رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نكشف أسباب ارتفاع أعداد التائبين من الجماعات الإرهابية في الجزائر

أرشيفية
أرشيفية

بدأت دعوة الجيش الجزائري لبقايا العناصر الإرهابية بتسليم أنفسهم للسلطات تؤتي ثمارها، بعد أن وجهت مجلة"النصر" نداءً للمتورطين في العمليات الإرهابية في عددها الأخير الصادر عن شهر مايو الجاري.

وأشارت وزارة الدفاع الجزائرية، في دعوتها إلى ضرورة استمرار فتح طريق المراجعات الفكرية، ولفتت إلى أن مجموع التائبين الذين سلموا أنفسهم للسلطات الأمنية، منذ 1999، حتى عام 2005، وصل إلى لـ 15 ألفا، تحت شعار"ميثاق السلم والمصالحة"، مؤكدة أن الحكومة الجزائرية بدأت حاليا مرحلة أخرى في التعامل مع الإرهابيين.

وتصدر تنظيم "القاعدة" مؤشر التائبين والعائدين، بعد أن وصل إلى أعلى معدلاته خلال شهر مايو الجاري، والذي سلم خلاله نحو 40 شخصا أنفسهم للسلطات الجزائرية، ليصل مجموع العناصر التي سلمت نفسها للسلطات الجزائرية، قد تخطي الـ100 عنصر تنظيمي، خلال أيام قليلة فقط، وسلمت العناصر العائدة للسلطات الجزائرية، جميع الأسلحة المتنوعة والقنابل والذخيرة، التي كانت بحوزتهم.

يأتي على رأس من سلموا أنفسهم للسلطات الجزائرية "أبو أيوب" عضو تنظيم القاعدة والمسئول عن منطقة الساحل العربي الأفريقي قبل ثماني سنوات، وكذلك "أبو أيمن" أحد أبرز العناصر الإرهابية بالجزائر طيلة عشر سنوات.

وشهدت المناطق الحدودية الجزائرية مع النيجر ومالي، تدفقًا متزايدًا في عدد العائدين "التائبين" إلي السلطات الجزائرية وهي المناطق الحدودية التي تدفق منها العناصر الإرهابية، والتي شهدت أخطر العمليات الإرهابية في السنوات الـ25 الماضية، والتي كانت جميعها تعود لعناصر قادمة من تلك المناطق الحدودية لمالي والنيجر مع الجزائر.

وبلغ متوسط أعداد التائبين "شهريًا" 30 شخصا، سلموا أنفسهم وأسلحتهم لسطات الجيش والشرطة الجزائرية.

وتهدف دعوة السلطات الجزائرية، إلى استقطاب عناصر الجماعات الإرهابية وإعطائهم فرصة للتوبة والعودة للمجتمع مرة أخرى، بعد الخلي عن الأعمال الإرهابية المسلحة، التي ارتكبوها في حق مجتمعاتهم ومؤساستها المدنية والعسكرية علي السواء، بعد منحهم حق العودة إلى المجتمع" والتصالح معه.

وبعد أن ألتزمت الحكومة الجزائرية، بالبنود التي سبق وأعلنتها "حرفيًا" بدأت تجني ثمارها وتحقق نجاحها، بعد أن شهد "أبريل" الماضي قيام 30 عنصرا ينتمون لتنظيم"القاعدة" بالجزائر بتسليم أنفسهم للسلطات المحلية هناك، معللين التراجع عن الفكر التكفيري والعنف المسلح، الذين انتهجوه طيلة السنوات الماضية، إلى مبادرة الحكومة، بالإضافة إلى الرسائل النصية التي تلقوها من أهاليهم، طوال سنوات، تطالبهم بضرورة تسليم أنفسهم للسلطات وللشرطة الجزائرية، وكانت هذه الدعوات الأسرية، على رأس أسباب انشقاقهم عن صفوف الإرهابيين.