رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدلاً من روسيا.. هل بإمكان إسرائيل أن تزود أوروبا بالغاز؟

الغاز الإسرائيلي
الغاز الإسرائيلي

منذ عدة أشهر، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأ القادة الأوربيون في التفكير في بدائل للغاز الروسي، وكان الحديث في حينه عن التوجه الأوروبي للطاقة النظيفة وتقليل استخدام الوقود الأحفوري، كجزء من التحرك العالمي لمواجهة أزمة المناخ.

بعد قيام الحرب في أوكرانيا، وارتفاع درجة التوتر بين أوروبا وروسيا، وطرح إمكانية حظر الغاز الروسي في أوروبا كإحدى العقوبات المُقترحة، ازداد اهتمام القادة الأوربيين بإيجاد بدائل للغاز الروسي من دول أخرى، خاصة أن استخدام الطاقة النظيفة قد يحتاج من 3- 5 سنوات حتى تكون منشآت الطاقة جاهزة للاستخدام.

اقتراح إسرائيلى

بدأت إسرائيل فى الاهتمام بطرح نفسها كمصدّرمركزي للغاز، فإسرائيل تقوم حالياً بتصدير الغاز إلى الشرق الأوسط، لكنها وجدت الحرب في أوكرانيا فرصة لتتحول إلى مصدر للغاز إلى أوروبا أيضاً.

من جانبه، قال الدكتور ألكسندر كومان، من جامعة تل أبيب، إنّ "أوروبا أصيبت بالهستيريا لأن مصيرها الآن في أيدي بوتين"، مضيفاً: "فكرة أن بوتين يجلس الآن ويده على الصنبور وبإمكانه، متى شاء، أن يفتح أو يغلق إمدادات الغاز إلى أوروبا، هو سيناريو رهيب بالنسبة إليهم".

ويشرح «كومان»: «أن إحدى الطرق لتصدر إسرائيل الغاز إلى أوروبا هي إنشاء خط أنابيب بديل ينقل الغاز- أو ربما الكهرباء- من مصر وإسرائيل وربما من المملكة العربية السعودية إلى أوروبا عبر قبرص"، في إشارة إلى خط أنابيب (EastMed) وهو مشروع مخطط له يربط مباشرة موارد الطاقة الطبيعية في شرق البحر الأبيض المتوسط بأوروبا الكبرى، وقد تم ترسيمه في سنة 2013 وكان من المقرر أن يوضع في قيد الاستخدام سنة 2025 بعد موافقة إسرائيل على الخطة في 2020، لكن تنفيذ الخطة توقف بعد أن تخلّت إدارة بايدن عن دعم المشروع في الشهر الماضي.

في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا، قد تكون هناك فرصة لإعادة النظر في فرص خط أنابيب إيست ميد، ولكن هذا يتوقف على استعداد الولايات المتحدة للتراجع عن انسحابها، وعلى مدى تقدم أوروبا في مجال الطاقة المتجددة.

اهتمام إسرائيل بالغاز

اهتمت إسرائيل بالغاز الطبيعي خلال الـ15 عاماً الماضية، فحتى سنة 2012 كانت إسرائيل تستورد الغاز من مصر، لكن الاكتشافات التدريجية لاحتياطيات أكبر من الغاز الطبيعي في إسرائيل حولتها كمنتج مكتف ذاتياً للغاز وكمصدّر له.

حالياً، تأتي إمدادات الغاز الإسرائيلية بشكل أساسي من حقلين أساسيين للغاز الطبيعي قبالة الساحل الغربي للبلاد: حقل تمار، الذي يحتوي على نحو 10.8 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وحقل ليفيثان، الذي يحتوي على 22 تريليون قدم مكعب- وهو يكفي بقاء إسرائيل على مستواها الحالي من الإنفاق على الغاز لعقود ويمنحها فرصة أن تكون مصدراً.

لكن تظل الكميات التي تحتاجها أوروبا، خاصة في الشتاء، أكبر من إنتاج إسرائيل، ولكن مع التوجه الأوروبي بتنويع مصادر الطاقة بإمكان إسرائيل أن تكون أحد موردي الغاز إلى أوروبا، مع عدة دول أخرى خلال الفترة المقبلة.