه لم يستطع أن يفعل شيئًا فقد كان عصام قد قبل في الكلية الحربية.

كان عصام القمري مستعجلًا، علي إعلان الجمهورية الإسلامية، حيث بدأ في التفكير مبكرًا لعمل انقلاب داخل الجيش المصري، وذلك حسبما نقل عنه أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، في كتابه "فرسان تحت راية النبي"، من أجل ذلك، رشح وهو رائد لدورة قادة كتائب في أميركا، وُعد بعدها أن يعود قائدًا لكتيبة في الحرس الجمهوري، وكان عصام ينتظر هذا المنصب باهتمام".

ويحكي الظواهري، ظل عصام هاربًا من فبراير، حتى أكتوبر 1981، حتى قبض عليه عقب اغتيال أنور السادات، وطوال هذه الفترة كان عصام صابرًا كعادته لا يشكو ولا يتبرم ولا يتذمر ولا يلوم أحدًا، بل يهون الأمر ويشد من أزر إخوانه ويقوي من عزيمتهم، ولم يتوقف عصام عن النشاط في فترة هربه، بل على العكس، كان رغم المشاكل الجمّة التي يواجهها والضغط العصبي والتوتر الذي يعيشه في كل دقيقة، لا يكف عن العمل وبذل الجهد. فقد استطلع العديد من الأهداف ومواقع القوات ومقار الشرطة وأعد خططًا، وأجرى العديد من التجارب.

أفكاره

وكانت أفكار عصام القمري، كما لخصها الدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في كتابه فرسان تحت راية النبي، فهي نظرية العمل الجهادي، من خلال محاولاته جاهدًا أن يوفر لها الإمكانات، لكن الأقدار لم تسمح له بذلك.

وهذه النظرية ما زالت تمثل اختيارًا عمليًا مناسبًا إن توفرت لها مقوماتها، من بينها: أن أنظمة الحكم في بلادنا قد فرضت من الاحتياطات الأمنية ما لا يمكن مواجهته إلا بقوة مسلحة تملك قوة نيران كبيرة وعددًا من الدروع تستطيع به أن تفرض سيطرتها على العاصمة وخوض المعركة والصمود فيها من أسبوع إلى أسبوعين.

وكان يردد دائما بين اصدقائه بحسب كلام الظواهري "أن الحركة الإسلامية تملك آلاف الشباب الذين يتسابقون إلى الشهادة، لكن هؤلاء الشباب بلا تدريب ولا خبرة قتالية أن اختراق الحركة الإسلامية للجيش سيواجه دائمًا بحملات التطهير ومن العسير على الحركة الإسلامية أن تجند عددًا كبيرًا من الضباط في صفوف الجيش من دون أن ينكشف أمرهم نظرًا للمتابعات الأمنية الدقيقة في صفوف القوات المسلحة."

واستكمل الظواهري، أفكار القمري، بقوله: فكانت فكرة عصام هي تدريب عدة مئات من الشباب المسلم على السلاح وعلى استخدام وقيادة الدبابات ولو بصورة مبدئية، أما قوات الشرطة والأمن المركزي وما يتبع وزارة الداخلية، فكان عصام ينظر إليها باستخفاف.

وكان عصام ينتقد انشغال الشباب المسلم بالشرطة والهجوم عليها، وعدم نظرتهم إلى الوضع العسكري نظرة عملية تحليلية مبنية على المعلومات. وكان عصام يثق كثيرًا بالشباب المسلم المتدرب ويقول: إن الشرطة تستأسد علينا، لأن إخواننا غير مدربين، أما إذا دربناهم وأعطيناهم قليلا من السلاح، فلن يقف أمامهم أحد. وهذه النظرية ظلت مجال نقاش بيني وبينه لفترات طويلة قبل السجن وأثناءه، وأشهد أن كثيرًا من توقعاته صدقتها الإحداث.

قتل القمري بعد حادث قضية الهروب عام 1988م،  بـ 23يوم بطلق ناري نافذ في الرأس بعد مقاومة مع السلطات الامنية لتنتهي أسطورة القمري الذي تعمق في قلبة فكر الغلو والتطرف فلقي مصرعه نتيجة طموحة الزائد والزائف .