رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عندما اختفت الشمس"... رواية ترصد كيف ظهر الإرهاب في سيناء

جريدة الدستور

نشر الكاتب الصحفي ممدوح الغالي رواية جديدة تعتبر الأولى من نوعها حيث رصد فيها كيف تأسس وانتشر الإرهاب في سيناء من خلال قصة أحد الشباب السيناوي.

تعرف الرواية باسم "عندما اختفت الشمس" وبطلها شاب سيناوي يعرف باسم صقر أبو قروانة بدأ حياته في زراعة المخدرات وتهريبها مع والده الذي ألقي القبض عليه في فترة مراهقة صقر ليصبح هو المسئول عن الأسرة ويواصل وحده تجارة المخدرات.

وفي ظل كساد المخدرات وتجارتها اتجه صقر أبو قروانة إلى مهنة أخرى وهي تهريب بعض السائحات إلى إسرائيل والذي اكتشف فيما بعد أنهم عاهرات أردن دخول إسرائيل عبر بوابة سيناء للعمل به، ولما تم اكتشاف أمره ومحاولة الأمن المصري القبض عليه هرب هو إلى إسرائيل وجلس مع أحد أقاربه الموجود هناك ويعمل بها، وفي تلك الفترة التقى بأحد الفلسطينين الذي يعمل معه وتقرب منه لفترة ولما هدأت الأوضاع الأمنية في سيناء عاد إليها.

يتحول صديقه الفلسطيني فجأة إلى جهادي ويقابله في سيناء عقب ثورة 30 يونيو ويقنعه بأن ينضم معه لجماعته الإرهابية مقابل أن يغدق عليه الأموال، وبالفعل ينضم صقر أبو قروان إلى الجماعة، وفي البداية كان مسئول عن تهريب الأكل والشرب من سيناء إلى الأنفاق الفلسطينية إلا أنها سرعان ما أصبح المسئول عن استلام الأسلحة من الأنفاق ويسلمها لأعضاء الجماعة الإرهابية التي تقاتل الجيش والشرطة في سيناء.

تمر أحداث الرواية ويصبح صقر في حيرة من أمره بعد أن استمع خطبة لشيخ من المشايخ الوسطيين واقتنع بكلامه إلا أنه لم يفهمه كما أنه لم يفهم الأفكار التي تروجها الجماعة الإرهابية المنضم إليها نظرا لجهله وعدم تعليمه، ويظل في هذا الصراع الداخلي لفترة طويلة شارك فيها في تنفيذ عمليات إرهابية مسلحة ضد الجيش وقتل العديد من الجنود بدون ذنب حتى قرر الابتعاد عن الجماعة التي رفضت الابتعاد عنه وجعلته يشارك في عملية أخيرة ضد قوات الجيش المصري، وكانت نهايته في هذه العملية.

ركز الكاتب الصحفي ممدوح الغالي على جهل صقر أبو قراوان وفقره والذي جعله يتنقل ما بين الأعمال الإجرامية بداية من تجارة المخدرات مرورا بتهريب السائحات وحتى انضم إلى جماعة إرهابية مسلحة فقط من أجل الحصول على المال.

ورأى الغالي أن الحل الوحيد لمواجهة الإرهاب في سيناء هو إعطاء أهل سيناء حقوقهم والعمل على جلبهم إلى حضن الوطن وألا يحسوا بأنهم منبوذين ثم البدء في عملية تنمية شاملة في تلك المنطقة تشمل بناء المدارس والمستشفيات والمصانع للقضاء على الفقر والجهل والمرض، الأمر الذي سيحصن المجتمع السيناوي من الأفكار التكفيرية.