رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ساعدت المواقع الإلكترونية في تشكيل معرفة المسلمين الجدد؟

جريدة الدستور

حاز الباحث محمد عبد المنعم، على درجة الماجستير بتقدير امتياز من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، عن رسالة بعنوان "المواقع الإلكترونية الإسلامية ودورها في تشكيل المعرفة الدينية لدى المسلمين الجدد غير الناطقين بالعربية".

وقال الباحث في دراسته، إن الدين الإسلامي هو أساس تطبيق مبادئ الحوار المجتمعي، ويكفل هذا الدين حرية الاعتناق، ويتعامل المسلمون في كل مكان مع جميع الأجناس والأديان واللغات دون أي انحياز، لكن في الواقع أن الغرب هو من يكره الإسلام ولا يقبل فكرة التعايش مع المسلمين، مستشهدًا بقوله تعالى﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).

وأضاف أن تزايد عدد المسلمين الجدد ومعتنقي الدين الإسلامي خاصة في الآونة الأخيرة، وفي ظل الانتشار الواسع لوسائل الإعلام بشكل عام والمواقع الإلكترونية بشكل خاص، ظهر تأثير تلك المواقع الإلكترونية على المسلمين الجدد لمعرفة معلومات عن الدين الإسلامي، سواء قبل أو أثناء أو بعد، ومن هنا ظهرت الأهمية الكبرى للمواقع الإلكترونية الإسلامية في تشكيل المعرفة الدينية للمسلمين الجدد خصوصا من غير الناطقين باللغة العربية.

ولفت الباحث إلي أن الغرب يحاول استغلال قوته الإعلامية على كافة الأصعدة لتشويه الصورة السمحة لمحاربة الدين الإسلامي، حيث تبلورت الأهمية الكبرى للإنترنت في الآونة الأخيرة، وذلك للتطور التكنولوجي الهائل الذي يسهل استخدام الأدوات الحديثة للحصول على المعلومات بشكل عام لا سيما المعلومات عن الدين الإسلامي.

حاول الباحث، التعرف على أهم المصادر التي يعتمد عليها المسلمون الجدد للتأكد من معلوماتهم عن الدين الإسلامي، وأهم المواقع الإلكترونية التي يعتمدون عليها في الحصول على معلومات حول الإسلام، وكذلك معرفة أهم المواد التي تبثها المواقع الإلكترونية الإسلامية لمساعدة المسلمين الجدد في جذبهم للدين الإسلامي، ومدى رضاهم عن شكل ومضمون المواقع الإلكترونية الإسلامية والخدمات التي تقدمها لهم.

ووصل الباحث في نتائج الدراسة إلى وجود علاقة بين معدل الاعتماد على المواقع الإسلامية ومستوى المعرفة لدى المبحوثين – العينية التي أجريت عليها الدراسة-، حيث أن الإنترنت هو الوسيلة الأولى للحصول على المعلومات، وهذا اتفق مع نتائج العديد من الدراسات السابقة حول أن الإنترنت هو مصدر أساسي في اكتساب المعلومات، إلا أن هناك تفاوت بين المبحوثين حول ثقتهم بتلك المواقع الإلكترونية الإسلامية، لكن أغلبية عينة الدراسة تعتمد عليها للحصول على المعلومات.

ويرى الباحث أن سبب هذه النتيجة يرجع إلى كون الإنترنت أحد الوسائل التي جعلت العالم أصبح قرية صغيرة، فبالرغم من عدم ثقة المبحوثين بنسبة كبيرة في مضمون المواقع الإلكترونية.

تبين من الدراسة أن البعض يستخدم الإنترنت في القراءة فقط، بينما يتراوح النصف الآخر بين طرح أسئلة أو الدخول في مناقشات أو كتابة تعليقات.

وأثبتت الدراسة التأثيرات المختلفة للمواقع الإلكترونية على العينة محل الدراسة بشكل إيجابي، سواء من الجانب المعرفي أو السلوكي أو الوجداني، ولم تلعب العوامل الديموغرافية دورًا كبيرًا في التأثير على المسلمين الجدد واعتمادهم على المواقع الإلكترونية.

ويفسر الباحث النتيجة السابقة، بأن المسلمين الجدد احتاجوا بطبعهم إلى تلك المواقع بعد اعتناقهم الإسلام بشكل أكبر لمساعدتهم على تشكيل معرفتهم عن الدين الإسلامي، مما يؤدي بدوره إلى حدوث تأثيرات مختلفة في حياة المسلمين الجدد.

وأكد أن الأمر لا يقتصر الأمر على قضية المسلمين الجدد وغير الناطقين باللغة العربية، بل يمتد إلى أبعد من ذلك، فقدرة التكنولوجيا على جعل العالم قرية صغيرة، هو سلاح ذو حدين، يساعد بسهولة للوصول إلى أعداد كبيرة من الأفراد في وقت واحد، ولكن الوجه الآخر هي قلة المراقبة والاهتمام بالمضمون المعروض بالشكل الذي يساعد بسهولة تشويه صورة أي شيء.

وأوضح الباحث أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كبيرة في العالم أجمع، ما بين ربطه بالإسلاموفوبيا والعديد من التنظيمات الإرهابية، وبين كونه الوجه الأوحد للإرهاب في عيون العديد من الغربيين، الأمر الذي يفرض على العالم الإسلامي العديد من الواجبات، ليس فقط مواجهة الصورة النمطية عن الإسلام، بل توفير صورة أفضل، وكذلك الاهتمام بالمسلمين الجدد كافة الذين يتخذون قرار بتغيير عقيدتهم والدخول في الإسلام، مواجهين مجتمعاتهم والأفكار المتعصبة تجاههم، من خلال إتاحة المعلومات الصحيحة والموثقة كافة باستغلال التطور التكنولوجي الهائل في المواقع الإلكترونية.